طقوس الانتظار
«1»
عَلمتُ الليلة:
كم سَنةٍ كنتُ أنتظر .
حفظتُ سورة الفاتحة منذ نعومة
أظافري عن ظهْرِ قلبٍ
وكذلك حفظتُ
طقوس الانتظار
في لحظاتِ الوقت
طرفُ هلالٍ صغيرٍ تعلّق
بجنحِ السماءِ والتقينا
فحملتُ علَى عاتقِي
الحب الذي انتظرت
ُو الهلالُ غدا بدراً
ذهبياً
لم تكن بنفسي غايةٌ ترام
سوى رغبةٍ جبارة
لأكسر هذا الانتظار
وأنالُ قبلة بعد طول صيام.
«2»
كنت أترصّدُكِ في مراجيحِ
العيدِ منذ الطفولة .
وحين كبرتُ بحثت عنك
في العيون العاشقة .
آه يا للذّة أن نمنح
كل شيء من أجل الحب
هل تعرف كيف كانت أيامي
أيها الحبّ قبل أن ألتقيك؟
كنتُ أَزْدَرِيَ الحياة وهي كل ما أملك
جعلتني أضمحلُ في عالمي
أخافتني بسلطانها
أرعبتني بضخامتها، أنهكني
الوقتُ بلهاثٍ مزمن
الشبيه بجدولِ ماءٍ يدور و يدور
ولا يعثر على مصبّ
أتيتَ أيها الحب فانتظمت
نهاراتي تغيرلون وجهي
هدأ اللهاثُ من حولي
سكنْ الجدولُ في النهرِ
واكتمل وجه القمر.
«3»
الأيام التي تعاش بلا رغباتٍ
أيامٌ ينقصها الحب
على غرار شجرة وعارية
تذرف حزنها للفصول الدافئة
لا أظنُ أن تُزهر قصيدةٍ
إذا غاب الحب
وأشكُ في تاريخ الشجر
إذ تورقُ
دون حب.
