الاثنين ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٥
بقلم ضرغام فاضل

فرقة المغامرين الخيرية ـ قسم 3 من 4

معلومات مشوّشة

بعد انتهاء يوم حافل بالمعلومات ,التي جمعها الأصدقاء من هنا وهناك,اجتمعوا في صباح يوم جديد في حديقة منزل مصعب ,وراح كلّ منهم يحكي للآخرين المواقف التي صادفته في أثناء حصوله على المعلومات, بعضها صعب وبعضها طريف .وراحوا يحلّلون معاً ويستعرضون الشكوك التي تحوم حول عدة أشخاص.فطارق مثلا ًكان يشكّ في الدكتور أسعد ,فراح بشرح لهم كيف كان الشرر يتطاير من عينيه, وهو يتكلم عن الدكتور لطفي, بينما سفر الأستاذ عادل المحاسب وطلبه إجازة في نفس الوقت الذي اندلع فيه الحريق .أثار الشكوك في نفس صالح وبقية الأصدقاء.أما البستاني فقد أكد زياد ومحبة لأصدقائهما أنه من المستبعد أن يكون هو الفاعل,لأنه بالإضافة إلى أنه لم يكن صاحب القدم التي يبحثون عنها ,فإنه يمتلك من الطيبة والنخوة مايجعلهم يستبعدونه نهائياً.
نظر عبدالعزيز في وجوه أصدقائه المتحلّقين حول مائدة تتوسّط الحديقة .وقال:
 ما بالكم تتكلمون كأنكم تريدون الاستمرار في هذه المغامرة؟! رغم ما قلته لكم عن عمّي النقيب ياسر, وما دار بيننا من حديث!!..
انزعج الجميع من كلام عبدالعزيز ,الذي جاء ليهبّط من عزيمتهم ,لكنّ مصعب قال:
 هذه ليست أول مرة يطلب فيها منّا عمي ياسر أن نكفّ عن التدخّل في هذه الأشياء,لأنّه لايريدنا أن نعرض أنفسنا للمخاطرة .ولكنّه في الوقت نفسه سيفخر بنا إذا ماتوصّلنا لمعرفة الفاعل الحقيقي.
ابتسم صالح وهو يقول:
 اطمئنوا لن نعرّض أنفسنا للمخاطر.وسنحكي لعمّي ياسركلّ شيء, في الوقت المناسب إن شاءالله.
أقنع الأصدقاء بعضهم بعضاً بمواصلة هذه المغامرة,وعندما همّوا بالانصراف لمتابعة جدول أعمالهم, الذي خصّصوه لهذا اليوم .سمع مصعب صوت أمه ينادي من الداخل:
 (( مصعب. صالح. أين أنتما؟؟.))
قال مصعب:
 إنها أمي.. خيرا إن شاء الله!!.
أراد أن يدخل ليعرف منها سبب مناداته,لكنها سرعان ماخرجت إليهم لتنقل لهم الخبر التالي:
 حسنا ..الجميع مجتمع هنا ..الحمد لله ..إذن سأبلّغكم جميعاً طلب عمكم ياسر ..
استغرب مصعب وسأل:
 عمّي ياسر!!؟
أجابت أمه:
 أجل ..لقد اتصل بي توّاً ..وأخبرني أنه رآك ياعبدالعزيز صباح هذا اليوم في المركز الطبي ,وطلب منك الابتعاد عن مخاطر أنتم في غنىً عنها ..وطلب منك أن تبلّغ الأصدقاء بذلك ..
أراد مصعب أن يتكلّم ..فقال:
 ولكن ياأمي..
فقاطعته أمه قائلة :
 انتظر لم أنتهِ من كلامي بعد ..لأنه أخبرني أيضاً أن أقول لكم إن الدكتور لطفي لم يوجّه اتهاماً لأي أحد ..وقال أيضاً إنه إذا أصرّ الدكتور لطفي على رأيه, فإنهم لن يعثروا على أحد,والحادثة ستسجّل ضد مجهول .
نظر الأصدقاء مندهشين في وجوه بعضهم البعض.وقال طارق:
 ماذا ؟!.
نهض عبدالعزيز قائلاً:
 هذا مستحيل..
وقال مصعب:
 هناك من فعل هذا.وسنعرفه إن شاء الله.
عادت أم مصعب من حيث جاءت وهي تقول محذّرة:
 لقد أبلغتكم ..وأي تصرّف عكس ذلك ,سيثير غضب عمًكم ياسر..واضح؟؟.
بعد أن دخلت أم مصعب إلى البيت.جلس الأصدقاء محبطين, بعدما سمعوا ماسمعوه ,حيث تبدّدت أحلامهم في تحقيق هذه المغامرة .وخصوصاً أنهم أمسكوا بأطراف خيوطها, التي ربّما ترشدهم للحقيقة.
سحب مصعب نفساً عميقاً .ثم نظر إلى عبدالعزيز وقال له:
 اسمع ياعبدالعزيز سترافقني مع طارق إلى منزل الدكتور لطفي..لنعرض على الخالة فوزية الأمر ,ربما ترشدنا أو تساعدنا في شيء ما.
وقال زياد:
 أما أنا.. فسأرافق صالح إلى بيت الأستاذ عادل..علّه يكون قد عاد من سفره..
ضحك طارق ساخراً:
 هذا إن كان مسافراً فعلاً..
نظر إليه مصعب قائلاً:
 لا ..أجّلا ذلك للغد .حتى تمضي الفترة التي حدّدها الابن لعودة أبيه من السفر.
أحاب صالح"
 نعم ..صدقت.
انطلق مصعب يرافقه طارق وعبدالعزيز نحو بيت الدكتور لطفي ,في محاولة لتقصّي الحقيقة , وقبول الخالة فوزية لمبدأ إبداء المساعدة .وعندما وصلوا إلى منزل الدكتور لطفي .كان الوقت عصراً ,وهذا مابرّر لهم وجود السيارة في ساحة الييت الفخم.نظروا في وجوه بعضهم,فشجّعوا بعضهم البعض.وقرع مصعب الباب .وفعلاً ..خرجت الخالة فوزية لتستقبلهم بابتسامتها المعهودة, وعندما اقتربت لتفتح الباب .قالت لمصعب:
 حسنا فعلت بمجيئك.لقد وفّرت عليّ عناء المجيء إليكم ,لأنني صنعت كعكة. ووضعت عدة قطع منها لأعيد إليكم صحنكم..
ضحك مصعب قائلاً:
 ولِِم تتعبين نفسك ياخالة؟؟..ثم إنني لم آتِ هنا لاسترداد الصحن,وإنما لموضوع آخر.
استغربت الخالة فوزية من كلامه ,فسألته:
 أيّ موضوع؟؟.
أجابها مصعب:
 سنتكلّم بهذا الخصوص لاحقاً..
ابتسمت الخالة فوزية بخجل.وقالت:
 بصراحة , الدكتور لطفي موجود ,وأخشى إن دعوتكم للدخول ,أن ..أن..
فقاطعها مصعب قائلاً:
 أعرف ..لاأريد أن أسبّب لك أي إحراج ياخالة ..وإذا أحسّ الدكتور بوجودنا فأخبريه أننا نريد مقابلته لأمر ضروري ,يتعلّق بحريق المركز .
هزّت الخالة فوزبة رأسها ..وهي تقول:
 طيّب..انتظروني لحظات ..بينما أحضر صحن الكعك.وأستكشف الأمر.
دخلت الخالة فوزية للبيت.بينما ظلّ مصعب وطارق وعبدالعزيز واقفين عند الباب.سأل عبدالعزيز:
 كيف تقول لها ذلك؟.
سأل مصعب:
 ماذا؟.
أجاب عبدالعزيز:
 هل صحيح تريدنا أن نقابل الدكتور لطفي؟.
ابتسم مصعب..وقال:
 لابأس من ذلك..وسنطلب منه أن نتعاون جميعنا في العثور على الفاعل ..وسنوضّح له وجهات نظرنا, وماتوصّلنا إليه وجمعناه من معلومات.فالمسألة تهمّه أكثر مما تهمّ الشرطة نفسها ..
بعد قليل عادت إليهم الخالة فوزية ..وابتسمت وهي تنقل لهم الخبر:
 تفضّلوا عندي في المطبخ,ريثما يفرغ الدكتور ,ويأذن لكم في مقابلته..لقد أخبرته أنكم تريدون مقابلته.
دخل الأصدقاء .وكلّ منهم ينظر في وجه الآخر,لقد صاروا أمام الأمر الواقع..مَن منهم سيبدأ الحديث أولاً مع الدكتو لطفي؟ ,وكيف سيبدأون الحديث..
جلس الثلاثة حول مائدة المطبخ..فبادر مصعب بالحديث مع الخالة فوزية بصوت خافت..قائلاً:
 أرجوك يا خالة أن تساعدينا في التوصّل إلى الجاني.
أومأت الخالة فوزية رأسها ,وهي تقول:
 أتمنى ذلك ..ولكن كيف؟؟..
ولكن سرعان مادخل الأستاذ لطفي إلى المطبخ..وتفحّص وجوه الجالسين,الذين نهضوا من مكانهم احتراماًوتقديراً للدكتور لطفي,,وبعد أن انتهى من تفحّص الوجوه ..قال :
 كأنّني رأيتكم قبل هذه المرة !!...
أجاب مصعب:
- نعم في المركز الطبي .
أشار الدكتور بسبّابته نحوهما قائلاً:
 تقصد زبائن مرضى ..أم ..
ابتسم مصعب قائلاً:
 لا..ولكنّنا جمعنا لكم الأوراق المتطايرة من المركز, عندما ..
ثم قاطعه الدكتور لطفي قائلاً:
 نعم ..نعم ..لقد تذكّرت ,وطلبت منكم في حينها عدم التدخّل في أمور أكبر منكم.. والآن أنتم في بيتي!! ..ماشاء الله ..ماذا تريدون؟؟.
أجاب عبدالعزيز بصوت مرتعش:
 جئنا نطلب مقابلتك يا عمّي..
وأردف طارق:
 الأمر لا يحتمل التأجيل..
سأل الدكتور لطفي مستهزئاً :
 ماذا هناك؟؟..
أجاب مصعب:
 لن نأخذ من وقتك سوى دقائق قليلة ..أرجوك يادكتور.
سحب الدكتور نفساً عميقًا ,ووجد نفسه مجبراً على مقابلتهم,وخصوصاً بعد أن سمع ماسمع من التوسّلات ..فأشار إليهم أن يتبعوه قائلاً:
 أمري إلى الله .. تفضّلوا إلى مكتبي، ولكن..أرجو ألاّتؤخّروني عن عملي.واضح؟؟.
سبقهم هو إلى المكتب..بينما نظر عبدالعزيز إلى صديقيه والخالة فوزية,وفرك راحتي يديه ببعضهما هامساً:
 الحمد لله .. لقد اقتنع أخيراً..
ودخل الثلاثة يمشون وراء الدكتور لطفي ,الذي يقودهم نحو مكتبه في بيته..وبعد بضعة خطوات مرتبكة ,وجد الأصدقاء الثلاثة أنفسهم وسط غرفة فخمة, يتوسّطها مكتب أنيق..وعلى الجدران توزّعت شهادات وأوسمة وأشياء أخرى, أثارت انبهارهم .وبعد أن سمح لهم الدكتور لطفي بالجلوس,بادر عبدالعزيز بالكلام أولاً:
 أنت طبيب مشهور ياعمّ, وتملك مركزاً طبياً فخماً، ونحن نتشرّف أن تكون أحد سكان منطقتنا..
ثم انبرى صالح ليساعده بالكلام:
 وكثيراً ما تحدّثنا عنك وعن الخدمات الجليلة التي تقدّمها في مركزك الطبي ..
لكنّ هذا الإطراء لم يرُق للدكتور لطفي .فقال بخشونة:
 لا داعي لكلّ هذه المقدّمات..ادخلا في الموضوع مباشرة..
قال عبدالعزيز:
 بصراحة يادكتور..نحن ومن منطلق اعتزازنا بحضرتك, قمنا بمتابعة مسألة الحريق الذي شبّ في مركزك الطبي ..
واستأنف صالح:
 وتوصّلنا إلى عدة اكتشافات, قد تفيدك في معرفة من وراء هذه الفعلة الشنيعة..
استهزأ الدكتور وسخر ممّا سمعه منهم..فسأل:
 اكتشافات!!.ومن طلب منكم ذلك؟.
ثم أردف عبدالعزيز قائلاً:
 لقدسمعنا أنك لم تتّهم أحداً بإشعال النار..على الرغم من أنّ هناك أكثر من شخص, عليك أن تشكّ به..
وقال صالح بجدّية:
 وأنت يادكتور. إذا سمحت له بالقيام بهذه الفعلة، فإنه سوف يتمادى لأن يفعل ما هو أكبر لا سمح الله..
نهض الدكتور لطفي من مكانه منزعجاً ..وقال مكشّراً:
 ما هذا الهراء ؟ هل جئتما إلى هنا لتلقيا عليّ محاضرة؟!.
وقف الثلاثة خائفين,ولكن كان لابدّ لهم من تحمّل كل الكلام الجارح والخشن,لأنها الفرصة الأخيرة بالنسبة لهم.
