السبت ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
رائعة حفيد أبي تمام
بقلم
رحلة بين فضاءين
وقـفــتْ وحـيـّـتْ بـالســلام الأمـثـــلِِو أنــا شــريــدٌ فـي دروبِ تـأمّـلـــيأعــدو وراء الـذكــريــات يـقـودنــيطيــفٌ لـه أرخـيـتُ حـبــلَ تـوسّلــيقالـت: أتسمـح لـي؟ فـقـلـت مرحبـاً:يـا جـارتــي عبـر الفضـاء تفضَّـلــيجـلَســتْ بـجـانـب شـاعــر متـشــردٍهـو عـن مطـارحةِ الحديـثِ بمعــزل ِجلسـتْ وألـف سحابـةٍ مـن حـولـهـاتـنـدى بـأشـذاءٍ و عـطـر سَـفـَرْجـَـل ِنفضــتْ علـيّ الطيـبَ حيـن تحـدّثـَتْفـأفـقــتُ مـفـتـونـاً بـلـثـغــةِ بـلـبــل ِ!قالـتْ: رجـاءً لـو ربـطـتَ لمـقـعــديهــذا الـحــزامَ فــإنــه لــم يُـقـْـفـَــــل ِفـأجـبـتـهــا: مـا غـيـّـرتْ أقــدارَنـــاأقــفــالُ أحــزمــةٍ فــلا تـتــوجَّـلــــي٭٭٭٭٭مـن أين أنتَ؟ أنا أبـنُ ألـفِ مـديـنـةٍرضعتْ بنيهـا من مضـاغ ِالحنظـل ِ!وأنا الغدُ المجهـولُ.. قـافـلتـي علـىنـار ٍ تسـيـرُ وليـس لـي مـن منهـل ِوأنـا مـزاجُ الأمــس ِ خالـط َ يـومَـهُفـي كـأس ِ مائـدةِ الغـــدِ المـتـبــدّلِ ِعـبـثـتْ بــه الأيـامُ فـَهـــو حثـالـــة ٌفـي قــاعِـهــا لـكـنــه لــم يـثـمَــل ِ!أنا مَنْ سكبتُ على الدروب ِطفولتيوأتـيـتُ أجـمـعـها زمـانَ تكـهُّـُلــي!مـاذا سـأجـمـعُ والـبـقـيـَـة ُلـم تـعــدْتغري ولا يغري المليحة َمحملـي؟!أفِلتْ شمـوسُ الأربعـيـنَ و لـم يـزلْنـجـمُ الـتـشـردِ سـاطعـاً لـم يـأْفـَـل ِ!أمضيتُ نصفَ العمر ِمغتربَ الخطيفالسهـدُ حقلـي و الصَبابة جدولـي!الشــوقُ أدمـانـي.. أذلَ رجــولـتــيوأنـا عن الوطـن ِالحبيـب كيـذْبـُـل ِ!لا.. لستُ بالضيـف ِالغريب ِ فأهلكمأهـلـي.. ولـكـنََّ الـمـنى لـم تعــدل ِ!قـد كـان لي فيما مضى وطـن وليْحقلي.. وكنت ظننتُ لي مستقبلـــيوظننـتُ أنَ غـدي بلـون ِ قصائـديوبـدفءِ أحلامـي و حجـم ِتخيّـلـــي٭٭٭٭٭لا تسـألينـي عـن مسـار سـفينـتـيفالحزنُ لي أهلٌ..وجرحي منزلــي!فدعي السوالَ عن الهوى وشجونهوعن اغترابي واحتراقي فاسألــي!وعن القنـاديـل ِالتـي فـُقِـئَـتْ وعـنخـبـــز ٍيــدافُ بــأدمــع ٍٍوتــذلـــــل ِوعن أغتيال الفجر ِ..عن سقط ِالورىطـافـوا علـى اعنـاقِنـا بـالفيـصـــل ِوعـن البطـولات ِالرخيصـة ِأنجبـتْعـاراً ونصــرَ أرينـبٍ مسـتفـحــــل ِ!٭٭٭٭٭حصــد الزمـانُ الغـرسَ قبـل أوانـِه ِِمن قال إن الدهـرَ ليـس كمنْجـَــل ِ؟