الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

دينُ العاشقين

إياد هاني محمود الريموني

سأصلي لعشقكِ وأُرتّلُ قصائدي
وأقرأُ الأذكارَ من صُحفِ العشّاق
فهذا يا معبودتي ما جنتهُ يداي
فهل تقبلينَ بدين العاشقين حياة؟
إنَّ لهذا الدين أسسًا قديمة
لا ينبغي للمرءِ فيها هدر الأشياء
ففيها القبلُ والأحضانُ الدافئة
وفيها ما يُرتكب خلفَ أسوار المدن
أُقسمُ بعدَ هذا يا معشوقتي
أنّكِ لدين العاشقين ستنتصرين هرعة
هو دينُ عشقٍ تشتهيهُ الروحُ كالسائر
الزائر لمن كانوا في السجنِ نُسّاك
عشّاقٌ هم خليلتي كالصائم القائم
زهّادٌ في عشقهم له الليل يقيمون
دينٌ لم يُبعث في الأزلِ الغابرِ السام
لا مع نبي
ولا رسول
ولا وليٍ من الصالحين ينصح الناس
رسالته تُرسلُ لتقضي على جهلٍ تسيّد
وقتلَ الحب في قلوب من كانوا واحة خضراء
سألتُ الريحَ أن تلفحَ قلبي نسائمك
في ليلٍ أباتُ فيهِ ولكِ شوقٌ بدلع الأنّات
وسألتُ نفسي عندما اختلت لديّ كل العقائد
لِمَ لم يبعثُ الله للعاشقين نبيًا من عليائه؟
يُرسلُ لعاشقٍ رأيتهُ هائمًا على وجهه
في سطورِ التاريخِ كان معذبًّا
إن هجوه شعراء الندامةِ لا يأبه
يمكثُ في دعواه وللعشقِ خيرُ مؤازر
نبيٌ من السماءِ لا يُجالسُ موائد الجلّاس
يقذفُ عِشقاً في قلوب من تجرّعوا ويلات عذابهم
أولئك العشّاق الذين ما عرفوا الكيد
المتعانقون بقلوبهم مع هبّات النسيم
نفحةٌ من روحكَ يكون هو يا إلهي
مسكونٌ بالغرامِ الدائم وبالوله
يجلدُ بهِ قلوب قوم الأحقاد
المتربصون الذين يُحيكون غزل الموت
لعشاقٍ بعشقهم أقسموا بالبر
رسولٌ سيفهُ الحبّ الساكن
في قلوب الهائمين الثوّار
الهاربون لأرض يتيهُ فيها الجهلة
صحراءٌ تبتلعُ أعداء الحب أضغاث الأحلام
يا أيّها الربّ رحمةً بمشاعر من يناجيك
فالقلب ما زال في رحمها كالأجنّة
إن بذرتُ أرضها أنبتت سنابل
وشرب الوليدُ من نهديها سنين طوال
ربنا لا تُحاسبنا على عشقٍ غير هالك
ذُقنا فيه المرار على مرِّ الدهور
وعذابا كل يومٍ بفعلهِ باطش
يُلهبُ أرواحنا بصوت الرصاص
دعانا من نذرَ نفسهُ للعشقِ كاتب
أن نكون في تهجده مخلصين أعزّة
أشهدكَ أيها الربّ في خلوة الليل الصامت
أنّي معتنقٌ لدين العاشقين

إياد هاني محمود الريموني

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى