فكرة واحدة وعشرون مفسدة
لقد خلق الله الإنسان وميزه بالعقل عن سائر الكائنات ولهذا فهو مطالب بالتفكر والتدبر ومن هنا نشأت فكرة يمكن الرد بها على كل من يقول بمفاسد قيادة المرأة للسيارة وهي مستوحاة من الشرع الحكيم , وملخص الفكرة هي عدم قيادة المرأة للسيارة إلا بمحرم وهذا مطلب شرعي يمكن الإستناد إليه ويمكن أن تصبح قاعدة ذهبية أو قانون يضاف إلى قوانين المرور عند منح المرأة رخصة القيادة ورخصة الإستمارة للسيارة بحيث يطبع على الرخصتين "عبارة عدم القيادة إلا بمحرم" .
وسنقوم بمناقشة المفاسد التي إستند إليها المعارضون لقيادة المرأة للسيارة في حوار علمي هاديء , من خلال أن الأصل في الأشياء الإباحة ، فإن أدى ذلك الشيء إلى أمر مكروه أو محرَّم فإنه يأخذ حكم ما أدى إليه ، كراهة أو تحريما , ولكن في دين الله الكثير من الحلول إذا أردنا أن نستهلم الحلول أما إذا أردنا أن نضيق الخناق فهذا شيء آخر.
والقاعدة العظيمة التي إعتمد عليها العلماء في تحريم أو منع قيادة المرأة للسيارة هي قاعدة "سد الذرائع المفضية الى الشر" ولكن هناك قاعدة أخرى ذهبية إعتمدنا عليها مبنية على الحديث الشريف " لا تسافر المرأة إلامع ذي محرم " وعليه يمكن وضعها كقاعدة مرورية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" وعلينا أن نسمع ونطيع ما وجهنا إليه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وقد قال " لا تسافر المرأة إلا بمحرم ولو كان معها نساء" , ولو أردنا أن نطبق هذه القواعد على موضوع قيادة المرأة للسيارة لوجدنا أن قيادة المرأة للسيارة في حد ذاتها عمل مباح .
وهنا يمكن الرد على كل من ينظر الى المفاسد الناتجة عن قيادة المرأة للسيارة بموضوعية وتجرد والدافع عندي هو من باب التناصح وبيان الحق سواء للمعارضين أو المؤيدين وقد إجتهدت بالرد على الشبهات معتمداً على القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" فوجدت أنها كافية للرد على جميع المفاسد المذكورة في كتب المعارضين لقيادة المرأة للسيارة والتي سنقوم بإيجازها فيما يلي :
1. يترتب على قيادة المرأة للسيارة غالبا كثرة خروجها من البيت ، وتنتفي هذه الحجة إذا إتبعنا القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
2. إن كثرة خروج المرأة من منـزلها يلزم منه كثرة تعرضها لأعيـن الناس المحيطيـن بها وإن كانـت عفيفة ، ومن ثم تعلقهم بها ومعرفتهم لها كلما دخلت وخرجت ، وهذه أيضاً تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
3. في قيادة المرأة للسيارة تسهيلا لبعدها عن عين الرقيب من الأولياء ، فربما زيـن لها الشيطان بذلك الاتصال بمن يحرم عليها الاتصال به ، أو الذهاب إلى أماكن بعيدة لفعل الفاحشة ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
4. إن قيادة المرأة للسيارة يلزم منه نـزع حجابها وكشف وجهها لتـتمكن من القيادة ورؤية الطريق ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" مع أن الحجاب لايمنع من قيادة المرأة للسيارة .
