
زائرتي
ألند إسماعيل
تجلسُ أمام نظراتي الشاحبةتتأملنيتتمنى لو كنت رهن إشارتهالم تفتح لي نافذة عشقنا بعدتلك المتراكم عليها خيوط العناكبوغبار الأيامالتي شهدت على أروع لحظة في ذكرياتناقبل أن تشد رحالهاإلى ما بعد البحارحيث الجليد وأهازيج المتعةما فائدة كل ما حولكإن لم تلاقي فؤادايحميها من خيانة البعدو تأجج الاشتياقفالعودة كانت مآلهااستقبلتها بجمر أنفاسيونزيف جروحيفي ذاك المكانالذي ذبلت فيه ورودناوودعنا فيه أمانينامكان مهجور من العبادلم يتعرف فيه احد منا على الآخركأننا أغراب لم نلتقي من قبللم نتذوق مرارة السهر و آهاتهبقيت أتأمل وحيداًعند المساء المخيم علينا ظلامهكي يزرني طيفها القادم من الماضيعائداً مع النسيم الهادئالمرطب بقطرات الندىبردت قهوتناتنتظر انفجار بركان عواطفنافالابتسامة نصنعهابحياء لم يبرح شفاهناتمزقت أوراق تلهفنا المعتوهةيا لقسوة ضمائرناووحشية همساتناأتسال في نفسي حائراًيا ترى من يكون الجلاد ؟هل الزمن خالف وزره؟!أم نحن نمتلك العيوبلم تخلوا تصرفاتنا من ارتكاب الخطايانحن هيكل خالٍ من الأحاسيسقد غرقتنا أمواج السقمِشغفنا أصبح في عداد الموتىحتى كراسينا ملت جلوسنا عليهاتندب مصيرنا المجهولتتألم لنبض قلوبنا الخافتهيا انصرفي يا زائرتيلينتهي هذا اللقاء بوداعٍ أخيرلا تتركي أي شيء يتعلق باسمكِويتقلد رائحة أنفاسكِارحلي من هذا المكانانهضي من فوق مائدتياتركيني أندب حظيأمام كأس انهياريارحلي ودعيني وحيداًعذراًفقد انتهى وقت الغشيانليكن لصمتنا نداءً للنسيان
ألند إسماعيل