الأحد ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

عنكبوت منزلي

حسين الأحمد الضاهر

أنا رب هذا البيت
بصرامة أحكمه،
وبخنوع أتلقى ضربات معيشته.
...
أقيم في كل زواياه
محاولًا نسج حكايات تقابل ثمن إيجاره الشهري،
لكن عصا الأيام السريعة تطال ما نسجت.
...
تعلمت أشياء كثيرة كي لا أبدو غريبًا
الآن، أعرف كيف أخاف بلباقة
وكيف أتناول الهزيمة بإتيكيت
"الشوكة في القلب
والسكين يمينًا لتقطيع الأوصال"
...
تعلمت مفردات كثيرة أيضًا
لعلكم تأنفون سماعها
فهي مرشوشة بالمذلة...
***
لا سلالة لي هنا
ولم أهاجر بحثًا عن العتمة
تصرفت بحكمة حين أغرقتُ ذبابة في كأس شاي
إذ لا بد من شفاء في أحد جناحيها...
فتصرف الطاغية بحكمة حين أغرقني في البحر
إذ لا بد من قلم في إحدى يدي...
أنا وهو سيان..
...
أنا رب هذا البيت
تطردني أرملتي عندما تبادر بتنظيف شِباكِنا
فتدهسني نظرات المارة.
(2)
لم أفكر بالموت مطلقًا
فأنا شخص مرتب للغاية
والموت طفل يحب اللهو
وكسر الحيوات المرصوفة على فيترين العالم.
...
لم أفكر بالانتحار
ففي جيبي ما يكفي من الرهاب
لأمتنع عن إيجاد مفتاح الدقائق الأخيرة السهلة.
...
لم أفكر بالنهاية
فلطالما كنت بليدًا
والموت تلميذ نجيب
إلا أنه اعتاد قضم أطراف الأقلام التي نخط بها بدايات جديدة...
...
أفكر دائمًا بوقت إضافي
يوقف أجلي خارج خط التماس
أو حتى بركلات ترجيح
علها تنتهي بتعادل إيجابي
فالتفكير بالحياة هو تفكير بالموت...

حسين الأحمد الضاهر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى