الأحد ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم
سيدة المدن أنا
تعبتُ ...تعبت ياحبيبي وأناأرى وجهك في كل حريق" بهاء ياحبيبي " [1]:حين تشظّيتَ من جنينوصرّتَباسم في غزة،كاظم في بغداد،وأيهم في الجنوبتعبت لأنّي ما زلت على النوح قادرةوخجلت لأني لست على ترابكم شهيدةسيدة المدن .... كان اسميوكنت في جنين أبكي أطفاليواليوم أبكي مريم في قاناواحتراق دفاترها الملونة .....صوت مريم يدوي:"شرشبيل" [2] هدم بيتناأحرق أزهار حديقتناصوت غول النار يرعبنيأبحث عن سنفور يحملني ...أهلي ... إخوتي ... رفاقي قتلواوأنا ... أنا ... أموووووووتأموتُوكاظم على شطّ دجلةيبحث عن مركب العودةقبل أن يذوي صبا النهرفلا الكواكب سجدت ليوسفولا كان في السماء شمس ولا قمر ....آه باسمياشمس الفداء في غزة وجنينياالذيأضم إلى صدري دمكفتنبت كلّ صباح من كفّي وردةأنا ما تعلّمت سوى الصلاة والحبلكني لا أستطيع حبّ أعدائيوكلّ يوم أتوب إلى ربّيوأصبّ لعنتي على الذينوهبوا ليد الغدر ثوب نقائي" وحقنوا خيولهم بهوى السبات " [3]يداي الممتلئتان بالخيبةوقلبي الموغل بالشوق لنسمة حريّةيصلّونيصلّون ليديك والجراح فيها تقبض على الزنادوتكتبُ في صفحة الأملعنوانَ غدٍ يأتي بشمسٍ وعرسأناملكَ ...أناملكَ مازالت موشومةً على صدريوطول البكاء لم يفقدني كلّ ملامحي الجميلةمازلتُ بأمواج النهر أسترُ عرّيولا أستسلمُ للقحط على ضفاف القهرومازلت أرقبُ الأيهمَ قبلة على خد الشمسيشرق بالفجر الثاني من صباح الجنوبيتناسل الورد من شفتيهويعمّدني بالياسمين والنارأنا سيدة المدن الموهوبة للخصبوعلى شواطئ اليباب أبحث عن بقايايفي قلوب كسالى أضاعتنيوزرَعَت الوجع بذاكرتييا الأيهم الذي وعدني :سأعيدُ لوجهك ملامحهوأعيد النقاء لثوبكسأزينك بالفجرفكفّي بكاءًوكفّني الأطفال بورود الشهداء....أعيدي" مكحلتك وأحمر الشفاه "افردي ضفائرك" لن يركعنا ساكنوا الدباباتولا ساكنوا القصور "فتعالَيوتعالِيأهديتك خيل الحريةوألف قمر يحطّ على شفتيكفاطلقي النشيدوافرشي قناديل البدايةعلى درب العرس من الجنوبيا الأيهم الذي ما عرفتَ وعود الأوهام :أنت نصرْالله ... وصوتك إيقاع الكرامة ...أنت المسيح - الذيفي قانا اجترح معجزة العرس حباً [4]وبالسوط طرد الصيارفة من بيت أبيه [5]وباعة حمام الكلام - يعود ثانية...أنت نصرُ اللهموشّى بدم الشهداءيحيي أوردتي المكتظة بالحطامليسكن النهر ضفتي كرامتيوتبدأ القيامة