فوزي كريم (بغداد 1945- لندن 2019)
أفتقد شاعرًا آخر تعرفت إليه في لندن (10 تموز 1988) في مهرجان الثقافة العربي الذي أقامه رياض نجيب الريس.
إنه فوزي كريم شاعر وناقد ورسام عراقي وعاشق وكاتب عن الموسيقى، يعد واحدًا من طليعة الشعراء العرب. له عدد من المجموعات الشعرية، وقد أصدرت دار المدى سنة 2001 أعماله الشعرية في جزأين.
كما أن له عددًا من كتبه النثرية، منها كتاب "ثياب الإمبراطور".
كان بيننا تواصل عبر الإيميل، وقد كلفني بإرسال مواد محلية لنشرها في مجلة كان يشرف عليها تصدر باللغتين، وعلمت أنها نشرت، لكني لم أحصل على نسخ منها مع الأسف.
من شعره:
‘تحت وقع المطر
ورائحة الخشب الرطب
ما كان متسع للمسافر بين لفافة تبغ وأخرى
سوى أن يعيد النظر
في احتمالين ..
أن ينحني لرياح القدر
ويعيد الحقيبة للبيت
أو في احتمال السفر’
في قصيدة ‘سأعود يوما’ يقول:
سأعود غدًا أو بعد غد
وأعيد السمك من الحوض الراكد
لمياه التيار
..
ما أطول درب العودة يا بغداد
ما أعمق رائحة الجلاد
ما بين غضونك
ما أطولها سنوات المنفى من دونك
طمعني ربع القرن بأن اختلق بديلا عنك
فهل رماد من رأسي’.
وهكذا يصدق قول المتنبي:
يدفّن بعضنا بعضًا .....
الصورة: في الوسط الشاعر المرحوم فوزي كريم وفي اليسار الشاعر المصري المرحوم محمد عفيفي مطر،