الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

رؤى

يوسف كوزاغار

هلْ بِعتَهُ في الريِّحِ ذاتَ خِيَانةٍ وهلْ اكتفَيْتَ من الجمال بِعُمْلَهْ
"أحمد بخيت"

1.

لا أحمل صور العائلة في قلبي،
والكلمات جَوارٍ
اشتراها لي أبي- بعد أن باعني- لأول قافلة تمضي إلى صحراء الحياة،
والحكمةُ كانتْ-لأن اسمي يوسف- واقتداء بالتاريخ،
أن أصبح مثلما يتخيل : عزيز اللغة.
لا أحمل صور العائلة في قلبي،
ولستُ عزيزا،
لأني-منذ الرحلة الأولى-
لا رؤيا
ولا بئر
ولا سنابل.
وهو أيضا:
لا حزن
ولا بياض في عينيه
وقد صدّق الدماء حتى قبل أن يراها.
لا أحمل صور العائلة في قلبي،
ولستُ عزيزا،
وإن حلمتُ ذات مرة بشيء ما،
فأن أعلق فقط-في حضرة أبي-
على مشانق المجاز،
وتُدعَى كل أصناف الطيور
لِتأكل ما تبقى من الحروف في مخيلتي.

2.

أنا منذ الحزن الأول
صانع فرجة
أجوب الطرقات،
وأقرأ أشعارا للذين يفضلون الاستعارة على المشي فوق الماء،
أقودُ هذه الكلمة من حبل المشنقة إلى حبل صوتي،
وأُذكّر أبي بأنّ ٱخر مرة ابتسم فيها كانت منذ عشرين عاما.
"" يا لحُزنِ أبي""
وأخيرا أُعرِّف نفسي على هذا اللساني الذي يصنع الكلام في فمي،
ويقول منذ اللقاء الأول:
"" يا لحزن أبيك""

أنا منذ الحزن الأول
طقس عبور
منّي تَعْبُرُ هذه الظلمة إلى نفوس الشعراء،
وهذه الكلمة إلى حبل المشنقة،
وهذه العاشقة إلى صورتها في المرٱة.
الكتابة عندي دائما هكذا،
أبدؤها صانع فرجة،
يتسلل طيف أبي إلى ليل القصيدة،
ثم تُصبح جدارا من المرثيات.

3.
بأسفٍ شديدٍ
سَيَنصَهِرُ وَجهُهُ في مَعْمَلِ الكتابةِ،
وَسَيَتَفاجأ هذا الحَدَّادُ بالمَعْدِنِ الذي يخرجُ من خَيالِ الطِّفلِ،
وسيُعيد اختراع فكرة قديمة:
أحتاج إلى الصائغِ، كي أحوِّل هذه الحرُوف إلى رُؤيَا،
وإلى حديدِ اللغةِ كي لا تصدأَ الكلماتُ في رِمالِ الوقتِ،
وإلى قارئ-وهو الأهمّ-
كَيْ أفهمَ أيّ حشيشٍ تدخِّنُهُ الأعصَابُ كلما قرأتُ نصوصَ الأنبياءِ الحقيقيينَ؟
ولم أحمّل أبي عبء العالمِ؟
وأيّ نهايةٍ ستليقُ بِي؟.
الفكرة قديمةٌ
وصوتِي أخذْتُه من صَفِير الرِّيح،
ومُزاجِي مُزَاجُ كلبٍ، لا يهدأُ حتّى يَقبِضَ على الشيَاطِين التي تقتحِم ليلَ الكلمات.

يوسف كوزاغار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى