الجمعة ٢٤ آذار (مارس) ٢٠١٧
بقلم
رقصةُ القُرصان
الليلُ يبدو صورتينِوخَلفَ دمعتِهاتسيرُ فيرتوي منها الغيابْفي زحمةِ الأطفالِ تلعبُوالضفائرُ من خيوطِ الشَّمسِ خضَّبَها الضَّبابْوطنٌ لهُ طعمُ الشِّتاءِفلا ينامُ الأمسُ في دِفءِ القلوبِوصوتُ "سلمى"لا يزالُ محمَّلاً ببراءةِ الأيامِيحملهُ السَّحابْ**وتقُصُّ أنباءَ المذابحِ في المساءِوترسمُ الذِّكرىوينطق ثَغرُها " أخي نضالْ "كم ظلَّ يلعبُ في حديقةِ بيتنايجني ثمارَ البُرتُقالْوتذكرُ من طفولتِهاذويها حينما رحلواترددُ أنَّهم سارواوقد حمَّلتُهم شوقيأخيأختيوبعضاً من حنانِ أبيوأمي حينَ تُغمِضُ عينها فوقيعُدِّيأناملكِ الصغيرةْقِصَصٌ هي الأعوامُ تُتلى في انكسارٍوالمآذنُ باكياتٌوالحمامُ يطيرُ فوقَ البيتِوالدنيا قصيرةْعوديفقلبُكِ راجفٌويداكِ ترتعشانِ من هولِ الذخيرةْهذي ملامحُكِ البعيدةُسوفَ تُصبحُ بعدنا تمثالَ فخرٍ للدِّماءْفلأنتِ روحٌقد أتيتِ مُبكِّراًلا أنتِ من نورٍولا عيناكِ من طينٍ وماءْأنتِ القصيدةُ في يديَّإذا ابتسمتِ تُقبِّلُ الأرضُ السَّماءْكانت تعدُّ أصابعَ الحلوىتخبِّئُ رُقعةَ الفستانِتفتحُ كلَّ نافذةٍ تطلُّ على الصَّباحْكانت تُرتِّبُ غُرفةَ النومِ الصغيرةَوالعرائسَكي تنامَ على وسائدِها الجِراحْالآنَ يصفعُكِ الحنينُ و ذا بكاؤكِ في المَدىفالشِّعرُ يُقرأُ في بلادٍلا ترى في النورِ ما قَد مزَّقتهُ يدُ الرِّماحْكمشكاتينِتغتالينَ كهفَ ظلامِ قريتِناوقريتُناكقنديلٍ يُحاصِرُهُ نضوبُ الزيتْوملءُ مدامعي شَغَفٌلنكهةِ قهوتي في البيتْلجدَّتِناإذا نادَت على سلمَىتقولُأتيتْهي لحظةٌ أُخرىوتبدأُ رقصةُ القُرصانِ فوقَ سفينةِ الموتَىفتحتَضِرُ الضَّحيَّةْلا شيءَنحنُ مُعَذَّبونَمُغيَّبونَمُشَرَّدونَمُهَمَّشونَ مِنَ القَضِيَّةْأنا ميتٌمُنذُ ابتسامِ رصاصةِ المتقلِّبينَوليسَ لي في الموتِ دِيَّةْلكنَّ فجراً ما سيذكرُنيوسوفَ يطلُ من عينيكِ أيتُها الصَّبيَّةْالصُّبحُ آتٍليسَ بينَ الموتِ والموتِ انفصالٌوالحدائقُ فتَّحتْ أبوابَها في وجهِ كلِّ العابرينْبينَ الأصابعِ رعشةُ الماضيوخوفٌ مِن غَدٍنأوي إلى غارٍوننتظرُ الحمامَ ونحنُ بينَ المُتعبينْالفجرُ أقربُ مِن بكاءِ الليلِأيتها الصغيرةُوالوقوفُ على الجراحِسيُنبِتُ القمحَ المُندَّى فاحملي عنِّي الدَّمارْلا ليسَ لي في الأرضِ نَهرٌجفَّ هذا النَّهرُ مِن بَعدِ الحِصارْإنِّي أنا العربيُّ حرفاًفاكتبي نبضَ الفؤادِ من اليمينِإلى اليسارْ