الاثنين ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أمر الله نافذ بليغ صاحب النهضة التعليمية بمركز الإبراهيمية

مدينة الإبراهيمية بمحافظة الشرقية يرجع تاريخها إلى عام 1827م حيث وقع اختيار إبراهيم باشا ابن محمد على باشا على المكان الحالى للإبراهيمية ليكون مقراً للأُسر التى حضرت معه من حرب المورة ولذلك سُميت بالإبراهيمية تخليداً لإبراهيم باشا وأيضا أطلق عليها العمارة نظراً لحداثة عمارتها أو المورالية نسبة لمن نزل بها من مهاجرى المورة من بلاد اليونان ومساحة هذا المركز 80.5 كيلو متر مربع ويأتى فى المرتبة الأخيرة من حيث المساحة ويضم 3 وحدات محلية قروية هى : الحلوات وكفور نجم ومباشر و (18) قرية و(98) تابعا ومن الأسر التي حضرت مع إبراهيم باشا أسرة بليغ .

أذكر في هذا الصدد ماعشته خلال دراستي الابتدائية والإعدادية فلم تكن في قريتنا السدس مثل قرى مركز الإبراهيمية والجمهورية الكهرباء في ذلك الوقت وكانت توجد مدرسة إعدادية في قريتنا وتعلم فيها طلاب قريتنا والقرى والعزب والكفور المجاورة وبعد ذلك انتشرت المدارس بفضل المولى عز وجل والمهندس أمر الله نافذ بليغ صاحب العزبة الخاصة به والقريبة من السدس والتي بيعت بعد وفاته.

يعد المهندس أمر الله نافذ بليغ صاحب النهضة التعليمية في مركز الإبراهيمية وأيضا الخدمات العظيمة التي قدمها للأهالي وعندما حصل الطالب السيد عيد ابن عزبة أمر الله بليغ على مجموع يؤهله لدخول كلية الطب غمرت السعادة قلب المهندس أمر الله بليغ وقرر تحمل كافة مصروفاته الجامعية حتى تخرجه من كلية الطب وكان الدكتور السيد عيد أول طبيب في المنطقة ولكن يؤخذ على المهندس أمر الله بليغ أنه طاوع أحد الأشخاص حيث كان يرغب المهندس أمر الله في وجود وحدة محلية في قرية السدس المجاورة لعزبته ولكن قيل له : لن تجد من يعمل في أرضك ولذا ذهبت الوحدة المحلية إلى قرية مباشر.

المهندس أمر الله نافذ بليغ كان عضو مجلس الشعب لعدة دورات سابقة ورئيس المجموعة البرلمانة لمحافظه الشرقية وقد أخذه الرئيس السادات معه في زيارته التاريخية للقدس.

المهندس أمر الله بليغ كان له الفضل في فصل مركز الابراهيمية عن ههيا بالقرار الوزاري رقم 134 لسنة 1975 وتمت الموافقة الوزارية وتم التنفيذ في 25 أبريل عام 1979 م وأذكر أن لويس عوض أصدر كتابا بعنوان مذكرات طالب بعثة وذكر فيه أن أمر الله نافذ بليغ كان عمدة الجالية المصرية والعربية فى لندن قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية حيث كان موفدا لدراسة الهندسة الزراعية وهو من قاد خطى لويس إلى متاحف ومكتبات ومسارح لندن وباراتها كما تحدث عن أمر الله نافذ بليغ بحب واحترام وتقدير

أذكر أيضا أن ذات مرة وفي منتصف إحدى ليالي النصف الأول من الثمانينات شاهد المهندس أمر الله نافذ بليغ أحد المرشحين وهو يقوم بلصق إعلانات الحزب بنفسه فأوقف سيارته الفارهة وقال للمرشح : أنا أول مرة أشوف مرشح بيعلق إعلاناته بنفسه .. عموما أنتم أحسن ناس وأهل الثقافة والفكر لكن زمانكم لسَه ماجاش.

المهندس أمر الله نافذ بليغ رزقه الله بخالد وهدى بطلة التنس والفروسية وطوسون الذي صرف عليه حوالي ٢ مليون جنيه ليتعلم أن يقول له بابا وأذكر أنه في فترة السبعينيات كان يلعب معنا كرة القدم وكان يشجع النادي الأهلي ويحرص على حضور جميع المباريات.

رحل المهندس أمر الله بليغ إلى دار الخلود ولكن بقيت أثاره وأعماله العظيمة عمر ثان له.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى