الأربعاء ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

سيرة ذاتية للبؤساء

إسلام محمد خليل 

كعادةِ مسكينٍ على جوعه مشى
أُخبِّأُ أحلامي وغيري بها انتشا
أقول لصبحٍ فرَّ من سجن عتمتي
تخفَ فمغتالٌ ببابيّ عرّشا
وأخلعُ ضلعاً كي يوَكئَ حزنه
وأفرشُ لحمي للحكاية مفرشا
ولكنّ هذي الأرضَ تهلكُ أهلها
فما من حصى إلا بخطوته وشى
أهادنُ دمعي مرة بعد مرةٍ
وحيثُ يراني الدمع بيّ تحرشا
كأنَّ له ثأرًا بنطفة مقلتي
ومن أول الدنيا يُربّى ليبطِشا
وقد ألهمَ الرسامَ طيبُ سذاجتي
فلوحَ بالفرشاةِ عمرًا وأدهشا
ولكنَّه لمّا انطفى شمعه رأى
سذاجته تجري إليهِ فأجهشا
تسائلني ألوانهُ هلْ مقدَّرٌ
على حكمة الإنسان أن تتهمّشا
تقولُ لها عصفورةٌ خشبيةٌ
وما بيدِ الفاني سوى أن يزرْكشا
تصيحُ بهم سكينةٌ فرَّ ديكها
كفى دوشةً نَصْلِي يصيرُ مشوشا
أقولُ لها (بالرَّاحة) لنْ يفرَّ منْ
ذبيحتهِ ولو لدمعهِ جيّشَا
ومهما جرى أبصرتِ حكمكٍ قائمًا
وفلسفةُ الأيامِ أن تتوحشا
فلا تتعجّلي على دمهِ فمنْ
يرى غدَهُ .. للذابحات تعطشا
أنا مثلك استشرت بيّ النار كلما
مُنعتُ أرى قلبي الهشيم منبشا
فمنذُ خطى قابيل في فَتْك لحمه
أرى الناس لحما في الحياةِ مهبّشا

إسلام محمد خليل 

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى