الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

خواء

رهام محمود عيسى

وجهي
العلامة الفارقة الوحيدة التي أملك
كلما نظر إليّ أحدهم
سقط
وقلبي واحة، كلما اقتربتُ منه
اختفى
ينز الوقت من أظافري بعد كلّ انتظار
كنت دائماً أنبش في داخلي
حتى صرتُ حفرة عميقة
إذاً؛
جسدي، لا شيء
اسمي الذي أحمله فوق ظهري لأثبت وجودي
لا شيء أيضاً
وقوفي وسيري وجهان لعجزٍ واحد
اشتعالي وانطفائي وجهان لرغبةٍ واحدة
جداري ونافذتي وجهان لسقوطٍ واحد
تنقّلي كلَّ يومٍ بين الحياة والموت
أصبح عادة
الفراغ ذاته الذي يملؤني، أملؤه
والحزن ذاته الذي يسكنني، أسكنه
والموت ذاته الذي ينتظرني، أنتظره
والوقت ذاته الذي يقطعني، أقطعه
فالرغبة التي تقتل الوعي تُحيي الأحلام
والحزن نفسه يلبس أوقاتاً مختلفة
والصمت يعني أنّك قلتَ كلّ شيء دفعةً واحدة
تقول صديقتي: الصباح لا يحمل خنجراً
الخنجر داخل عقلك فقط
فأصمت
تزجني في سباقٍ لا يخصني
فأركض
وفي الأوقات التي أعجز بها عن السقوط
أدور حول نفسي
وأنا أعيد كل شيء
الوجوه والحكايا
الأحزان والدموع
الآلام والذكريات
أبواب الأقفاص والريش المكوم في الزوايا
العلب الفارغة والمرايا المقلوبة
الشوارع والأحذية المهترئة
لكن لا جدوى كل شيء
داخل عقلي
داخل عقلي فقط
كخنجر
المفتاح الذي لا أخرجه من جيبي
أضعت بابه منذ اللحظة الأولى لامتلاكه
والضوء الذي أراه الآن في آخر النفق
إشارة لاقتراب النهاية
ربما، الحياة أضيق بكثير من أن تتسع لنا جميعاً
فوحده الحزن لا قاع له.
الحرب في كل مكان لكنّك لن تلاحظها حتى يحترق جلدك
فالجميع يريدون الرقص في حفلة الشواء الأخيرة
أما أنا
فحتى الآن لم أجد فردة حذائي
وجدتُ لسانه فقط
ونفسي التي أبحث عنها منذ نظرت للمرآة أول مرة
أدارت ظهرها لي عند أول لقاء لنا على بابك
غريب جداً أن تلتقي بذاتك على باب أحدٍ آخر ليس أنت
فتهرب
ذات يوم
كنت أمتلك عصا أضعها جانب سريري
أستخدمها عند النوم لأهش أحلامي بها،
منذ فترة صحوت ولم أجدها
اليوم أنا أكثر حزناً من أي وقت مضى
اكتشفت مؤخراً أني لم أعد أحتاجها.
لكن على أية حال أنا هنا
وجودي قشرة الحياة الأخيرة
في كل يوم أنجو
أموت أكثر

رهام محمود عيسى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى