عندما مرّ قلبي بجانبكِ صدفةً
لا أنا كنتُ أبحث عنكِ،
ولا أنتِ كنتِ تنتظرين أحدًا،
ومع ذلك
اهتزّ الهواء بيننا
كما لو أنّه يعرف حكايةً
نسيناها نحن منذ زمنٍ بعيد.
كانت الطريقُ ضيّقةً،
والضوء يمشي على الرصيف
بخطواتٍ أكثر رهافةً
من أن يلتفت إلينا،
لكنّ قلبي،
ذلك العابرُ الخجول،
اقترب منكِ أولًا،
قبل أن أقترب أنا.
لا أدري ما الذي حدث،
ربما كانت ابتسامتكِ
وميضًا خرج من نافذةٍ
بين ليلين،
أو ربما كان اسمكِ
يمرّ في الهواء
كعطرٍ يبحث عن جسدٍ
ليقيم فيه.
كانت الكلماتُ
تدور حول شفتيكِ
كأنّها تحاول
أن تصبح موسيقى،
ولم أعرف كيف أقول شيئًا،
فالصوتُ في تلك اللحظة
صار أبطأ من قلبي.
في تلك الثواني،
لمحتُ ظلالًا
تشبه ما نخسره حين نحب،
وشيئًا طريًا
ينمو في المسافة
كما تنمو زهرةٌ
في صدفةِ صخرةٍ.
أردتُ أن أسألكِ:
هل تعرفين أنّ العابرين
يأخذون شكلَ من ينظرون إليه؟
لكنّي لم أقل.
تركتُ السؤال يسقط
في داخلي
كما يسقط حجرٌ
في بئرٍ بلا قاع.
ومضيتِ بهدوء،
خطوةً بعد خطوة،
وكأنّ الطريق
تعرفكِ أكثرَ مني،
وكأنّ الهواء
كان سعيدًا لأنكِ مررتِ فيه.
أما أنا،
فوقفتُ قليلًا،
أجمع ما تبقّى من تلك اللحظة
في جيب روحي،
وأمشي…
خائفًا أن ينسى قلبي
كيف يمرّ
حين لا تكونين.
