عرس احمد الفلسطيني في العام 1987 م
قبل أن نبدأ:
(من ذاكرة الأرصفة والدفاتر والعيون التي غاصت منذ زمن حين دفنت حية، بعض الذكريات التي لا تنسى.. في محاولة لتسجيل الحدث بحيثيته لا بد أن لا ننزع عنه الروح التي تسكنه.. في هذه القصة الحية حاول تدوين قصة منذ أعوام مضت حمت معها ذاكرة الطفولة المحفورة على الزيتون والأرصفة)
من وحي الانتفاضة الفلسطينية الأولى..
قصص تعبق بالذاكرة حول أحمد والمخيم والتراب والأرض وقصة الصراع الذي لن ينتهي، لأن الصراع حين يكون صراع وجود, لا يمكن أن يتحول لصراع حدود على أمتار من الأرض مقابل سلام مزعوم..
أعوامٌ طويلة مرت على رحيل تلك الانتفاضة والتي عشناها بطفولتنا المتناهية كأنها الأمس تعلمنا منها الكثير، دروسا في التفاني والتكافل الاجتماعي, رجال المقاومة يتنقلون على أسطح المدينة القديمة في نابلس.. ينقلون أكياس الطحين والسكر وعلب الحليب إلى العائلات المحاصرة جراء أيام من منع التجول الطويل على المدينة.
أطفال وبكل شغف يقذفون سيارة عسكرية إسرائيلية تحاول دخول القري.. وجوه بيضاء ملائكية تظهر من بين الإطارات المحترقة وتقول بكل إصرار وعناد (لا للاحتلال اللاشرعي).. رغم أن هؤلاء الأطفال لم يقرءوا القانون الدولي.. لم يطّلعوا على مواثيق الأمم المتحدة حول شرعية الاحتلال.. إلا أنهم مؤمنون بكل قوة بحقهم في التراب والأشجار التي فوقه.. وبأن خمسة ملايين لاجئ فلسطيني طردوا من أرضهم لهم حق لا يمكن لأحد التنازل عنه ولن يقبل أحد التعويض بدلاً عن الوطن.
لم يقرأ أي منهم ولم يشارك في التوقيع على الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الدول الكبرى في حق تقرير المصير للشعوب.. ولم يَعنِ أحدا منهم تفاهم جنيف حول تقرير المصير.. لكنهم كتبوا على الجدران: حقنا في تقرير المصير حق شرعي يقره العالم اجمع.
لم يكن أيٌ منهم طالباً للقانون.. لكنهم أيقنوا أن الحق في الوطن لا يسقط بالتقادم القانوني رغم مضي ما يقارب أربعين عاماً على احتلال أرضهم من قبل زمرة من عصابات الصهاينة التي لاقت دعماً عالمياً حتى من أصدقاء العرب من السوفييت باعتراف الجميع بدولة إسرائيل على ارض فلسطين.
لا شيء سوى فلسطين كان يعنيهم, فالقضية المركزية بالنسبة لهم هي فلسطين ارض الأباء والأجداد، صرخات الميلاد في ليلة عيد الميلاد من كنائس بيت لحم الحزينة التي غربت عليها الشمس مودعة ومبشرة بميلاد الثورة..
شبق من خيوط الشمس الصفراء تسطع في أروقة المسجد الأقصى.. ولا شيء يمنع الأطفال الرجال من الصلاة في المسجد وإدخال الحجارة إلى باحة المسجد في جيوب سراويلهم وداخل علب الطعام ليقذفوا بها المتصهينين الجدد والمبشرين في العنصرية والنازية الجديدة المتجسدة في داخل عقائد اليهود ضد كل ما هو ليس يهودياً.. يدافعون عن غناء شبابه الراعي في المرج الأخضر.. وصوت الماشية تأكل على لحن موسيقي يأتيها من الشبابة.. يناضلون من أجل أن يبقى المحراث والمنجل وحقل أجدادهم أخضراً كلون الزعتر البلدي في أحواض الأمهات، ولون النعناع يعبق في كأس الشاي الفلسطيني.. من أجل أن تبقى مطرقة العامل في المحددة التي تصنع المحراث.. ليصرخوا بكل ما فيهم من شبق الحياة، الأرض لنا.. الأرض لنا.. الأرض لنا..
لم يكن هؤلاء الأطفال يعلمون أن خلف الكواليس مؤامرات عالمية يجهزها رجال السياسة الكبار في العالم لإجهاض ثورتهم الشعبية.. لم يكن أيٌ منهم لديه علماً مسبقاً حول ما يسمى موازين القوى والإستراتيجية والأيدلوجية.. لكنهم طبقوها على ارض الواقع وكانوا أكثر جرأة بالإفصاح عن مشروعهم المستقبلي: إما فلسطين و إما النار جيلا بعد جيل..
هذا هو مشروعهم الذي كان يمشي عكس كل المشاريع الاستسلامية التي كانت تُرسم في الخفاء.. خلف كواليس الإمبريالية الأمريكية لتصفيه قضيتهم العادلة وإعلان اعتراف من المنظمة ورأسها بدولة إسرائيلية على ارض أجدادهم.. لتمحو معالم الطابون وتقلع الزعتر البلدي والنعناع، ليحل محله مصانع لتصدير الموت.. ويحل مكان رائحة النرجس مسيل الدموع..
طفل يصرِّح عبر وكالات الأنباء العالمية: أخي أحمد استشهد قبل أيام و أمي ليست راضية عن خروجي مع رفاقي لقذف الأعداء القادمين من كل بقاع الأرض التي كرهتهم وطردتهم وتقيأتهم لينزلوا بأرضنا محتلين.. ويقتلوا أخي أحمد ويسرقوا ارض جدي وبياراته في حيفا.. حيفا لنا وسنعود لها.. مخيم بلاطة هذا ليس إلا قاعدة مؤقتة ومدرسة علمتنا أن لا ننسى حقنا.. وسلحتنا بالإيمان و بالحق.. وعلمتنا حمل السلاح البدائي، حجارتنا ستصل المريخ وسنفهم الصخر إن لم يفهم البشر أن الشعوب إذا هبت ستنتصر..
أمي لا تزال مصرة أني ما زلت صغيرا على الخروج بأخذ ثار أحمد من الأعداء.. ولكني أقول لأمي أني كبرت يا أماه.. كبرت يا أم الشهيد أحمد.. وصرت قادرا على حمل السلاح والأخذ بثار احمد..
إلى هنا يقطع المذيع البليد كلام الطفل وخطابه التاريخي على التلفاز.. بينما أم أحمد تمسح دمعتها.. لقد صارت أم أحمد مدرسة تخرج رجالاً..
نعم لقد استشهد الماء لكن الندى لم يزل يقاتل.. لقد استشهدت أشجار الزيتون ولكن بقيت جذورها بالأرض راسخة..
لم يكن يعمل لصالح وكالة الأنباء الليبية أو القطرية أو السورية أو العراقية أو وكالة تابعة لجامعة الدول العربية.. ولا حتى لوكالة ناسا الفضائية.. ليصرِّح بمثل هذا التصريح اللاذع.. لم يعمل رئيسا من قبل.. ولم يستلم مهام أمين عام حزب سياسي.. ولم يكن محللا سياسيا.. كان مجرد طفل.. طفل فلسطيني كنعاني.
يمر العام تلو العام وتلك الانتفاضة الشعبية بكل ما تحمله كلمة شعبية من معنى خالدة بالذاكرة.. لا يمكن أن ننسى أجمل لحظات حياتنا فيها حين تعلمنا أن الحجر ليس مجرد شيء جامد لبناء سنسال من الحجارة حول ارض جدي .. وليس مجرد حجر يرميه الراعي على غنمه حين تشذ عن الطريق، انه سلاح.. سلاح شرعي لتقرير المصير.. هكذا تعلمنا من أحمد الصغير حين تسلح بحجارته وهاجم لوحده فيالق الأعداء.. أحمد الشهيد الذي صار أسطورة..
فيما كان الأطفال خلف الإطارات المحترقة والمتاريس الصغيرة حيث كانت الشمس تقف خلفهم من جهة الشرق.. تدعم صمودهم الأسطوري وهم يقذفون الأعداء بحجارة نارية ملتهبة الغضب والمولوتوف.. في الزاوية الأخرى من المسرح كان الرجال يختلفون حول اليوم الذي تم فيه إعلان الانتفاضة.. فبعضهم يعتبر بيان خليل الوزير هو اليوم الأول في انطلاقها.. والبعض الأخر يرى أن اليوم الثامن من شهر كانون الأول والذي يتزامن مع موعد انطلاقته.. والأخر يرى اليوم التاسع من ذات الشهر.. وغيره لا اعرف تحديداً فربما يراه في شهر أخر ويوم آخر.. لكن الحقيقة كانت أن الشهداء هم من حدد هذا الموعد، فالثورة لا بد أن يبدأها شهيد يقرأ خطابه على الياسمين.. يلتف ببياض جسده ولون الأرض الأحمر حين يزين الدم جسده.. لقد أعلن الشهداء الأربعة في يوم الرابع من كانون الأول حين حاولت آلة الغدر الصهيوني التعالي فوق أجساد الشهداء.. فصعدت آليتهم فوق سيارة الشهداء الأربعة من حركة الجهاد الإسلامي لتعلن أنها الطرف الباغي الذي بدأ بالصراع.. الصراع الذي لا يمكن إلا أن يكون صراع وجود لا ينتهي إلا إذا أفنى أحد الطرفين الأخر.. وليس كما يدعي مهندسو الحلول السلمية بأن هذا الصراع هو صراع حدود حول الرابع من حزيران الهزيمة أو الخامس عشر من أيار النكبة.. المسألة غدت مسألة وجود ودماء وحق في الوجود الأزلي لشعب أصيل.. عََبرَ التاريخ ليبني أمجاده.. منذ القبائل البالستية التي قدمت من المتوسط لتسكن هذه الأرض قبل آلاف السنين.. مرورا بالكنعانيين الذين جاءوا من أقصى الجزيرة العربية ليعلنوا ميلاد الشعب على الأرض..
لقد سمع الأطفال صرخة الشهداء الأربعة.. فلبوا نداء الأرض.. و أعلنوا هم ميلاد الثورة.. ثورة الفلاحين.. ثورة الغاضبين.. ثورة الناقمين على الاحتلال.. ثورة العمال.. وكان الإعلان بالحجر هو الميلاد.. ميلاد الانتفاضة الفلسطينية استكمالا لثورات أجدادهم منذ ثورة القسام.. حاملين على أكتافهم ذات المشانق التي علقت محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير.. لا يعرفون الحلول الوسطية.. ولا يؤمنون بالتسوية..
هكذا ولد جيل من الأطفال يُعلم الأجيال القادمة معنى الثورة.. جيل من الثوار قادرين على حمل الأرض على أكتافهم بعيدا عن ضوضاء السياسة ومفاهيم الخيانة ووجهات النظر.. لا يؤمنون إلا بمنطق واحد.. ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
كانت العربان نائمة في وحل النفط.. ووحل الحروب الأهلية.. كانت العرب العاربة نائمة في جهة من ارض العرب وفي الجهة الأخرى يقتتل العرب والفرس على شبر من شط العرب باعه صدام للفرس ومن ثم عاد لاستعادته.. ولأن أمريكا كان لديها من المخططات ما هو اكبر من الجميع لتمد من عمر حرب العجم والعرب.. كانت إرادة الأطفال المقاتلين تعلو وتشمخ.. إرادة الأطفال كانت أقوى من أمريكا.. ومن مشاريع أمريكا.. أقوى من الرأسمالية ووحشيتها.. أقوى من الصهيونية وعنصريتها.. أقوى من أي شيء يمكن أن يكون عدواً في ذلك النهار المفتوح للموت وانهيار الطغاة.
كان الأطفال ينشدون وبيدهم حجارة.. هذا النشيد الذي يخيف الطغاة أكثر من الحجارة.. نشيد العودة.. نشيد الثورة الدائمة في القلب.. نشيد البابونج والزعتر والحناء.. نشيد الأرض.. نشيد الرجال.. نشيد: صامدون.. صامدون.. صامدون.
لم يكن أحد في ذلك اليوم على موعد مع شيء إلا الثورة ولا شيء سواها.. ليقولوا (لا) لكل من يقول نعم لتصفية القضية.. لوأد الضحية.. لبيع الأمنية.. لسرقة التضحية من أجساد الثوار وبيعها في سوق النخاسة في أوسلو أو شرم الشيخ أو طابا أو كامب ديفيد.. نعم رفض الأطفال كل الحلول وحملوا الحجارة.
لقد أخذ الأطفال في تلك الانتفاضة على عاتقهم الأرض وحمايتها.. وحتى الشهداء كانوا بحاجة للأطفال ليحموهم من هواة الرثاء الأدبي العربي.
استمر الشعب في الثورة.. وكانت صرخات حفاة الأقدام تنطلق من كل مخيم في دمشق والجنوب اللبناني والأردن.. ومن كل بقاع الأرض التي احتوت المنفيين عن الوطن..
مخاض تلك الثورة كان قاسياً على أعدائهم حتى جعل الغزاة يقرون على لسان رئيس وزرائهم أسحق رابين حين قال: أتمنى أن تطلع الشمس فأجد البحر قد ابتلع غزة.. تلك الغزة التي طالما أحرقت جندهم القادمين من خلف البحر.. غزة التي أقضت مضاجعهم.. غزة التي لم تعرف النوم يوماً على ذل.. غزة التي لم يبق بيت في أنحائها لم يثكل بشهيد أو جريح أو معاق من جراء الانتفاضة.. لكنها بقيت غزة.. غزة في حلقهم.. وشوكة في صدورهم.
في الضفة التي وصلها المخاض وأعلنت الاستعداد بكل ما أوتي أطفالها من قوة.. تحصنوا خلف متاريسهم الحجرية.. علقوا الأعلام على أسلاك الكهرباء.. جمعوا الإطارات المطاطية كسلاح دفاعي يعيق حركة الأعداء.. تسلحوا بقنابل المولوتوف.. أعلنوا ميلاد طفل جديد اسمه انتفاضة.
اجتمع الصغار في باحة المخيم.. تحديدا عند الزقاق الموازي لبقالة الحج ياسين.. وشرعوا بانتخاب القائد.. الطفل الذي سيقود المعركة.. والقائد الذي سيكون في المقدمة.. يرسم الخطط.. ويوجه الأطفال.. ويقسم المهام..
لقد تـم انتخاب أحمد.. احمد العربي.. أحمد الكنعاني.. أحمد الفلسطيني..
طفل بملامح كنعانية.. غاضب مثل الصخر.. هائج مثل البحر.. هادئ مثل القمر.. يحمل بيديه حجر ويقذف دبابة الغاصبين.. يتخذ من شجرة التين برجاً للمراقبة ليعطي إشارته للرفاق بالتحرك باتجاه ساحة المعركة.. ينطلق الفيلق الأول من المقاتلين.. يقذفون الحجارة والمولوتوف على سيارات العدو.. ويبقى الفيلق الأخر على أتم استعداد لنقل جرحى الفيلق الأول وشهدائه من الميدان بعد المعركة..
طفل على بوابة المخيم يتسلق إحدى الدبابات والجند بداخلها خائفون.. يأخذ عددا من الطلقات النارية من داخل المدفع الصغير على ظهر الدبابة.. يعتبرها غنائم حرب.. يقفز أحمد باتجاه رفاقه لاقتسام الغنيمة..
في أزقة الحارة الأخرى اجتمع الأطفال حول الطفل الخبير بالشؤون العسكرية الذي كان يعلمهم كيف يصنعون سلاحا ناريا يشبه البندقية البدائية.. يطلق رصاصة واحدة.. لكنه كافٍ إن أُحسن التصويب فيه على أن يطيح برأس جندي غاصب.. وبعد الجلسة الأولى أعلن المقاتلون الصغار الكشف عن سلاحهم السري.. وبدأ استخدامه إلى جانب الحجارة والمولوتوف.. كل الوسائل مباحة فالحاجة أم الاختراع.. وكان طموح الأطفال يسير نحو اختراع قاذفة صواريخ لتدك تلك المستعمرة التي ترقد على ارض جده لأحمد ( رفيقهم الذي استشهد في المعركة السابقة بعد أن هاجم لوحده فيلقاً من عساكر الصهاينة).
في المساء وقبل عودة الأطفال يحملون سلاحهم إلى بيوتهم.. عقدوا اجتماعا عاجلا لتدارس الأوضاع ووضع خطة مستقبلية لليوم القادم مع شروق شمس أخرى.. ووضعوا على رأس أولوياتهم المرور ببيت شهيدهم احمد ليقولوا لأمهم.. أم أحمد كلنا أبناؤك يا أم أحمد البطل..
دخل المقاتلون الأطفال بيت أحمد.. كانت أم أحمد ابن التاسعة موشحة نفسها بالسواد.. تقدم أول الأطفال وصديق احمد من الأم وقّبل يدها.. لم يكن بإمكانها إلا أن تبكي وتحتضنهم جميعاً.. كانت أم لهم جميعاً.. وكانت أم أحمد الشهيد الذي فاق بجرأته أي عقيد في الجيوش العربية.. كان المخيم كله جسم أحمد يتصدى للدبابة.. ويموت حيث الآخرون يرقصون بعيدا.. خوفاً من لون دماء أحمد الغاضب.. وحيث رفاق احمد يعتبرون دمه أطهر من مسك الجنة يزين أثوابهم و أيديهم كالحناء.. كان دم أحمد الصغير حناء في ليله عرسه الفلسطيني الأسود.. كان عرسا فلسطينيا في الأيام الأولى لميلاد انتفاضة في العام 1987 م.. كانت ثورة وكان أحمد..
استشهد أحمد في الثورة.. وبقيت الثورة.. إلى أن استشهدت هي الأخرى لحاقا في أحمد بعد أن تدخل مهندسو الحل السلمي بوضع الشاهد على قبر الثورة في اتفاق أوسلو..
والأطفال على بوابة المخيم ينشدون مع درويش في قصيدة احمد الزعتر:
وأَحمدْ
كان اغترابَ البحر بين رصاصتين
مُخيَّما ينمو، ويُنجب زعتراً ومقاتلين
وساعداً يشتدُّ في النسيان
ذاكرةً تجيء من القطارات التي تمضي
وأرصفةً بلا مستقبلين وياسمين
لم يكن الأطفال بحاجة لقرار من وزير الداخلية أو المحافظ لإطلاق اسم الشهيد أحمد على زقاق المخيم الذي استشهد به أحمد.. فقد درج على لسانهم القول في الزقاق الذي استشهد به أحمد لوصف المكان.. وهذا ما درج عليه الناس من بعدهم ليصبح اسم الزقاق زقاق الشهيد أحمد.. مات أحمد ولم يمت الزقاق.. مات احمد ولم يمت المخيم.. رحل احمد بعيدا عن رفاقه.. وكبر رفاق أحمد وفي القلب عهد على الثأر لدمه الطاهر المتدفق من صدره.. وفي اليوم السابع من شهر كانون الأول اجتمع الرجال الذين كانوا قبل سنوات أطفالا حول قبر احمد وانشدوا..
أَنا أحمدُ العربيُّ – فليأتِ الحصار
جسدي هو الأسوار – فليأت الحصار
وأنا حدود النار – فليأت الحصار
وأنا أحاصركم
أحاصركم
وصدري بابُ كُلِّ الناس – فليأت الحصار