سأله عبدالعزيز بعد أن ضاق ذرعاً :
 لماذا لا تسمح لنا بتقديم المساعدة لك ؟.
ثم أخرج مصعب الصورة التي التقطوها لقدم المشتبه به ..وقرّبها من الدكتور قائلاً:
 إنّ عندنا دليلاً قد يساعدك في التوصّل إلى الفاعل..
وردّ عبدالعزيز:
 نعم.. إنّنا نحتفظ بصورة لحذائه الذي كان يلبسه ساعة أشعل النيران ..
صعق الدكتور لطفي ..ومدّ يده ليأخذ الصورة من يد مصعب ..قائلاً:
 ماذا ؟! مستحيل ؟!..كيف حصلتم عليها؟!!.
وراح يتفحّص الصورة جيداً ..وبعد لحظات من الصمت ..استدار الدكتور لطفي صوبهم .وخفّف من نبرته قائلاً:
 حسن ..يبدو أنّكم أولاد طيبون ..اتركوا هذه الصورة عندي ,وسأعرف كيف أتصرّف..
أراد مصعب أن يتكلّم ,لكنه قبل أن يتفوّه بأي حرف ..قال الدكتور:
 والآن مع السلامة...

* * *

أين الحقيقة إذن؟

صار زياد وصالح على مسافة أمتار قليلة من منزل الأستاذ عادل .فأشار صالح بيده صوب البيت,قائلاً:
 ذاك هو البيت..وهذه المرّة أنت الذي سيسأل، فقد عرف ابنه وجهي..
أجاب زياد:
 إذن.. قف أنت جانباً..
وقف صالح على بعد أمتار قليلة من باب البيت,بينما مدّ زياد يده ليرنّ الجرس..وخلال لحطات قصيرة.خرج ابن الأستاذ عادل كالعادة..فسأله زياد:
 مرحباً..هل أستطيع أن أقابل الأستاذ عادل؟.
أجاب الابن:
 ولكنّه عائد من السفر للتوّ ,وأخشى أنه لايستطيع مقابلتك.
بعد أن سمع صالح جواب ابن الأستاذ عادل, اطمئنّ إلى أنه كان صادقا ًمعه في المرة السابقة , لذلك اسرع ليقف قبالته قائلاً:
 ولكنّنا جئنا إليه أكثر من مرة ..وحضورنا اليوم بناء على طلبك.
ابتسم الابن وقال:
 نعم ..لقد تذكّرتك .أنت الذي حضرت قبل يومين..
أشار صالح برأسه أن ..نعم ..فقال الابن:
 طيّب..لحظة واحدة من فضلكما. سأرى فيما إذا كان أبي نائماً أم لا..
ثم دخل البيت ..وراح الصديقان يتهامسان.قال زياد:
 لم يكن يكذب إذن ..كان مسافراً بحقّ..
أجاب صالح:
 لكن هل لسفره علاقة بالعمل مع الدكتور لطفي؟..
قبل أن يسمع صالح جواب صديقه ..خرج ابن الأستاذ عادل يشير لهما بالدخول قائلاً:
 لحسن حظكنا أبي مايزال مستيقظاً..تفضّلا ..
دخل صالح وزياد ليجلسا في غرفة استقبال الضيوف.وأشار ابن الأستاذ عادل لهما بالجلوس.ريثما يحضر أبوه..ثم قدّم لهما بعض الحلوى, من تلك الموضوعة في صينية على طاولة كبيرة, تتوسّط الغرفة الصغيرة ..وابتسم لهما قائلاً:
 أهلا ًوسهلاً..
تبادل الصديقان الابتسامات فيما بينهما ,وكأنّ لسان حالهما يقول: ((ياله من فتى مؤدّب!)).
خلال لحظات دخل الأستاذ عادل .ومع دخوله كاد الصديقان أن يغمى عليهما من هول المفاجاة.
حتى إنهما لم يعيرا أهمية لسلامه, ولم يردّا عليه.بل قالا بصوت واحد:
 مستحيل !!.
لقد كان الأستاذ عادل يقف على عكّازة, بدل رجله اليمنى المقطوعة. وهي نفس الرِجل التي يحتفظون بصورة لنعل الفردة اليمنى, من الحذاء الذي كان يلبسه المشتبه به .وبعد أن لاحظ استغرابهما ..قال:
 مابالكما!! ..حتى إنكما لم تردّا على سلامي؟!!.
ثم مدّ يده ليصافحما.فانتبه صالح لذلك,فأسرع ليضع كفّه بكفّ الأستاذ عادل,وليقول له:
 عذراً ياأستاذ عادل..
رحّب الأستاذ عادل بهما, بعد أن صافحهما,وجلس معهما ,قائلاً:
 أهلاً وسهلاً بكما يا ولديّ...عرفت من ابني حسن أنكما حضرتما أكثر من مرّة وسألتما عني.
ابتسم صالح الذي مايزال مذهولاً للمفاجأة التي جاءت لتنفي كلّ الشكوك التي تحوم حول الأستاذ عادل.و قال:.
 حمداً لله على سلامتك أولاً يا عمّي..
ردّ الأستاذ عادل:
 سلّمكما اله ..هل من خدمة؟.
ضحك صالح وهو يتبادل النظرات مع صديقه زياد.وكلاهما لايعرف كيف يبدأ الكلام ..لكنّ زياد فضّل أن يخبر الأستاذ عادل عن مسألة حريق المركز الطبي, الذي يعمل الأستاذ عادل محاسباً فيه..وبالفعل ..دهش الأستاذ عادل لهذا الخبر المفجع..ثم صارحاه بمسألة الشكوك التي كانت تحوم حول بعض الأشخاص, ومن بينهم هو ذاته. ثم راحوا يتناقشون ويتحادثون في أمور كثيرة ..واستعرض الأستاذ عادل بعض المآخذ حول الدكتورلطفي...واكتشف الصديقان أشياء جديدة كانت تسجل إلى جانب التجاوزات التي كان يقوم بها الدكتور لطفي في مركزه.ولكن من غير أن يعثروا على دليل واحد يقودهم لمعرفة الفاعل الحقيقي .

* * *
أصيب جميع الأصدقاء يالإحباط,وجلسوا في الحديقة يتسامرون ويتناقشون في أشياء كثيرة مرّت بهم خلال الأيام القليلة الماضية,ولكن للأسف من دون أن يحققوا الفائدة المنشودة. لذلك اتفقوا على أن يتوقّفوا عن متابعة هذه المغامرة,استجابة لطلب عمّهم, الذي يكنّون له معزّة كبيرة,ولأنهم فعلوا مابوسعهم دونما التوصّل للحقيقة.كما إنهم اتفقوا على أن يصارحوا العمّ ياسر ببعض الحقائق والاكتشافات التي توصلوا إليها ,ربما تفيد في الموضوع,هذا إن لم يقفل ملفّ هذه القضية.
نهض عبد العزيز وقال مبتسماً:
 أما أنا فاعتباراً من الغد سأنضمّ لفريق كرة القدم, الذي ننوي تشكيله ,ليمثّل شباب منطقتنا ,ونشترك في الدوري خلال الأسابيع القادمة .
ووضع طارق رجله فوق الأخرى وقال:
 كان عليّ من البداية أن أعرف أنني فنان, بعيد كلّ البعد عن هذه المسائل التي لاتفيد ولاتنفع.اسمحوا لي بالانصراف,فأصابعي اشتاقت إلى أصابع البيانو.
ثم تبعه زياد قائلاً:
 وأنا سأهيىء بعض الصور الجديدة..علّني أستطيع أن أجمع أكبر كميّة منها.لأشترك بها في معرض جديد.مادمنا في الأيام الأولى للعطلة الصيفية.
انصرف طارق وزياد إلى بيتهما.ونهضت محبّة لتقف إلى جانب أخيها عبدالعزيز, الذي سبقها إلى الباب الخارجي .قائلة:
 خيرها في غيرها.مع السلامة.
وكذلك زينب نهضت هي الأخرى ,لتستفز أخويها قائلة:
 أنا المستفيدة الوحيدة.فقد حصلت على موضوع لقصّة جديدة..ولكن عليّ أن أجد لها نهاية مناسبة.
ثم دخلت إلى البيت,لتترك أخويها مصعب وصالح مع الكآبة والحزن,نتيجة الفشل الذي مُنوا به.
بعد لحظات صمت مطبق.سأل مصعب:
 هل تعتقد أن الدكتور لطفي سيصرّ على رأيه بعدم اتهام أحد ,بعد أن عرف بموضوع آثار الأقدام الموجودة في الحديقة الخارجية للمركز؟.
ابتسم صالح وهو يقول:
 ألم نتفق أن ننسحب من هذه المغامرة؟.
ثم نهض صالح ليدخل البيت.تاركا مصعب مع تأملاته.وأفكاره الشاردة هنا وهناك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى