الأحد ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

صوتُ ضحكتها

خليل إبراهيم حمادة

أحياناً أشعر وأنّي قد سمعتُ
صوت ضحكتها آلاف المرَّات
في مكانٍ ما لكن لا أعلم أين؟!
ربما من بعيد كان يأتيني
كبُعدي عن حُلمي الّذي تلاشى
واضمحلّ سرابه في بلدي
لا أدري أين ومتى!؟
ربما قبل أن أولد بمنتصف الشّهر الرّابع!
تطّربني كأنّها أوّل نبرةٍ سمعتها
أشعر أنّ هذه الضّحكة سقطت سهواً
من الجنّة من ثغر حوريّةٍ
كبشارةٍ زُفّت لي وحدي!
كوصفةٍ سحريّة لتعديل المزاج المتعكّر
كلّما أتذكّر أنّها مرّت كمارمريتا
من حديقة منزلنا قبل رحيلها بأشهرٍ حافية
وخلخالُ رجلها اليمنى من زجاجٍ بركانيّ
أستعجل المسير للبحث عن أثرٍ فائت
علي أجد من بقايا ظلّها عِطرٍ تحت شجرةٍ
أو بصمة إصبعٍ على سياجٍ عالقة...
أتعقّب الدّروب قبل الغروب
وأجمع أوراق أُقْحوانةٍ متيبّسة
كانت تُلاعبها لعبة الحَزُّورة
ورحيقها الشّاهدُ الحكمُ
وتستحلفها الصدّق بالنّهاية
تسأل والحمرةُ على وجنتيها
من فرط الحياء كلما انتزعت ورقة:
 يُحبّني؟
 أم لا يُحبّني؟
 يُحبّني؟
 أم لا يُحبّني؟
 لايُحبّني !!!
 كنت أعلمُ ذلك
خيّبت آخر الأوراق الرجاء...
فهاجرت كسنونوةٍ بصمتٍ دون وداع
بعد أن كذَّبت قلبها وصدّقت خُرافة!
ولا تدري أنّ من الزّهر ماهو مخادع
أضعُ الأوراق المتبقّية معاتباً
بين صفحات جبران كريشِ
أجنحةٍ متكسّرة تحت وسادتي
وأُفرغ رأسي من ثقيل الهموم
استحضرها كجنيٍّ عاشق
وأغفو على وقع رنّتها وهي تضحك
علّها تأتي كطيفٍ زائرة
أبحث عن نصفي التّائه فيها ولا أجدني!
بتُّ محاصراً بكلمةٍ تكادُ تخنقني بفتيلها
دخانٌ أبيض بحنجرتي
تقدح الحسرة بصدري الشّرارة
وتضرم النّار بقلبي الكلمة
وكصاحب الحكايا أبوح للبئر بها
حتّى امتلأ لفوّهته وطَمى بحروفها الماء
فأفشى البئر بالسّرّ خوفاً أن ينفجر
وأَسْمَعَ الصدى المضارب
يردّد ويردّد من فرط حرارتها
علَّ الرُّوح تردُ لماء قاعه الباردة
ينادي وبصوتي المبحوح المتقطّع
بكلِّ أُذنٍ صاغية:
أُحبّها... أُحبّها ... أحبّها

خليل إبراهيم حمادة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى