الخميس ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٥
بقلم
علامات الجمال
عَلامَاتُ الجَمَالِ بها خَفَايَا | |
عَنَاوينٌ تُفَسّرها الخَبَايَا | |
مَعَانٍ منْ معانيها تَرَانِي | |
وَقَلبِي فِي لَوَاحِظهَا سَبَايَا | |
أذوبُ كَمَا يَذوبُ الشّمعُ حَرقَاً | |
إذا مَرّت عَلَى عَينِي صَبَايَا | |
شُعُورٌ يُنعشُ الألبابَ حسّاً | |
يَسيرُ مَعَ الدّماءِ إلى الخَلايَا | |
فَتغرينِي لَهَا الأشوَاق حِينَاً | |
فَتَحْملُنِي على سورُ البلايَا | |
صَبَايا من جَمِيعِ الأرضِ زارُوْاْ | |
بِلادِي لَيتَهمْ راعُواْ هَوَايَا | |
كَأَنّ خدُودَهنَّ رِيَاض زَهرٍ | |
يُدَاعِبهَا النّسِيم مع الزّوَايَا | |
كَأَنّي زَارَنِي مِنهُم جنونٌ | |
يَضجُّ لهُ فُؤادِي مِن حَشَايَا | |
بدورٌ في طَوَابيرٍ تَمَشّوْا | |
مَرَاتبُها عَلَى حَسَبِ المَزَايَا | |
فَمَا رَأَتِ العِيُونُ لها مَجَالاً | |
عَنِ الإمعانِ في أَثَرِ المَشَايَا | |
لَمَحْتُ بِهَا غَزَالاً قدْ تَمَاْدىْ | |
بحُسْنٍ قَالَ فِيه البَدرُ آيَا | |
فَقُلتُ لأيّ أرضٍ قَد نُسِبتي | |
فَقَالَتْ مِن مَرَابِيعِ الظّبَايَا | |
فَقَلْتُ دَعِ المزَاحَ فَجَاوَبَتنِي | |
بِصَوتٍ لَحنُهُ أَحيَا الرّعَايَا | |
فَقَالَتْ فِيْ غُرُوبِ الشَّمسِ إسْمٌ | |
لَنَاْ والفَاسُ تُهدِيكَ التّحَايَا | |
فَرَاحَتْ بَينَ إثنَينٍ خِفَافَا | |
تُرِينِي جَنَّةً تَحتَ المِلايَا | |
وَوَجْنَاتٌ كَجنّاتٍ وخَدٌّ | |
تُعَاكِسُهُ الأشعّةُ كالمَرَايَا | |
وَعَينٌ تُقهَرُ الأنهَارُ مِنهَا | |
صَفَاءً في مَحَاجرها الصَّفَايَا | |
وَشَعْرٌ في لَيَالِيهِ اسْتَضَاءَتْ | |
خطُوط الشَّمْسِ فِيْ شَفَقِ السَّمَايَا | |
وَثَغرٌ لامِعٌ وَرَحيقُ شَهْدٍ | |
يَسيلُ عَلَى الشِّفاةِ مِن الثّنَايَا | |
وَتَخْطرُ مِثْلَ خَيلٍ فِيْ خُطاهَا | |
لَهَا فَاهْتَزَّ تفّاحُ الحَنَايَا | |
كَمَالٌ من إله العَرشِ دَامَتْ | |
عَلامَات الجَمَال لَهَا مَزَايَا | |
فَلَو سُئلَ الجَمَال بِأَيّ أرْضٍ | |
أَجَابَ وَقَالَ تلْكَ حَنَاْنُ رَايَا | |
فَإِن بَرَّتْ حَنَانٌ في وصَالِي | |
جَعَلتُ لَهَا أرَاضِيهَا يَدَايَا |