نـاديـت أحـبـابـي.. فـلـمّـا لـم يـجـبْغيرُالصدى ناديتُ ياموتُ اقبـِــل ِ!لا بـــارك الله الــفــوادَ إذا ســـــلاشعباً على نار الفجيعةِ يصطلـــي!قـايـضـتُ فـقــراً بـالـنـعـيـم ِتـرفـعـاًفالخيـش أثوابي وزنـدي مغزلـــيوَسَمَوتُ في بئري زمـانَ تساقطـتْزمرُ الضلال ِعلى الموائد ِمن عَل ِ!٭٭٭٭٭لا يـارعـاك ِاللهُ.. مـا ذَبـُـلَ الـفـتىلو كـانَ بيـن ضلوعهِ قـلـبٌ خلـي!لا يــارعــاكِ اللهُ.. أذبـلنـي الأسـىوالبعـدُِِ عـن أرض ِالحبـيـب ِالأول ِقاضـيـتُ دهــري فارتـأيـتُ لحكمــةٍشـدّ الرحـالِ وأن أفـارقَ موئـلـيأخـتـاهُ مـا يبـكـيــك؟ كـان ِِكـزهــرة ِمـنـديـلـك الـوردي غـيـرَ مُبَـلـَل ِ؟!زَفـَرتْ.. وأحسبني رحقتُ زفـيـرَهافتنفسـتْ روحي عـبـيـرَ قـُرُنـْفـُل ِ!أختاه: قد كشفَ الصُباحُ لتكشفـيعن صبح ِوجهِك ِللشريـد المثكـل ِ!٭٭٭٭٭كَشَفَتْ لترشفَ قهـوةً فـإذا الـدجـىصبحٌ طري الضوءِ غضُ المنهـل ِ!وجــهٌ يـفـيـضُ عليـه نـهـرُ أنـوثــةٍونسيمُ غـابـاتٍ وشـقـرةُ سـنـبــل ِ!صـافٍ كـمـرآة ِالـصـبـاح ِنـعـومـــةً ًفيكـاد يجرحُه الوشـاحُ المخملــي!ضَـجََّ العـبـيـرُ بـه فـَحــطـّم دورقـــاًللطيب ِمن تحت ِالحجاب ِالمسـدل ِ!وتـراقـص الـفـنجـانُ بـيـن أصـابـع ٍشـمـعـيــة الأطـراف ِلا كالأنـمــل ِ!بالله ِيـا هــذا الـمُـضَـيّــفُ لحـظــــة ًزِدْنـي ولا تـبـخـلْ عـلـيََّّ.. فـأجمـل ِأنا لن أخـضُّ يـدي.. ساشـربُ دلـة ًإن كنت في فنجـانِها ستصـبُ لـي!*****حسنـاءُ ياعرسـاً تنـاسـلَ فـي دمـيأعـوامُـهـا العـشـرونَ لـمّا تـكـمــل ِلا تـطـفـئـي قـنـديـل وجـهِِـِك.ِ. إننيعفّ الرﺅى و القلب ِعـفّ المقـْوَل ِِكيف اقتحمـتِ ربـايَ وهـي منـيـعـة ٌفـدخـلـت ِاحـداقـي وكهـفَ تأملـي؟بالأمس ِحصّنـتُ الفـوادَ من الهـوىومـن الجمال.ِ. فكيف لـم يتحمّـل ِ؟خَتـَمَ الأسـى قلبـي وشـرفـة َمقـلتـيوطويـتُ من دهــر ٍلسـانَ تغـزُّلـي!حسنـاء: أشـرعتـي حبيسـة َبحرِهـافَـَخـُذي بهـا نحو الأمان وأوْصلـيشـدّي حـديثـك ِبالحـديـث ِوواصلـيعـزفَ اللحـون ِبلثـغـة ٍ.. لا تبخلي*****هـَتـَفَ المضيّفُ: حانَ وقتُ هبوطنافكـأنـه أعـطـى إشـارة ُمـقــتـلـي؟!قالتْ: أراكَ غفـوتَ؟ قـلت بحسـرةٍ:كيف المنامُ وأنتِ ِما أبقـيـتِ لـي؟!أطـبـقـتُ أجـفـانـي عـلـيـكِ لأنـنـــيأخشـى وداعكِ ياجميلة.ُ. فانزلي!حَزَمَـتْ حقائبَهـا ولـم أحـزمْ سـوىأوراق عمـري في كتـابِ ترحـلـي!مضتِ الجميلة َ َتزدهـي بعـبـيـرِهـاوأنـا؟ رجـعـتُ إلـى رمـادِ تخيـلـي!