

رَحِيقُ أنَاهُ فِي مِيزَانِ صَدْرِهَا الأبَدِيِّ
الْكَلامُ كَالصَّمْتِ
(بِإيمَاءَاتِهِ وَإِشَارَاتِهِ وَبَرَاءَاتِهِ)
وَاضِحٌ وَجَلِيٌّ
لَوْلاَ غُمُوضُ الْقَارِئِ
1.مَسْأَلَةُ وَقْتٍ لاَ أَكْثَروَيَعْصَرُ الْقَمَرُ رَحِيقَ أَنَاهُمِنْ قِبَابِ قَبْرِهِ السَّمَاوِيّْوَسَيَبْتَسِمُ هُوَ أَخِيرًا وَكَثيرًا(وَدُونَ رَسْمٍ بِلَوْنٍ أَصْفَرَ عَلَى الشِّفَاه)بِاسْتِهْزَاءٍ وَتَشَفٍّأَنِ اخْتَبَأَ طَازَجًا إِلَى حِينِهِ،هُنَاك.2.تُحَلِّقُ قُبَّرَتُهُ الْبَيْضَاءُ فَوْقَ رَأْسِهِ الأَعْلَىتَبُثُّهُ رَغْبَتَهَا وَجُوعَهَا إِلَيْه،وَتَدْعُوهُ مِنْ عَلٍإِلَى عَلٍ:أَنْ يَتَأَمَّلَ بَيَاضَ جَنَاحَيْهَا الْعَطِرَيْنمُقَابِلَ سَوَادِ الأُخْرَيَاتِ الْكَامِل.3.لاَ يَمِيلُ إِزْمِيلُهُ إِلاَّ إِلَى ظِلِّ مَرْمَرِهَا؛يَنْقُشُ فِيهِ أَلْوَانَ طَيْفِهِ السَّاحِرِيَّةفَلاَ يَخْدُشُهُ بِحَوَاسِّهِ الْمُتَصَاعِدَةِ مِنْ طِينِ شَهْوَتِهِإِلَى قَرَارِهَا الْمَكِينمِثْلَ لَبْلاَبَةٍ شَبِقَة.4.الْجَسَدُ وَحْدَهُ مُمِلٌّ لَوْلاَ سِيَاحَةُ الرُّوحِ فِيه..هكَذَا تُؤَوَّلُ شَهْوَةُ الرَّائِي.5.تَمُرُّ الشَّمْسُ عَبْرَ الزُّجَاجِوَيَظَلُّ بِكْرًا،وَيَمُرُّ صَوْتُهُ عَبْرَ شَفَافِيَّتِهَاوَيَخْتَفِي فِيهَا.6.تَوَاءَمَا فِي لَحْظَةِ اخْتِلاَف؛فِي غِنَائِهِ سَحَابَةٌ تَنْثُرُ رَذَاذَ جُهْدِهِ عَلَيْهَاوَفِي عِطْرِهَا مُوسِيقَى مَلْسَاءُ تَفْرُشُ سَرِيرَ لِقَائِهِمَا..مَعًا هَبَطَا عَلَى مُدَبَّبَاتِ الأَرْضوَلَمَّا تَلْمَسْهُمَا بَعْد.7.يَتِيهُ لَمْسَةً عَارِيَةً فِي وَعْيِهَا الْمَجْهُولوَلاَ يَتَّقِي الْتِصَاقَهُ بِحَوافِّهَا الْبِدَائِيَّةأَوْ بِجُمَلِ نَظْرَتِهَا الْغَامِضَة..يَتَسَاءَل:هَلْ تَسْرِي كَهْرُبَاءُ مُفَاجَأَتِهِ فِي لَحْظَاتِهَا الْمُعْتِمَة؟لَيْسَتْ جُثَّةً سَاخِنَةًهكَذَا يُحِسُّهَا تُحِسُّهُ..تُرَى:مَنْ يَشْحَنُ مَنْ(بِطَاقَتِهِ السَّاكِنَة)فِي وِصَالِ ظِلَّيْهِمَا الْمُفْتَرِقَيْن؟8.دَاخِلَ إِطَارِ لَوْحَتِهَا إِطَارٌ آخَروَدَاخِلَ الآخَرِ صُورَةٌ نَافِرَةٌبِأَلْوَانِ طَائِرٍ فَادِح،وَمَا بَيْنَهُمَايَخِفُّ لَهَا حَارسًامِنْ بَشَاعَةِ تَفَتُّحِ أَوْرَاقِ بُغْضِ الْعُيُون.9.إِنَّهَا فِي وُضُوحِ رُؤْيَةِ الأَعْمَىإِلاَّ أَنَّ جَاذِبِيَّتِهَا تَتَكَاثَرُ دَائِمًابِطَعْمِ الْحَامِضِ السَّلِسوَالْبِهَارِ الرَّنَّان؛سَهْلَةَ الْقِرَاءَةوَصَعْبَةَ الْحَنِين.10.صَافِيَةٌ وَبَاهِرَةٌ بِبَاطِنٍ عَذْبيَتَلاَشَى فِي أَغْوَارِهَا الْحَالِمُ الْعَارِيثُمَّ يَسْتَيْقِظُ مُتَوَّجًا بِحَرَارَةِ خُلْجَانِهَاوَلَمْ يَزَلْ يَتَفَوَّهُ:الْعَطَش.11.مَضَتْ فِيه؛نِصْفُ لَيْلَةٍ،وَنِصْفُ وَرَقَةٍ،وَنِصْفُ دُوَاةٍ،وَنِصْفُ مَقْعَدٍ،وَنِصْفُ طُقُوسِ أَشْيَائِهِ الْحَاضِرَةأَمَامَ جَبَرُوتِ أُلْفَتِهَا الْكَامِلَةِ يَرُدُّهُإِلَىالْبِدَايَة.12.تَحْفُرُ ظِلَّها الصَّارِخَ فِي أَشْيَائِهِ وَتَمْضِيبَعِيدًا... إِلَيْه؛هِيَ رَوْنَقُ الصُّورَةوَهُوَ أَصْلُ التَّجَلِّي.13.لأَنَّهُ يُحَاوِلُ النُّشُورَ فِي الْكَلاَمسَيَسْقُطُ خَرِيفُهُ تَحْتَ قَدَمَيْها،خَاضِعًا مِنْ رَهْبَتِه؛مِثْلَ جَنَّةٍ مُنْتَظَرَة،وَسَيَرَى أَعْمَالَهُ الطَّهُورَةَ- الْعَذْرَاءفِي مِيزَانِ صَدْرِهَا الأَبَدِيِّ، وَقَدْ تَسَاوَتْرَجْفَةُ ثَمَرَتَيْه.