الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

صَرْخَةٌ قَبْلَ السُّقُوط

عبد الحميد غالب أحمد قاسم

لِنَدْرِ وإلَّا الوَيْلُ إنْ لم نَكُنْ نَدْرِي
وَوَيْلٌ لَنَا إنْ لم نُبَالِ بِمَا يَجْرِي
وَوَيْلٌ لنَا إنْ ضَاعَ جِيْلٌ بِلَا حِجًى
وَوَيْلٌ لِجِيْلٍ إنْ مَضَى عَاثِرَ الفِكْرِ
وَوَا أسَفَا إنْ أَسْقَطَ الجَهْلُ أَمرَنَا
وهَدَّ بُنَانَا واسْتَمَرَّ بِلَا دَحْرِ
يُغَيِّبُ سُلْطَانًا يُسَفِّهُ مَنْطِقًا
ويَطْوِي دَلِيْلًا كَانَ يَنْهَضُ بِالْأَمْرِ
فَكَمْ تَاهَ في هَذَا الزَّمَانِ مُغَفَلٌ
وكم جَرَّهُ طَيْشٌ وأَلْقَاهُ في قَعْرِ
تَجَرَّعَ عَادَاتٍ بِعَلْقَمِ سُمِّهَا
سَوَاءٌ أَيَدْرِي مَا بِهَا أم ولَا يَدْرِي
يَشُطُّ إذَا شَطَّتْ وَيَلْوِي إذَا لَوَتْ
ويَحسَبُ أنَّ المُشْتَهَى آخَرَ السَّطْرِ
تُجَاذِبُهُ الأَوْهامُ بِاللَّهْوِ والمُنَى
تَخُوْضُ بِهِ بَحْرًا وتُلْقِيْهِ في بَحْرِ
تَعَلَّقَهَا واخْتَالَ واشْتَطَّ وانْبَرَى
شَدِيْدٌ عليهِ النُّصْحُ في حَالِهِ المُزْرِي
فَلَا هَوَ سَاعٍ لِلْحَقِيْقَةِ والهُدَى
ولَا هُوَ رَاضٍ بِالمَوَاعِظِ والزَّجْرِ
تُفَارِقُهُ كُلُّ احْتِمَالَاتِ دَرْئِهَا
إذَا نَاوَأتْهُ نَشْوَةٌ سِحْرُهَا مُغْرِ
مَشِيْئَتُهُ في كَفِّ شَيْطَانَ لايَرَى
مِن الفَضْلِ إلَّا لُعْبَةَ المَظْهَرِ السِّحْرِي
لَهُ في مَيَادِيْنِ الحَمَاقَةِ قِبْلَةٌ
ويَتْلُو تَفَاهَاتِ التَّقَهْقُرِ والخُسْرِ
تَقَمَّصَهَا فِكْرًا بِعَصْرِيَّةِ الخُطَى
تُدَاهِمُ بِالإبْهَارِ مَنْطِقَهُ الفِطْرِي
وتَجْرِي كَجَرْيِّ الخَمْرِ في خَلَجَاتِهِ
فَيَحْمِلُهَا والخِدْرُ في عَظْمِهِ يَسْرِي
تَنَاوَلَهَا دُوْنَ اعْتِبَارٍ لِمَا يَرَى
ومِن دُوْنِ تَمْحِيْصٍ ومِن دُوْنِمَا سَبْرِ
تَنَاسَى بِأنَّ الرُّشْدَ طَوْقُ نَجَاتِهِ
وظَنَّ سُعَارَ الغَيِّ قِيْثَارَةَ الدَّهْرِ
علَى حَافَةِ النِّسْيَانِ يَبْنِي انْهِيَارَهُ
ومِن يَبْنِ لِلنِّسْيَانِ لابُدَّ في سُكْرِ
فَكَمْ هَلَكَتْ مِن أُمَّةٍ بِانْسِلَاخِهَا
ومَا كَانَ مِنْ دُوْنِ النِّهَايَةِ مِنْ عُذْرِ
ومَا الفِطْرَةُ المُثْلَى بِقَاصِرَةِ المَدَى
ولا بِانْحِرَافِ العَدْلِ بَحْبُوْحَةَ الوَفْرِ
ومَا مِن هَوًى إلَّا وأَهْوَى بِأَهْلِهِ
ومَا مِن سُمُوٍ في مُؤَالَفَةِ البَطْرِ
فَيَا مَعْشَرَ الفِتْيَاِنِ لا تَهْدِمُوا الحِمَى
وصُوْنُوا حَيَاةً لَا تُقَدَّرُ بِالدُّرِّ
خُذُوا مِنْ نَفُيْسِ العِلْمِ وارْعَوْهُ
بِالتُّقَى
بُهِ يَسْتَقِيْمُ الحَالُ في السِّرِ والجَهْرِ
أَقِيمُوا صُرُوْحَ الدِّيْنِ والقِيَمِ الَّتِي
بِهَا تُرْفَعُ الهَامَاتُ بِالعِّزِّ والفَخْرِ
وكُوْنُوا حُمَاةَ الحَقِّ في الكَرْهِ والرِّضَا
وإنْ طَالَ لَيْلٌ بِالوَقَائِعِ مُسْتَشْرِ
فَكُلُّ ثَبَاتٍ لِلْعَزِيْمَةِ مِشْعَلٌ
يَقُوْدُ إلى نَصْرٍ ويَدْعُو إلى نَصْرِ
وأَوَّلُ عَهْدٍ المَرْءِ بِالمَجْدِ حَاجَةٌ
أَلَحَّتْ وهَمٌّ أَشْغَلَ القَلْبَ بِالنَّقْرِ
فَمَنْ شَاءَ أنْ يَعْلُو تَدَانَتْ لَهُ العُلَا
ومَنْ شَاءَ أنْ يَدْنَأ دَنَأ دُوْنَمَا أَجْرِ

عبد الحميد غالب أحمد قاسم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى