الأحد ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

رسالة إلى راينر ماريا ريكليه

محمد العزوزي

الشاعر الذي انقطعت عنك رسائله
لم تعد له الرغبة في كتابة الشعر
لأن القصيدة لعوب جدا
ك"لوسالومي"
و ليس بمستطاعه مجاراتها
في إيقاعها
و مزاجها المتقلب
فكل ما يريده من الشعر
أن يجد مقطعا شعرا
يقرأه بشغف رومانسي
عندما تحاصره الثلوج في فصل الشتاء
و ينظر بهدوء من خلف الزجاج
إلى ندف ورود ودوائر
تتشكل في قصيدة
يريدها أن تطل على فصل الربيع
في أسرع وقت ممكن
الشاعر الذي انقطعت عنك رسائله
يفكر في أشياء أخرى
غير الشعر
يفكر في "الساعات " التي سيعطب بها
الوقت
ليمشي بسلام إلى عزلة
تدله من دون علامات تشوير
إلى نفسه
ليرتاح من نفسه
في نفسه
يفكر في حلم يبدد به
سنين عمره المتبقية
دون أن يقف أمام الفراغ
وجه لوجه
دون أن يكلم الواحد منها الآخر
نكاية في صيغة شعرية
أخطأت الطريق إلى الحياة
فدخلت قصيدة رديئة
مضطرة
دون أن تفكر في صيغة للخروج
فاختنقت
بعد أن أطبقت على أنفاسها
استعارة مبتذلة
الشاعر الذي انقطعت عنك رسائله
له رغبة أخرى
رغبة في لغة أخرى
يريد أن يشكل مفرداتها
على مزاجه الشخصي
دون أن يضطر
يقبل القصيدة
كأقدام "لوسالومي"
يريد أن ينحت صخر استعاراتها
على مقاس
أفكار صادفها عندما كان في الطريق إلى نفسه
فأغوته بالحياة
لأنه ليس كل الطرق
التي تمر بالشعر
حتما تؤدي للحياة
ففكر أن يكتب رسائلا
للحياة
عوض أن يكتب الشعر

محمد العزوزي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى