الثلاثاء ٢٠ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم
عازف الناي
اهدي هذا العزف المتكسِّر شجىً إلى من أبكانا صغاراً، وأذهلنا كباراً، إلى الخطيب الأب عبد الرسول البصاره –عميد خطباء المنبر الحسيني بمنطقة القطيف- تغمده الله بواسع رحمته.
سافر النعي على قاربهفانحنى اللحن على نادبِهِواستفاض الندب بحراً من جوىًمدّ موجين إلى راكبهفهو ما أن قد رسى في نينوىمركب الأحزان قد أسرى بهها هما صفان يجري فيهماقارب حنّ إلى صاحبِهِماج في صفين حتى خلتهمن جناحين على جانبِهِطار نحو الأفق حتى يعتليمنبر الأفلاك من أقطابهوجهوا النعش إلى من قد قضىطالباً للحق من غاصبِهِكبر الله ففاضت روحهفكأن الموت في محرابِهِمسجدٌ، نافلةٌ أو سبحةٌوانتظار الأمر من واجبِهِمأتمٌ أومنبرٌ أودمعةٌذلك المكتوب في أحقابِهِسال من منبره الدمع أسىًفهو كالشلال في أعتابِهِزارع النبت وساقي نخلةٍناثر البذر على طلاّبِهِمن فراتٍ ظميءٍ سال الجفايرشف الأحزان من أكوابهيتجارى الدمع أيان نعىيظمأ الماء على ساكبهمن سواد الشعر قد حاك الأسىوارتدى الحداد في جلبابِهِوتوالى نسجه من شعرهفأذاب الهم في قالَبِهِواستحال الشعر من سود الدُّجىلبياضٍ شعَّ في أعقابِهِنسج الشيب على أكفانهصبغ الهمّ على أثوابهفدموعه التي قد سقطتكتبت شوقاً للقيا ربِّهِخُطّ شِعرٌ في مآسي عترةٍفي التسابيح على حاجبِهِومن الهم على ساداتهنبت الشيب على شاربِهِبُلِّلَت في لحيةٍ فاصطبغتحين فاض الهمُّ من ساكبهوعلى لحيته الهمُّ غفافاستفاق الوعي في طلاّبِهِوعلى لحيته الشيب غفافغبار الطف قد جف بهيعزف الناي بلحن مؤلمٍفاستقر الدمع في أهدابِهِوحسينٌ كعبت الأحزان قدأمطر الأدمعَ من مِيزابِهِحمحمت خيل الضحايا حسبهالبّت الأنصار من إلهابههو شِعرٌ كتبت أحرفهمن سواد الطّفّ من آدابههو نعيٌ عُزِفَت ألحانهمن أنين الطّفِّ في من ناحِبِهِهو لحن الوجد قد صاهرهنوحُ أشواقٍ إلى جاذبِهِولقد أنجب من أشواقهأدمعُ الحزنِ على أحبابِهِعازف الناي بألحان الصّباحامل الهمَّ إلى أصلابهعازف القيثارِ في أفراحهمبالنّهاوندِ شدى أطرابِهِ