السبت ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

خُطوةٌ لِجَنَّةٍ بَعيدةْ

أحمد محمد عبد الوهاب سعيد الجميلى

كَمَا يَهْتَدِي حَرْفٌ لِحُسْنِ اَلْمَطَالِعِ
هُدِيْتُ إِلَى صَوْتٍ جَلِيٍّ وَخَاشِعِ
أُسَمِّي حِكَايَاتِي اَلشَّرِيدَاتِ مَوْطِنِي
وَهَذَا اَلْهَوَى اَلصَّافِي أُسَمِّيهُ شَارِعَيْ
وَهَذَى رُؤًى بَيْضَاءَ
أَسْكَنَتْهَا دَمِي
وَشَيَّدتُ مِلْكًا فِي حُدُودِ اَلْأَصَابِعِ
وَقَلَّتُ بِأَحْضَانِ اَلْمَجَازِ سَأَرْتَمِي
فَإِنِّي سِوى مَعْنًى بِهِ غَيْرَ طَامِعِ
هُوَ اَلْحُبُّ فِي تِيهْ اَلْمَكَانِ اِتَّخَذَتْهُ
شِرَاعًا، وَشَرْعًا فِي اِزْدِحَامِ اَلشَّرَائِعِ
بِهِ أَعرِفُ الْأَسْمَاءَ حتَّى يَشدّنِي
إِلَى عَالَمٍ فِي الصَّمْتِ رَحْبٍ وَشَاسِعِ
يُعَلِّمُنِي أَنْ أَخْبِزَ الْحَرْفَ لُــــقْمَةً
وَأُوضِعُهَا بِالَّلَيْلِ فِي بَطْنِ جَائِعِ
وَيَسْأَلُنِي: -إنْ غِبْتُ- فِي أَيِّ مُنْتَهًى؟
مِنْ اَلْأَرْضِ تَمْضِي؟
يَا جَمِيلَ اَلصَّنَائِعِ
أَسِيرُ ... كَأَنِّي غِنْوَةٌ ، مِنْ مَدارِهَا
تَدَلَّتْ وَدَارَتْ نَحْوَ بَابِ اَلْمَسَامِعِ
وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا دُمُوعٌ صَدِيقَةٌ
وَجَرْحٌ قَدِيمٌ حَوْلَ جُرْحِي اَلْمُضَارِعِ
وَلَيْسَ سِوَى هَذِي الذُّرَى تَعْرِفُ اَلْخُطَا
وَإِنْ أَوْقَعَتْنِيْ دَفْعَةٌ فِي اَلتَّدَافُعِ
وَرغْمَ اَلَّذِي أَدْمَى اَلرُّؤَى فِي بَرَاحِهَا
وَحَطَّ اَلْمَعَانِي فِي سُجُونِ اَلْمَوَانِعِ
إِذَا زَارَنِي حُلْمٌ عَصِيٌّ تَبِعْتُهُ
فَلَسْتُ أَنَا اَلْمَاضِي لِحُلْمٍ بِرَاجِعِ
كَصَبْرٍ جَمِيلٍ .. ينطوي فِي طَرَائِفِي
وَصُبْحٍ بَعِيدٍ .. ينزَوِي فِي بَدَائِعِي
أَسِيرُ.. وَبِي يَأسٌ حَثِيثٌ ، لِأَنَّنِي
رَأَيتُ الْمَنَايَا فِي نِيوُبِ الْوَقَائِعِ
وَمَا بَيْنَ أَيَّامِي اَلَّتِي لَا أَرَى لَهَا
ضِيَاءً، وَأَحْلَامِي اَلَّتِي فِي اَلْبَرَاقِعِ
أُهَذِّبُ أَحْزَانِي .. إِذَا اِشْتَدَّ عُودُهَا
وَفِي سَاحَةِ اَلنَّايَاتِ .. أَحْدُو طَبَائِعِي
وَأَسْكُبُ قَلْبِي مِثْلَمَا يَهْطِلُ اَلنَّدَى
لِيَكْبُرَ عُشْبٌ فِي الحُقُولِ اَلطَّلَائِعِ
لَقَدْ طُبَعَتْ رُوحِيٍّ عَلَى خَدِّ وَرْدَةٍ
فَمِنْ يَنْسَخُ اَلْآنَ اَلشَّذَا مِنْ مَطَابِعِي؟!
وَمِنْ يَلْتَقِينِي وَالْمَسَاءَاتُ وَحْشَةٌ؟
كَمَا يَلْتَقِي فَجْرُ اَلْعُيُونِ اَلْهَوَاجِعِ
وَمِنْ يَلْتَقِينِي صرخةً قُرْبَ سَجْدَةٍ؟
كَمَا حَجَرٌ يَبْكِي أَمَامَ اَلْجَوَامِعِ
وَحِيدًا كَأَنِّي لَيْسَ لِي غَيْرُ وَحْدَتَيْ
لِذَاكَ سَألْقَاهَا .. لِفَضِّ اَلتَّنَازُعِ
وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ بِأَنْ يَحْمِلَ اَلْأَسَى
سِوَايَ، لِأَنِّي كُفْءُ كُلِّ اَلْمَوَاجِعِ
لَقَدْ وَدَّعَ اَلْإِلْفُ اَلْقَرِيبُ وَفَاتَنِي
فَفِي أَيِّ قَلْبٍ سَوْفَ أُلْقِي وَدَائِعِي؟!
وَفِي أَيِّ قَلْبٍ سَوْفَ تَرْتَاحُ رَجْفَتِي؟
وَبَرَدُ اَلْحَكَايَا كَالسُّيُوفِ اَلْقَوَاطِعِ
سَأُصْغِي لِأَشْجَارٍ تَهْجَّينَ خُطْوَتِي
وَأَدْنُو لِأَنْهَارٍ قَرَأْنَ مَدَامِعِي
وَأَمْشِي لِنُورٍ فِي اَلْحَقِيقَةِ دَلَّنِي
عَلَيَّ، وَأُبْدِي مَنْبَعًا مِنْ مَنَابِعِي
إِذًا اَلشَّمْسُ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ اَلنَّفْسِ ضَؤُوهَا
فَهَذَا اَلَّذِي يُدْعَى بِضَوْءٍ مُخَادِعِ
كَذَاكَ وَرَبُّ اَلشِّعْرِ .. وَالْأَلْقُ اَلَّذِي
يَعِيشُ طَوِيلاً فِي وُجُوهِ اَلرَّوَائِعِ
أَقُولُ: وَمَا اَلشِّعْرُ اَلْعَلِيُّ سِوى اَلَّذِي
يُصَلِّي كَـ(ــــسِرْوٍ) فِي اَلْغُصُونِ اَلْفَوَارِعِ
وَإِنِّي إِلَى صَوْتِ اَلْقَصِيدَةِ أَنْتَمِي
إِذَا مَا أَتَتْ نَحْوِي بِلَا أَيِّ دَافِعِ
أَمدُّ سَلَامِي . . ثُمَّ أَجْثُو أَمَامُهَا
بِوَجْدٍ نَقِيٍّ لَمْ يَكُنْ غَيْرَ طَائِعِ

أحمد محمد عبد الوهاب سعيد الجميلى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى