

رفاق الحكواتي في ربوع كردستان
مسرح المضطهدين في اربيل، كردستان العراق

كان حضوره في أربيل فسحة أمل كبيرة، في أن يكون موطنه الثاني في الشرق الأوسط كردستان؛ حين احتضنت ربوعه هذه الهالة العظيمة، وقدم رفاق الحكواتي في أرجاء المعمورة أجمل قصصهم وحكاياتهم من (رايح جاي) و(سلام يا أبو سلام) وغيرهما مما عبّروا فيه عن الآلام والقهر الذي تجسد على مسارح أربيل، دهوك وكركوك.
مسرح المضطهدين في اربيل، كردستان العراق، حيث تجسد المسرح للمرة الأولى بحلته الجديدة وبأداء رائع، جاء هذه المرة بموعد متأخر علينا وبزمن لاحق، حيث انه ولد في البرازيل على يد مطوره (غواستبوال) منذ ما يقارب خمسة عقود من الزمن، ثم عرف في فلسطين على يد بعض الرفاق الذين شكلوا فرقتهم الأولى للمسرح في ظل ظروف قاهرة! واستمر نضال رفاق الحكواتي في عمل دؤوب ليتمخض الحكواتي عن فرقة (عشتار) ومنها يولد (مسرح المضطهدين).
مسرح يجسد معاناة الشعوب المضطهدة في تجسيد آلامها وأوجاعها بشكل حضاري سلمي بعيدًا عن أي عنف، وكان في تصوري أن المسرح لا يقتصر إلا على عروض درامية ومنها الكوميديا تحديدًا، كما تعودنا أن نراه فبات هوية راسخة للمسرح العراقي والعربي عمومًا، حتى بدأ مؤخرا برنامج جديد بحلة مبتكرة وفكرة غريبة على مسرحنا وثقافتنا.

(مسرح المضطهدين) مسرح يجسد معاناة الشعوب ويفرغ كبت المظلومين والمضطهدين في المجتمع، حيث أن فن المسرح يعتبر أقدم فن خلده التاريخ، وأكثر فن أهمله المجتمع في وقتنا الحاضر، وبرغم التشتت الذي نعيشه اليوم، وحاجتنا الى دور الفن والثقافة للملمة شتاتنا الحالي، فإننا لا نرى إيلاء وسائل الإعلام أو منظمات المجتمع المدني المعنية بالثقافة أية مراعاة لهذا النشاط، كنقل خبر عنه، أو أي دعم معنوي لعمل مسرح المضطهدين في العراق.
للثقافة والفن دور مهم في دعم المجتمع للتخلص من الجهل والسلوك العنفي، بل تمنحه حياة المثقف الواعي لحل سلمي هادف، بعيدًا عن أي تعصب وازدراء بالآخر. وللفن والثقافة دور في قيادة المجتمعات بشكل راقٍ. وما من مجتمع يرسخ فيه مبدأ وقضية يناضل من أجلها، وفكرة يجسدها؛ حتى ازدهر.
نأمل أن تكتمل الصورة وتتشكل فِرق حقيقية لرفاق جدد ومسرح وليد الساعة، ليكون منبراً حراً يعبر من خلاله عن معاناته كل مضطهد في مجتمعاتنا اليوم، ونرتقي برقي هذا الفن ونسعى دؤوبين لنشر الثقافة وتفعيل دورها من أجل حياة كريمة راقية. ونسعى لأن نحيل احتجاجنا ومظاهراتنا الدموية الى مظاهرة ثقافية تجسد ما نعانيه وما نُضطهد به.
لئن نسيت ما نسيت فلن أنسى دموع جدتي (يازي) و لا دموع (فرح) حين اغرورقت أعينهما أمام المسرح في عرض جسد آلام الأمهات واكتمل قمره في قلوب الصغار.
مشاركة منتدى
١٦ أيلول (سبتمبر), ١٧:٥١, بقلم ماجد عاطف
في المسألة الكردية بعد انتهاء الحرب الباردة وغزو العراق وأوسلو، تغيّرت عوامل كثيرة. لم يعد ممكنا الاستمرار في القضية الكردية إلا ضمن تقسيم 4 أجزاء من دول مجاورة، إضافة إلى الحصول على التمويل الغربي والتسليح. الظاهر العسكري واضح جدا من حيث الدعم الأمريكي، وفي الخفاء الحضور الصهيوني.
لنفرق بين الأكراد كجزء من النسج الاجتماعي يعود لآلاف السنين، الريفيين والفقراء والمهمّشين، وبين الاستعمال لهم، خاصة الأمني المخابراتي.
بالطبع هناك حاجة للتحسين وتوفير الكثير من الخدمات، بل وهناك مشاركات حكومية وحكم ذاتي موسع ومشاركة برلمانية. كل هذا معروف ولست بصدد التطرق إليه، إنما المدخل الفلسطيني المتساوق مع الطرح الصهيوني، والمحسوبون الفلسطينيون على اليسار بعد أن ارتبطوا أمنيا.
تبين بوضوح أن مقاومة المعسكر الاشتراكي في حينه، لم يكن لأسباب ايديولوجية، لأن الغرب الآن إنما يقوم بتقويتها.
للأسف، تستعمل القضية الفلسطينية وحيويتها واجماع الشعوب عليها، بشكل مضاد. أنا مهتم بالمؤسسات الثقافية لشدة الخطورة، ومن الأفضل للأكراد أن يتولوا أمورهم بأنفسهم وليس تسليمها لممولين. لمئات السنين لم تكن هنالك حدود ولا حاجة لها. التقيت باخداهن على الانترنت، الأ,روبية التي لها نظرة مشوهة، وكانت تراهن على التفكيك في العراق وسورية، ضمن (شرق أوسط) والحمدلله أن عاكستها الأحداث. أشعرت حكومتها بما قد تكون هي مرغمة على المضي فيه.
ينطبق الأمر على الأشوريين والأمازيع، لدرجة ابتكار ديانات من المستحيل أن تكون قد حافظت على ارث فعلي لها.