الخميس ١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم محمد صلاح عطيطة

ديوان بأرقام سرية لميسرة صلاح الدين

ميسرة صلاح الدين شاعر مصرى معاصر من مواليد الاسكندرية صدر له حديثا عن دار صفصافة للنشر والتورزيع ديوان بعنوان لأرقام سرية وهو الديوان الفائز بالمركز الاول فى المسابقة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة كاحسن ديوان فى شعر العامية لعام 2008/2009

وميسرة صلاح الدين من الشعراء الذين تتمتع موهبتهم بالصدق الشديد والتكثيف والايجاز مع العمق والبساطة وذلك الى جانب التجديد على مستوى الفكرة واللفظ والصورة الشعرية وديوان ارقام سرية من حيث الشكل يبدو للوهلة الاولى انه مطبوع صغير يحتوى على 23 قصيدة الى جانب قصيدة رائعة تحمل اهداء من الشاعر للشعرنفسه سر سعادته وشقائه ولكن الشاعر حقق بهذا الديوان المعادلة الصعبة التى تثبت ان الجودة ليست فى حجم المطبوع ولكنها فى صدق التجربة وطزاجة الرؤية وعمق الدلالة والتجربة الانسانية والشعرية

فالصورة الشعرية عند ميسرة رشيقة متحركة ومعبرة ومبتكرة ومشهدية تكاد تتخيلها وتلمسها بيدك

مثل

"أجمل نجوم السما نزل فى أيدى اليمين حسيت براءته فى كفى ونور على وشى"

من قصيدة مفتتح وفى اوضة ظلمة

"أشباح كتير م الماضى نهشت عزلتى فطفيت سيجارة فى كفى وقلبت السرير"

ومن قصيدة المحفظة

" شبك الضباب فى ملامحه نسل عزلته ومشاعره بالطو قديم ودايب من زمن"

وأيضا من قصيدة نوة

" كانت شفايفك نوة وعيونك شبك يعنى الليلادى البحر حيبات عندنا"

وهى صورة تتجلى فيها البيئة السكندرية للشاعر مع حفاظه على خصوصيته فى التعبير والرؤية المغايرة

وتكمن براعة الشاعر فى التصوير الى بساطه التصوير الذى يعبر عن مكنون التجربه بأقصر الطرق وفى اطار البناء الفنى للقصيدة بدون إطالة او إسهاب

كما يتمتع الشاعر على مستوى الالفاظ بقاموس خاص جدا تنم عن ثقافة حقيقية وقراءات عميقة ومتنوعة فى شتى أشكال الأداب والعلوم والفنون

ويصرح بذلك الشاعر فى قصيدة اإسان فقير بقوله

"سمعت انواع الموسيقى كلها وسافرت على كل الخطوط"

وتتجلى فى لغه الشاعر نوع من الرقى فى اختيار الالفاظ لتبدو قصيدته فى كثير من وكانها قصائد فصيحة ينقصها فقط علامات التشكيل ولنتامل فقط هذة الالفاظ والتركيبات التى ستفصح حتما عما يجول بخاطرى عند التامل فى قصائد الديوان

" القلب المتقفل دايما بالأرقام السرية العطر حيادى الأحساس" من قصيدة حرب باردة

" وبصيت برهبة لصورتى لما اتبدلت ورميتها وسط التلج شميت احتراق"

من قصيدة أنتماء ومن قصيدة فتوى

" واما اتحلت كل خرايط النور من ايدة كل خيوط الدفا من روحه "

وقصيدته الرائعة كان الشتا الذى يتماهى فيها الشاعر مع فصل الشتاء فلا ندرى من هو المشبه ومن هو المشبه به ويقول

"كان مستهين بالوحدة كبر ولخبطة بخلان يسبق بالعطا وحياته شمسية مقلوبه فى الريح الشديد"

وجاء استخدام الشاعر موفقا جدا فى استخدام التشكيلات الحرفيه مثل قصيدة هروب

" وأنا والمكان وأنت على جناح الضباب

والمعجزات البكر ركعت بين ايديك

...............................

"

ثم استطرد نهاية القصيدة وكنه يفتح المجال للقارئ بتخيل حجم وعظمة ودرجة تنزيل هذة المعجزات امامه

او قصيدة انسان فقير التى ترك ايضا مساحة للقارئ ليجيب على السؤال الذى طرحة الشاعر

" اسمحلى تانى اسالك حاسس بأيه

.................................

.................................

ملكش حق"

ثم عقب على الاجابة اين كانت بقوله ملكش حق
والحقيقة اننا امام ديوان ممتع وحالة فنية وانسانية فريدة وتعد أضافة حقيقة لمنجز شعر العامية المصرى الحديث.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى