رائحة التفاح
أسير بالجبل و الخراف أمامي و أحرك العصا الطويلة ...!!
تلوح أمي بيدها لكي تودعني:
– عد باكرا ولا تتأخر، الظروف مخيفة هذه الأيام.
أسمع صوتا يقترب أكثر فأكثر مني فأقف في مكاني ، أحرك رأسي و أنظر للسماء فإذا أجد طائرة تحلق فوقي..!!
أصابني الذعر و الارتباك فتركت خرافي، و ارتميت نحو الأعشاب لكي لا تراني الطائرة.
وضعت كلتا يدي على أذني لأني لا أريد أن أسمع صوت الطائرة المخيف، و إذ تهتز الأرض بقربي و كأن زلزال قد وقع..!!
أشم رائحة التفاح تعطر الهواء، و إحساس بالدوار يصيبني فأغمضت كلتا عيني.
أجد يد تلامس وجهي ففتحت عيني، و إذا أجد اللون الأسود ولا شيء سوى اللون الأسود، أفرك عيوني و أقول بصوت مرتفع:
– من أطفأ الضوء، أين أنا، ماذا حدث، لماذا أنا أرى فقط اللون الأسود...؟؟
فأجد صوتا يقول لي و يده تلامس وجهي:
– هل كانت رائحة التفاح أخر رائحة شممتها...؟؟
أجبت بسرعة ومن دون تردد:
– نعم فلقد شاهدت طائرة، وبعدها حدثت هزت عنيفة و شممت رائحة التفاح ..!!
فإذا صاحب الصوت يقول لي:
– يا مسكين، لقد فقدت نظرك بسبب هذه الرائحة..!!
و بعدها علمت بأنني تعرضت لأحد الأسلحة و بأن رائحة التفاح أفقدتني بصري و أخذت مني أمي كذلك.