تَعامَدَت الساعةُ الهَمجيةُ فوق الكِتابةِ ؛
لا الوقتُ مُنتَظِرٌ للصباحِ ..
ولا الليلُ مُنتَبِهٌ لانتِفَاضِ الحُروف
وفي وجهِكِ انفَجرَت قَسماتُ الكلامِ ..
وأَزمِنَةُ الهَمهَماتِ ..
تُراودُ هَذا الفَتى عن حَدِيثِه
وتُبحِرُ في وهْجةِ البدرِ ..
كَيفَ تعلَّمتِ أَن تَصنَعينِي نَسيجَاً جَديداً؟!
ــــــــــ
رَأيتُ على ساحِلِ العُمرِ أَبنيةً للشَّقاءِ ..
وَأَلوِيةً لِمَغُولِ المَنَايا
وأَبصَرتُ في وجهِكِ السَّرمَدِيّ عُيونَ المَمَالِكِ ..
أَشرَقَ من مُقلَتَيكِ الصَّباح
وإن كُنتِ وَحدَكِ تَمتَلِكينَ الدَّقائِقَ ..
تمتلكِينَ الأُصولَ الخَفِيةَ والمُنتَهَى والوَثَائِق ؛
فماذا تُسَاوِي الحُروفُ لَدَيّ ؟!
وما الأَملُ المُستَعَادُ بِوجهِكِ ..
إلاّ اقتِبَاساً
أُزِيحُ بِه السِّترَ عن ظُلمَةِ الوَهنِ ..
خَلْفَ بَقَايَا الضُّحى
وأُبصِرُ مَعنى الحَماقَةِ تَحتَ بَهاءِ اللِّحى !
وأَقرأُ فِيكِ التَّرانِيمَ ..
تَحمِلُنِي أَبجَدِيتُكِ الأُنثَوِيَّةُ ..
جَوهَرةً مِن بَيان
وأَلتَحِفُ الشِّعرَ ، ..
أَذكُر أَنيِ تَمرَّدتُ يَومَاً عَلى المَلْكِ ..
أَبرَزتُ سَيفِيَ فِي وَجهِ هذا الزَّمان
َوعُدتُ غَرِيباًَ إلى أَوّلِ الليلِ يَبحَثُ عَن صَخرَةٍ ..
كي يَلُوكَ عَليهَا اغتِرَابَه
ـــــــــــ
غداً ..
تَصطَفِينا الحَماقَةُ ..
أََروِقَةً للتَّسكُّعِ والثَّرثَرَة
وَيصَفُعنَا العُمرُ ..
يُشعِلُ فِي أَعيُنِ العَاشِقِ النَّارَ ..
يَبتَلِعُ الحرفَ ..
وَاليَدَ ..
والمَحبَرة
غداً سَتفُوحُ الخِيانَةُ من أَرجُلِ الجُندِ ..
تَحمِلُ وَجهِي وَوَجهَكِ ..
تُرسِلُنا للِحسَابِ سرِيعَاً
فلا نَستَطِيعُ القِيامَ إِليها ..
ولا نَستَطِيعُ البَقاءَ عَلى بَابِهَا سَاجِدين
غداً ..
لَيسَ يَبقَى سِوى وَجهِكِ البَدرِ ..
والأُمسِيات
وَكُلِّ الذي كان قَبلَ أَوانِ الفَوَات
ولا شيء يَحمِلُ مِنّي الكَلامَ ..
سِوَى أَن أَرَاكِ نداءً جديداً ،
يُهَدهِدُ بَين يَديهِ الجِراحَ ..
وَيسحَقُ وَجهَ الوَسَن
يُحمِّلُنِي الليلَ جَوفَ بَعيرٍ عَفِن
فلا أَنتِ آياتِيَ العَبقَرِيَّة
ولا أنا مَبعُوثُ هَذَا الزَّمن .......