5. وفضلا عن انكشاف محاسن المرأة ، فإنها ستُـضطر للاختلاط مع الرجال عند محطات الوقود ، أو عندما تـتعطل سيارتها في الطريق ، أو في ورش صيانة السيارات ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
6. إن اعتياد المرأة للخروج من المنـزل سيـنشأ منه تدريجياً عدم إكتراث الزوج من خروج زوجته وتطبُّعه على ذلك ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
7. إن قيادة المرأة للسيارة ينشأ عنه غالبا إعتماد الرجل على زوجته في قضاء حاجيات البيت ؛ كتوصيل الأولاد إلى المدرسة ، وشراء الأغراض المنـزلية ونحو ذلك ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
8. إن في اعتماد الرجال على النساء في قضاء حاجيات البيت ضرر على الرجال أنفسهم ، من جهة أن في ذلك إذابة لشخصياتهم أمام أولادهم وأمام المرأة أيضا ، وعدم هيبتهم لهم ، ونقص الغَيرة والرجولة ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
9. إن قيادة المرأة للسيارة وما يلحق ذلك من كثرة الخروج من المنـزل يترتب عليه أيضا تفريط في حق البيت والأولاد بقدر خروج ربَّـته منه ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
10. إن كثرة خروج المرأة مدعاة لحصول الشكوك بيـن الزوجيـن ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
11. إن كثرة خروج المرأة من المنـزل سبب في سقوطها من أعيـن الناس المحافظيـن على ديـنهم وقيمهم ، فلن يرغب بها الرجال الأخيار ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
12. إن في كثرة خروج المرأة من بيتها إذهاباً لحياء المرأة وأنوثتها ، وخروجاً لها عن طبيعتها ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
13. إن إنفراد المرأة بسيارتها يُعرِّضها لضعاف النفوس بإغوائها ومعاكستها ، أو التخطيط لوقوعها في قبضتهم كرهاً أو إختيارا ، مستغليـن ضعفها ، وبعدها عمن هي في حفظه وعنايته ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
14. إن في قيادة المرأة للسيارة فتحاً لباب مسدود أمام النساء المنحطات في ديـنهن وخلقهن لزيادة الشر والرذيلة في المجتمع إذا سهُل عليهن التجول في طول البلاد وعرضها ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
15. إن مطالبة بعض النساء هداهن الله لقيادة السيارة ليس نابعا من حاجتهن لذلك ، وإنما هو تقليد للغرب الكافر ، أو تقليد لنساء بعض البلدان التي تأثرت بالاستعمار طويلا ، أو بدافع الإعجاب بالنفس وحب الظهور والتفاخر أمام بنات جنسهن ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
16. إن مما لا شك فيه أن حوادث السيارات أمر منـتشر كثيرا في المدن ، وفي قيادة المرأة للسيارة مضاعفة لتلك الحوادث ، لأن عدد السيارات سيزيد تلقائيا ، والمرأة ضعيفة السيطرة على نفسها ، لا سيما إذا حدث أمر مفزع ، كانفجار إطار ، أو اعتراض شخص أو سيارة أمامها ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" وكذلك الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره .
17. إن قيادة المرأة للسيارة سيترتب عليها زيادة أعباء مالية على كاهل الأسرة بدون ضرورة ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" وإن كانت حجة ضعيفة لايمكن الإعتماد عليها في ظل وجود سائق وخادمة في كثير من المنازل .
18. إن زيادة الأعباء المالية على الأسرة ربما تضطر المرأة إلى البحث عن وظيفة لتجد منها دخلا يسد الأعباء المالية الجديدة ، وهذا فيه زيادة أعباء بدنـية على المرأة ، كما أن فيه تفريطاً بحقوق البيت وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" وإن كانت حجة ضعيفة في الأصل .
19. إن في قيادة المرأة للسيارة فتح باب لشرور كثيرة أخرى تأتي تبعا ، كفقدان الاستقرار البـيتي ، والسفر بدون محرم ، والخلوة بالرجال الأجانب ، ولن يستطيع أحد أن يضبط ذلك كله ، لا أهل الحسبة ولا رب البيت ولا حتى ولي الأمر ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" .
20. إن في المطالبة بقيادة المرأة معصية لولاة الأمور وهم الأمراء والعلماء ، والواجب طاعتهم ، لأن طاعتهم طاعة لله تعالى ، ومعصيتهم معصية لله تعالى ، وهذه تلغيها القاعدة الذهبية "لاتقود المرأة السيارة إلا بمحرم" لأنها تعتمد على حديث شريف " لا تسافر المرأة إلامع ذي محرم " والحديث الآخر " لا تسافر المرأة إلا بمحرم ولو كان معها نساء" . وفي نهاية مقالنا أود أن أتساءل لماذا لايكون لنا قوانين مبتكره مستوحاه من الشرع ؟ .