الاثنين ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

الاعتزاز بتراث الشاعر فتحي قورة

الشاعر القدير فتحي قورة يعد من الشعراء الذين تركوا بصمات عظيمة في مجال الأغنية المصرية والعربية وفي حوار مع ابنته الأستاذة هيام سوف نتعرف على الكثير والكثير

قالت الأستاذة هيام قورة: والدي الشاعر فتحى محمد أبو قورة الشهير بفتحي قورة من مواليد 19 أكتوبر عام 1919 بقرية العلاقمة مركزههيا بمحافظة الشرقية وبرزت موهبته وعمره تسع سنوات عندما كان في المرحلة الابتدائية ودفعه طموحه للسفر للقاهرة بعدما حصل على الشهادة الإعدادية لتكون وجهته الأولى وعلى الرغم من عدم إتمام تعليمه لكنه ثقف نفسه بنفسه حيث وامتلك سلاسة في اللغة وقدرة على تنظيم الكلمات وعائلة الشاعر فتحي قورة رفضت دخوله مجال الفن حتى إن أخاه الأكبر أغمى عليه غضبا حين سمع اسم شقيقه فتحي قورة لأول مرة فى الإذاعة لكن بعد نجاحه وإثباته لموهبته استحق احترامهم وفخرهم به وكان تتجمع العائلة فى منزله كل يوم جمعة طقسا ثابتا لم يتغير حتى رحيله.

أضافت الأستاذة هيام قورة : والدي الشاعر فتحي قورة (رحمه الله) كتب في المجلات الساخرة مثل البعكوكة والصاروخ وكان أحد أسباب نجاحها وكتب أغنيات مئات الأفلام وكان يكتب أغانى في نفس اللحظة لفيلمين ولمواقف مختلفة وأخطأ أكثر من مرة عندما سلم أغانى كل فيلم للمخرج الآخر والغريب أن المخرجين لم يلاحظوا ذلك وقدمت الأغانى ولاقت إعجاب الجمهور والنقاد على اعتبار أنها تقدم رؤية عبثية وصفها النقاد في ذلك الوقت بأنها فتح فنى جديد في عالم الأغنية يتوافق مع فن اللامعقول وبرع في كتابة المنولوجات وتميز في ذلك كما لحن كلمات الشاعر فتحي قورة نخبة من الملحنين وكون ثنائيا متميزا مع الملحن منير مراد وقد كتب والدي الشاعر فتحي قورة أكثر من 6000 أغنية وتغنت بكلماته نخبة من الأصوات الجميلة ونذكر منهم على سبيل المثال : محمد فوزي وشادية وليلى مراد وعبد الحليم حافظ وليلى نظمي وعبد اللطيف التلباني وأحمد سامى ومحمد قنديل وفايزة أحمد وكارم محمود وشريفة فاضل وصباح وسعاد مكاوى وسعاد محمد وعبد العزيز محمود وعادل مأمون وفريد الأطرش وكارم محمود ومحمد عبد المطلب ومحمد العزبى وأبين زين وهدى سلطان وإسماعيل ياسين كما كتب للإذاعة العديد من الصور والبرامج الغنائية ونذكر منها: سهرة في الحسين غناء عباس البليدى ومحمود شكوكو وسيد مكاوى وصلاح عبد الحميد وعائشة حسن وشفيق جلال وعبد الغنى السيد وإخراج مصطفى أبو حطب والبرنامج الغنائى فرحة العيد وشارك الغناء عباس البليدى وشفيق جلال وفجر ومحمد العزبى وليلى الصغيرة ورضا هلال ومن الحان عبد الروؤف عيسى وإخراج مصطفى أبو حطب والصورة الغنائية قلب للإيجارغناء عبد اللطيف التلبانى وسلوى رشدى وعصام وحيد وطلعت عطية ومحمد يوسف ومن الحان سليمان فتح الله وإخراج محمود يوسف وقبل المغرب صورة أداء محمد رشدى وشفيق جلال وثريا حلمى ومحمود شكوكو ومن الحان عزت الجاهلى وكان والدي الشاعر فتحي قورة عاشقا لمصر وسكنت روحه وقلبه وتفاعل بقلمه مع ما مرت به أثناء ثورة يوليو 1952 وانتصار أكتوبر 1973 فكتب ضربة معلم وتسلم إيده لشادية وإيد لوحدها ما تصقفش لشريفة فاضل والأديب يحيى حقي قال عن والدي: الشاعر فتحي قورة إنه بهلوان الوزن والقافية

في سياق متصل قالت الأستاذة هيام قورة : حيث تعثرت أمي في ولادة هند الكبيرة كانت تخرج الممرضة تطمئنه قائلة:

هانت .. ومن هنا استشعر جمال حرف الهاء ووقعه الجميل على الأذن وعندما وضعت أمي اختار اسم هند ثم بعد ذلك كانت همت وهدى وهويدا وهالة وأنا هيام وبداية كل الأسماء تبدأ بحرف الهاء وكان يزور والدي في المناسبات المختلفة العندليب عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وشادية وكارم محمود وعبد العزيز محمود وماهر العطار وفريد شوقى وهدى سلطان ومنير مراد وغيرهم الكثيرين وكان الشاعر فتحي قورة شديد الاعتزاز بساعة يد أهداها له المخرج عز الدين ذو الفقار وفي عام 1964 أصيب والدي الشاعر فتحي قورة بمرض وطلبت أم كلثوم مع محمد عبد الوهاب علاجه على نفقة الدولة ولكن بعد فوات الأوان حيث فقد بصره عانى الشاعر فتحى قورة من أمراض القلب وتصلب الشرايين بالإضافة لانفصال فى شبكية العين وقد طُلب منه تحضير أغانٍ 30 حلقة للإذاعة تقوم فكرتها على إعادة صياغة أغانى موجودة بالفعل لكن بشكل فكاهى مرح على أن يقوم بالغناء فى كل حلقة ممثل لا علاقة له بالغناء مثل فريد شوقى وعبد المنعم مدبولى ومع كتابة آخر كلمات الحلقة الثلاثين أسند الشاعر فتحي قورة رأسه للأمام وهو جالس وفاضت روحه لبارئها يوم 18 أغسطس عام 1977 ولم يمهله العمر من إتمام اتفاقه مع فؤاد المهندس وشويكار لكتابة فوازير لهما للإذاعة ولم يشهد جنازته أحدا من الأصدقاء أو الزملاء سوى الفنانة لبلبة التى كانت مقربة جدا للأسرة ودائما ما أخلص لها فتحي قورة النصيحة وكانت تعمل بها وغاب كذلك عن عزائه أى مسئول من جهات الثقافة والفنون فى الدولة

أيضا قالت الأستاذة هيام قورة : والدي الشاعر فتحي قورة رحمه الله كان شديد الولاء لكلماته ورفض طلب الفنانة شادية تغيير بعض كلمات أغانى فيلمها التلميذة وقال لها : أنت ممكن تغيرى المخرج لو عايزة لكن ماتغيريش كلمة أنا كاتبها.. وكانت المرة الوحيدة الذى حدث وعدَل فيها إحدى كلماته كانت لعبد الحليم حافظ فى أغنية وحياة قلبى وأفراحه حيث استبدل كلمة فرح وهدايا بفرح وزهور حيث مازحه عبدالحليم قائلا : أنا بيجيلى هدايا كتير خليها زهور أحسن.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى