الجمعة ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

سلامٌ على أنثى

مؤيد عبد الكريم حوري

سلامٌ من صميمِ القلبِ يتلى
ويهطلُ مثلَ غيثٍ ليسَ وبلا
على أنثى بحفظِ اللهِ تنمو
كسوسنةٍ، كزنبقةٍ وأحلى
كشلالٍ منَ الأقمارِ يمشي
وينثرُ بينَ خلقِ اللهِ فُلَّا
على امرأةٍ لها في الرّوحِ بيتٌ
وفي العينينِ محرابٌ وقبلةْ
لها في القلبِ مملكةٌ وعرشٌ
كعرشِ الشَّمسِ عالٍ بلْ وأعلى
لها عينانِ كالأنهارِ تجري
وبالأحلامِ والأشعارِ حُبلى
وخدٌّ مثلَ وجهِ الصُّبحِ زاهٍ
ومنهُ النُّورُ للدُّنيا أطلَّا
كنجمٍ في سماءِ الكونِ يحبو
دليلاً إن غفى قلبي وضلَّا
وثغرٌ باسمٌ ملآنُ ورداً
ومنهُ الشَّهدُ رقراقاً تدلى
كبرعمِ زهرةٍ ما زالَ غضاً
كحبةِ فُستقٍ حجماً وشكلا
لها صوتٌ كعزفِ النَّايِ عذبٌ
وفيهِ الحسنُ منْ ربّي تجلى
سلامٌ ليسَ يبلغهُ سلامٌ
عظيمٌ صادقٌ جزءاً وكُلَّا
على أنثى كمكةَ في بهاها
كزمزمِ وجهها طُهراً ونُبلا
كمكةَ حولَ عينيها بحبٍّ
فؤادي طافَ سبعاً ثمَّ صلّى
على أنثى حباها اللهُ حسناً
كما القرآنِ باقٍ ليسَ يبلى
كحسنِ الشَّامِ والأقصى فريدٌ
وليسَ لحسنهِ في الكونِ مِثلا
سلامٌ ألفُ ألفٍ منْ سلامٍ
على أنثى منَ العينينِ أغلى
كنفسي اليومَ تسكنني وإنّي
أهيمُ بحبها روحاً وعقلا
ورغمَ الشَّيبِ في شعري وعمري
على يدها الفؤادُ ينامُ طفلا
على أنثى بفضلِ الحبِّ صارتْ
ملاذاً آمناً، وطناً وأهلا
طبيباً بابتسامتهِ يداوي
ضلوعي إنْ بها سقمٌ أحلَّا
وينبوعاً بهِ أروي فؤادي
إذا يوماً بهِ الفرحُ اضمحلَّا
سلامٌ ليتَ يبلغها سلامي
وتعرفُ أنَّني قدْ صرتُ كهلا
وتعرفُ أنَّ قلبيَ في سعيرٍ
وفي نارِ الحنينِ يذوبُ يصلى
وأنَّ الشَّوقَ أفقدني صوابي
وصرتُ بحبها مجنونَ ليلى
وأنَّيَ حينَ ألقاها بلاديْ
أراها حُرَّةً جبلاً وسهلا
أرى هارونَ في بغدادَ يمشي
ويزرعُ قلبها علماً وعدلا
أرى صنعاءَ تنعمُ في رخاءٍ
وعنها الفقرُ والبلوى تولّى
أرى تطوانَ إنْ بيروتُ نادتْ
تُلبّي غوثها قولاً وفعلا
أرى الأحلامَ والآمالَ حقَّتْ
أرى الأقصى تحرَّرَ واستقلا

مؤيد عبد الكريم حوري

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى