الخميس ٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم مــحــمــد زريـويــل

قطار المدينة

المجموعة القصصية الأولى للقاص محمد الفشتالي

ضمن سلسلة الـكتاب الأول لوزارة الثقافة الـمغربية صـدر للقاص محمد الفشتالي مجموعة قصصية بعـنوان "قطار المدينة" وهـو الكتاب التاسع والعشرون (29) ضمن السلسلة.

دخـلت القصة القصيرة قـلب القاص محمد الفشتالي وبكل عشق كبير طـلب هو الآخر قلبها فأخلص لها حتى النخاع أي إخلاص... إنه قاص ينظر إلى الأشياء الواقعة نظرة خاصة، ولا يقـف منها عـنـد السطح، بل يـــبـحر و يتوغـل في العــمــق، يتحرك بشخصـيات قصـته إلى الأماكـن التي يعـرفها حتى يضمن لها الأمن والأمان، له خـبـرة ذاتية جـد محترمة، وأخرى يحصلها من تجارب الآخريـن... الـقـصـة لـديـه ها هـنا قاطرة تجر " قطار المدينة " على سكة الحكي والسرد، أخذ القطار المجاز للدلالة على أشياء هي في الواقع قصص يصاحبها الصواب إحدى عشرة ( 11) قصة قصيرة هـو مجموع الـمجموعة التي جاءت في ثمان وثمانين (88 ) صفحة بين دفتـي كتاب من حجم وقياس( 14 سمx 20 سم ).

نقرأ في فهرسته ما يلي من العـناوين: زمن الحلقة ـ القـنـفـذـ من يوميات زاهـد ـ الرجل الإطار ـ الشارب المعـقـوف ـ مغارة الجنوب ـ فان غوخ ثانية ـ قد تأتي كالطيف ـ قطار المدينة ـ الكلب الشعـبي ـ سوق الـيهود.

قرب القاص محمد الفشتالي القصص بعـضها إلى بعـض على نسق القطار الذي يعتبر الدلالة والرمز، ثم أضاف إليه الـمدينة التي تحمل قـلق الإنسان وبأسه، كما تحمل أيضا تطـلعه إلى حياة أفضل، والمدينة بالطبع هـي تـازة الـتي تسكن الـقاص كما سـكـنـتـه الـقـصـة.

يعـمل الـمـبـدع الـقاص على الـعـودة بـقـصـته إلى قـلـب الـمـديـنة كي تـنـتـهـي مهما دارت أحـداثـها في الـضـواحي والـنـواحي... كما نجح في تصويـر بعض الـمشـاهـد فـكـانـت آلـتـه اللغـة وكـلـيـشـهـاتــه الـمـهـارات الـفـنـيـة الـسـرديـة الـتي تــتـجـلـى فـي أسـلـبـة وتـنـويـع الـكـتـابـة وفـق مـنـظـور سـردي مهـم وخاص أساسه الـحـبـكـة الـسـرديـة الـقـصـصـية الـمـتـطـورة، ودعـامـتـه اللغـة الـمـكـثـفـة الـتي يـتـكـئ عـلـيـها.

نسـقـه الـحـكائي يأخـذ في غـالب الأحـيـان شـكـل الـمحـتـمل والـمـمكـن الـذي يأتي في تـرابـط تـرتـيـبـي وعــفـوي، وفي حركية تـتـسم بالـتـنـاغـم والـتـسـلـسـل، ومـن الـواقـع تـتغـذى حرية سرده بـكـل جمالية قصد الـجـذب و الإمتاع و " القـطار وحده له سكة لا يحيد عـنها، ترسم اتجاهه كالسهم، ولا يزيغ عـنها الـبـتـة، عـلاوة على أن جـوفه يسع أنـواع الـمـخـلـوقـات، وشـتـى خـيـرات الأرض و طـيـبـات الحـياة. " ص (67) من " قـطـار الـمـديـنة" الـذي نـركـبـه صــحــبـة الـقـاص مـحـمـد الـفـشـتـالـي، وتـذكرتـنا الـقـراءة بـكـل لـذة قـصد تـحصـيـل الـمـتـعـة فـي مسـارب فـتـنـة الـحـكـي الـجـمـيـل، ومــن أنـفـاق الـسـرد الـفــنـي الـعـمـيـق الـتي جـاءت منها الـمجـمـوعة الـقـصـصـيـة " قــطــار الــمـديـنـة ".

المجموعة القصصية الأولى للقاص محمد الفشتالي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى