سوى، سوف، السين، عدا، عسى
سِوَى
سِوَى: لها معانٍ، أشهرها [غير]. يقال مثلاً: [زارني سواك = زارني غيرُك]. وهي اسمٌ يجري عليه ما يجري على الأسماء، فيكون فاعلاً ومفعولاً وصفةً ومستثنى إلخ...نحو:
– ما جاء سوى زهيرٍ (فاعل).
– ولم نَصحبْ سوى خالدٍ (مفعول به).
– ولا استقبلْنا ضيفاً سواه (صفة).
– وسافر الطلاّبُ سوى محمّدٍ (اسم منصوب على الاستثناء).
– وما سافرت الطالباتُ سوى هند (يجوز بعد النفي، النصب والبدلية: النصبُ على الاستثناء، والرفعُ بالإتباع على البدلية من الطالباتُ).
نماذج فصيحة من استعمال [سوى]
– تمهيد: يتبيّن من النماذج التالية أنّ إعراب [سوى] يكون على حسب موقعها من العبارة:
– قال المتنبي [1]:
سِوى وَجَعِ الحُسّادِ داوِ فإنّهُ
إذا حَلَّ في قلبٍ فَلَيسَ يَحُولُ
[سوى... داوِ]: الأصل [داوِ سوى...]، فـ [سوى] مفعول به وقد تقدّم على فعله: [داوِ].
– قال مجنون ليلى [2]:
أَأَتْرُكُ ليلى ليس بيني وبينَها
سِوى ليلةٍ إني إذاً لَصَبُورُ
[ليس... سوى]: ليس، من أخوات [كان] ترفع الاسم وتنصب الخبر، و[سوى] اسمها مؤخر، وخبرها الظرف: [بيني و...].
– قال الفِنْد الزِّمّانيّ [3]:
ولمّا صَرَّحَ الشَّرُّ
فأَمْسَى وهو عُرْيانُ
ولم يَبْقَ سوى العُدْوانِ دِنّاهمْ كما دانُوا
[لم يبقَ سوى...]: يبقَ فعل مضارع مجزوم، فاعله: [سوى].
– قال الشاعر [4]:
لَدَيْكَ كفيلٌ بالمنى لِمُؤَمِّلٍ
وإنّ سواكَ مَن يُؤَمِّلُهُ يَشقَى
[إنّ سواكَ...]: سِوى اسم إنّ منصوب بفتحة مقدّرة على الألف.
– قال عمر بن أبي ربيعة على لسان صاحبته [5]:
وصَرَمْتُ حَبلَكَ إذ صَرَمْتُ، لأنني
أُخْبِرْتُ أنكَ قد هوِيْتَ سِوانا
[سوانا]: مفعول به لفعل [هويت]، و[نا] مضاف إليه.
– قال ابن المولى ليزيد بن حاتم [6]:
وإذا تُباع كريمةٌ أو تُشتَرَى
فسِواكَ بائعُها، وأنت المشتري
[سواك بائعها]: سوى مبتدأ، خبره بائع.
سَوْفَ
سوف: حرف يختصّ بالفعل المضارع، ويخلصه للمستقبل مثل السين، غير أنّ [سوف] في رأي فريق من النحاة، أوسع من السين في مدّة الاستقبال. وتدخل عليها لام التوكيد، نحو: «ولَسوف يُعطيك ربُّك فترضى» [7]
السِّين
السين: حرف غير عامل. يختصّ بالفعل المضارع، ويخلّصه للاستقبال، نحو: [ستذهب]. والمعنى أنك تذهب فيما يُستقبل من الزمان.
عَدَا
– أداةٌ يستثنى بها، لتضمّنها معنى [إلاّ]. والاسمُ بعدها يجوز جرُّه ونصبُه.
– فمن الجرّ قول الشاعر [8]:
أَبَحْنا حَيَّهُمْ قَتْلاً وأَسْراً عَدا الشَّمْطاءِ والطفلِ الصغيرِ
[الشمطاء]: من خالط سوادَ شعرها بياضُ الشيب.
– ومن النصب قول الشاعر [9]:
عَدا سُلَيْمَى وعَدَا أباها
– فإذا اقترنت بها [ما] وجب النصب، وامتنع الجرّ، ومنه قول مروان بن أبي حفصة [10]:
ما عدا المُجْتَدَى أباكَ وما مِنْ راغبٍ يَنْتديه إلاّ اجتداكا
– وقولُ الشاعر [11]
تُمَلُّ النَّدامَى ما عَدانِي فإنني بكلِّ الذي يَهْوى نَدِيمي مولَعُ
عَسَى
فعلٌ غير متصرّف، من أفعال الرجاء. ولها وجهان:
– الأول: ناقصة تعمل عمل [كان]، سواء اتّصلت بضمير، نحو: [عساه عساكم] إلخ... أو لم تتّصل به، نحو: [عسى خالدٌ...]. ويكون خبرُها فعلاً مضارعاً - قولاً واحداً - مسبوقاً بـ [أَنْ]، أو غير مسبوقٍ بها، نحو: [عسى خالدٌ يسافر = عسى خالدٌ أنْ يسافر = عساهُ أن يسافر].
– والثاني: تامة ترفع فاعلاً، وذلك إذا تجرَّدَت من اسم لها، ظاهر أو مضمر، نحو: [عسى أن نسافر]، فيكون المصدر المؤوّل مِن [أنْ والفعل المضارع بعدها]، هو الفاعل.
تنبيه: جاءت [عسى] بمعنى [لعلّ] عاملةً عملها: ناصبةً للاسم رافعة للخبر. ومنه قول صخر بن جعد:
فقلت عساها نارُ كأسٍ، وعلّها تشكّى فآتي نحوَها فأعودُها
نماذج فصيحة من استعمال [عسى]
– «فعسى اللهُ أن يأتيَ بالفتح» [12]
[عسى]: في الآية ناقصة، عاملة عمل [كان]. ولفظ الجلالة اسمها، وخبرها المصدر المؤوّل من [أنْ] والفعل المضارع [يأتيَ].
– «قال عسى ربّي أنْ يَهْدِيَنيْ سواءَ السبيل» [13]
[عسى]: ناقصة، عاملة عمل [كان]. و[ربّي] اسمها، وخبرها المصدر المؤوّل من [أنْ] والفعل المضارع [يهديَ].
– قال الشاعر:
عسى الكَرْبُ الذي أمسيتَ فيهِ
يكونُ وراءَهُ فَرَجٌ قريبُ
[عسى] في البيت ناقصة عاملة عمل [كان]. و[الكربُ] اسمها مرفوع. ويلاحظ هنا أنّ الفعل المضارع [يكون] غير مسبوق بـ [أنْ]، وينشأ عنه أنّ خبر [عسى] في هذه الحال هو جملة الفعل المضارع: [يكون وراءه فرجٌ].
– «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرٌّ لكم»
[14]
تكررت [عسى] في الآية مرتين، وهي في كلتيهما فعلٌ تامّ لا يطلب اسماً وخبراً، بل يطلب فاعلاً. وذلك أنها تجرّدت من اسم لها ظاهرٍ أو مضمر. وتلاها [أن] وفعلٌ مضارع منصوب بها: [تكرهوا، تحبوا]، ومتى كان ذلك (أي: متى تجرّدت من اسم لها، وتلاها أنْ وفعل مضارع) كانت تامة، وكان فاعلُها المصدرَ المؤوّل من [أنْ] والفعل المضارع. ومثل ذلك قولُه تعالى:
– «عسى أنْ يبعثكَ ربُّكَ مقاماً محموداً» [15]
فهي هنا تامة، والمصدر المؤوّل من [أنْ يبعثك ربُّك] هو الفاعل. وذلك كثير في القرآن، ومنه أيضاً:
– «لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم» [16]
فإنّ [عسى] هنا تامّة، فاعلها المصدر المؤوّل من [أن يكونوا...].
– «قال هل عسيتم إنْ كُتِب عليكمُ القتال ألاّ تقاتلوا» [17]
[عسيتم]: عسى في الآية ناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر. وذلك أنها اتّصلت بضمير، ومتى اتّصلت به كان هو اسمَها ودليلَ نقصانها. وأما خبرها فهو المصدر المؤوّل من [أنْ] و [تقاتلوا]. ومثل ذلك طِبقاً قولُه تعالى:
– «فهل عسيتم إنْ تولَّيتُمْ أنْ تُفسدوا في الأرض» «(محمّد 47/22)»
فضمير المخاطب المتّصل بها هو اسمُها ودليلُ نقصانها. وأما خبرها فهو المصدر المؤوّل من [أنْ] و [تفسدوا].
مشاركة منتدى
11 تشرين الأول (أكتوبر) 2016, 12:43, بقلم aseel
الموضوع جدا رائع والمزيد من التقدم يا رب😄😄
9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019, 11:53
سنفعل:سين حرف استقبال مبني على الفتح
نفعل فعل مضارع مرفوع وعلامه رفعه الضمة