حيطان مسيلة للدموع
أتقدم خطوة أخرى فألمح رؤوسا تتراقص وكان في الأفق ضباب يتجه نحوي..
أتفرس، لم استطع معرفة أحد..
أنصت، فتتهادى الي أصوات خافتة..
أدنو، فتبتعد الرؤوس وتدخل في لجة الضباب الآتي، تدخل في هديره،
أحاول اللحاق بها، لكني أتعثر بغشاوة عيني واستفيق على مشهد لم ألفه من قبل..
فلأول مرة اقترب من هيكل كان محضورا حتى النظر إليه فأي التفاتة نحوه تعني عواقب وخيمة.. أمطت اللثام عن مخاوفي وهرعت تحت قمرية الحديقة الطويلة المؤدية الى الباب الرئيسي المقابل.. كانت دهشتي مخلوطة بالذعر وأنا اجتاز البوابة المقوسة المخيفة.. بوابة كونكريتية صممت بعناية ترتفع من الأرض بعرض متر تقريبا.. لاشيء أمامها ولاخلفها.. قوس يرتفع من الأرض على علو ثلاثة أمتار كما خمنته.. اول مرة أراها عن قرب، كانت نظراتي زائغة متهالكة وأنا أمر من تحتها.. عدت مسرعا، تلمستها وأنا أتلفت كأني أترقب إن أحدا سيصيح بي.. لا.. ابتعد.. لكني لم اسمع أو أر أحدا. خمنت باني لن اواصل النظر الى ابعد من البوابة، فأنا ارتجف، اوصالي ترتعش خيفة.. غادرت البوابة متثاقلا ولكن نظري ظل ملتصقا بها.. وكمن يريد اكتشاف شيئا ظل حبيسا لسنين طويلة، كنت أتلفت كي أتيقن من وجودها..تخيلت بان مجموعة من الرجال يلتفون حولي ثم يقتادونني الى الداخل.. لم يضربوني.. فقلت مع نفسي ان الله كبل أيديهم وانزل غشاوة على أعينهم.. لم يقولوا لي شيئا.. أدخلوني الى غرفة صغيرة تتوسطها منضدة حديدية نظيفة يجلس خلفها رجل مكفهر الوجه يغطي شاربه الكث نصف وجهه.. صرخ بوجهي:
ـ كلب ! ستاخذ جزاءك أسوة بهم !
اطلق كلماته علي كالصاعقة.. لم اجبه بشئ.. بل كادت مفاصلي ان تغادرني وهي ترتعش كسعفة وسط عاصفة مروعة.. اردف الرجل ذو الشارب الكث صارخا:
ـ قل أي شئ ! أي شئ.. لقد قالوا قبلك.. اعترفوا بكل شئ!
واخرج مشطا صغيرا من درجه ومشط شاربه المنفوش..
صحوت وانا اتعثر بكومة احجار مبعثرة قرب المدخل، فغادرتني على الفور كل تخيلاتي فلم اعد أرى الرجل ذو الشارب الكث ولا رجاله.. سرت خطوات محلزنة ابحث عن طريق آخر أسلكه وسط فوضى المكان العارمة، فوضى شملت المدخل المهشم، إذ لم يعد الباب في مكانه.. لم أر بابا.. كان المدخل واسعا عريضا محطما.. المكان مدمر الى حد الخراب.. واصلت نقل خطواتي وسط الخرائب التي يبدو ان زلزالا مدمرا قد ضربها.. السقوف انطبقت على الأرض والجدران مهشمة تماما.. ثمة أوراق مبعثرة في كل الأرجاء تغطي خراب الأرض من البوابة حتى المكان الذي اقف عليه.. كدت اسمع دقات قلبي لعنفها.. روعني المكان وافكر مع نفسي بانني قد امتلكت جرأة لا يمتلكها غيري.. أني في هذا المكان لوحدي.. ياللهول.. ما الذي حدث.. ياالهي..
طردت مخاوفي وأنا أتلمس خطاي تحت شمس خجلة غطت بعض نفايات المبنى.. تنقلت بكل جرأة، بل لم اكتف بالذي وصلت أليه ورأيته.. كان علي ان اكتشف بنفسي ما تخبئه لي اللحظات القادمة.. استجمعت كل قواي.. لم ابخل بها اطلاقا.. الغرف مدمرة تماما.. دنوت من خرائبها.. لكني جفلت في مكاني، خلت انني سمعت أصواتا خافتة متأوهة.. ذعرت واستدرت انوي الهروب ومغادرة مكان مخيف كهذا لكن قدمي تسمرت متثاقلة، سمعت بكاء، دنوت من نصف حائط باق وسط الخرائب وسرت محاذيا له.. الأصوات الخافتة المتأوهة تحولت الى أنين.. البكاء نحيب.. قلت في سري:
ياالهي، الهروب افضل.. لكني أجبت نفسي: اسكت يااحمق..
ثمة اشياء تدعني اقف متاملا المكان برمته.. وحيد اجوب المكان وانظر الى البوابة العالية.. فثمة اشخاص كانوا هنا يحرسونها واليوم قد رحلوا.. اتنقل بين الانقاض متمايلا.. فجاة واجهني باب كبير، او فتحة كان فيها باب.. فبابها قد خلع ويبدو انه طار عدة امتار قبل ان يهبط مقابل الغرفة.. دخلت من الفتحة ـ التي كانت بابا ـ الى غرفة كبيرة أشبه بقاعة، فيها شباك وحيد صغير يقبع في أعلى الجدار المقابل قرب السقف وتحديدا في المنتصف.. لم تصب الغرفة بشيء سوى تصدعات متناثرة فظلت صامدة.. اقتربت من الجدار القريب، من فتحة الباب.. كان الجدار قد اسود من زحمة الكتابات الكثيرة التي تزداد كثافتها كلما سرت محاذيا للحائط.. كتب على صفحته كل شئ.. كل شئ من أعلاه الى أسفله.. مررت بنظري سريعا عليها وكأني أردت تفحصها قبل زحف الظلمة، فالشمس تتأهب للمغادرة..
طالعت كل ما كتب وكل ما تقيأته ذاكرة حبيسة.. لكني توقفت عند سطرين كتبا بخط ناعم:
( الرجل الجالس بجنبي وقور.. يجيب على كل اسالتي.. يعرف كل شئ جاء قبل شهرين وآنسنا في خلوتنا).
لا لون للحائط.. ضاع لونه تماما.. بدا كأنه مغبر.. مترب.. هالني مارأيت.. عشرات بل مئات السطور المبعثرة من كتابات عشوائية. تسير معي حيث أسير.. تخطيطات ورسوم وثمة مذكرات مختصرة بل مختصرة حد الاختزال واشعار وكلمات وهلوسات وهذيان: انا مظلوم.. ظلموني الذين لايخافون الله.. ذكرى الاصدقاء في يوم الاثنين.. ياقارئا كتابي.. الساعة الواحدة بعد منتصف الليل اعادوني الى الغرفة بعد نزهة ليلية ! وعلى مسافة خطوتين قرأت:
(يجلس بجانبي.. أحضروه بعدي بشهرين.. شيخ مسن أشيب.. استدعوه بعد يوم واحد من مجيئه.. وعاد الينا مجروحا بجبهته ينزف بعنف.. قالوا: صدم بعمود وسط الظلمة ! بعد ثلاثة أيام انطفأت عينه اليمنى.. سمعته مرة يتهجد: إلهي أعوذ بك من غضبك وحلول سخطك .. قبل أسبوع استدعوه ولم يعد).
تخيلت هيئة الرجل.. أشيب الرأس ذو ذقن ابيض، جلست في مكانه الذي افترضته تحت السطرين المكتوبين على الحائط.. سرني ان أتقمص دوره ورغبت ان أتكلم عن لسانه.. أدرت وجهي نحو الشاب كاتب السطور وافترضته موجودا.. أجبته عن سؤال خمنت انه سألني به..
قلت له ـ وأنا العجوز ـ بصوت وقور:
ـ مازلت صغير السن.. لا تيأس من حياتك فربما ستعيش عمرك بعيدا عن هذا القبر
الموحش ! اللهم لا تمكر بي في حيلتك أسألك صبرا ورد كل غريب الى اهله..
ـ فترة صمت ـ
نهضت بسرعة من مكاني وجلست في مكان الشاب السائل ومثلت دوره.. قلت للعجوز:
ـ لكني لا اعرف متى اخرج وربما لا اخرج ابدا !
نهضت وتحولت بخفة الى مكان الأشيب ثانية.. جلست وأدرت وجهي تجاه الشاب الذي خلت انه وقع بالحيرة والقلق واليأس.. قلت له بصوت مهموس:
ـ كل شئ باذن الله.. لا تزغ قلبك وانظر للعباد والأشهاد كي تهن مصيبتك..
أسرعت بالانتقال الى مكان الشاب المفترض.. وصمت طويلا أفكر بكلام الشيخ الذي قاله للتو.. لم أتكلم.. لم انظر الى وجهه.. غطيت وجهي بيدي، وانتحبت..
توالت الأدوار.. انتقل من مكان الشيخ الى مكان الشاب وحسب افتراضي.. ساعة كاملة او اكثر وأنا استمتع بالتمثيل.. الشمس خف وهجها وغرقت القاعة بالظل الكثيف..
نهضت واقفا كالملسوع انظر الى مكانيهما.. طفرت مني دمعة حبيسة وأنا أقرأ السطور
ثانية.. نقلت نظري الى جزء آخر فرأيت تخطيطا لوجه آدمي أشبه بوحش، أيقنت ما كان يدور برأس الشخص الذي خططه رغم رداءته تماما، بعض أجزائه كانت مضحكة.. خمنت ان الوجه يعبر عن مايمور داخل الشخص الذي رسمه من ألم وبغض.. سرت جوار الحائط، نظري معلقا على ما اختطته أصابع الناس الذين افترشوا ارض الغرفة.. انظر الى نثار الكلمات الممزقة المنتشرة.. سرت رشقة من جرأة في عروقي وركزت نظري اكثر.. فرس متأهب.. رجل فوقه يرتدي درعا ويرفع سيفا بوجه الفرس الغاضب وقد خطت كلمات تحت قوائم الفرس:
( السلام عليك ايها المقتول.. اشهد انك لم تهن ولم تنكل.. وانك قد مضيت على بصيرة من أمرك).
رحت أتفرس بكل شئ.. التصق على الحائط المبلل بدموع الكلمات المتأوهة.. ذرعت طول الحائط الأمامي بخطواتي وحسبت عددها.. فجأة توقفت.. التفت نحو شق الباب.. تناهى الي صوتا سابحا في الفضاء انسل من الغرفة:
ـ متى أتيت ؟ كم رجلا معك ؟
خمنت انني سمعت بكاء عنيفا يصحبه صوت سوط يتهاوى على الباكي المنتحب.. خفت.. لم أر أحدا يدخل.. اسرعت نحو الباب.. لا احد في الخارج.. الأنقاض جاثمة خرساء واليمامات واقفة ساكنة في مكانها.. خلت انها اوهام او هي الكلمات الممشوقة على الحائط قد تقيأت آلامها وصرخت بتوسل..لا احد في مقطع تواجدي البتة..
لملمت نفسي وعدت أقرا ما مكتوب:
( اللهم انك على كل شئ قدير.. اجعل فرجنا مع فرجهم.. يا ارحم الراحمين).
دنوت اكثر.. التقطت عيني نثار كلمات أخري ( ساضرم النار في نفسي.. كن مع الناس يمامة ).
كانت صولتي على المكان قد أخذت النهار كله ولم اشعر حتى بانسحاب الشمس كلية وغرق المكان بظلمة خفيفة.. جررت قدمي الى الباب، رحت اتفرس بالحائط الذي غابت كلماته ولم استطع اقتناص اية واحدة.. قررت قبل انسحابي ان اصل الى مكان الشيخ المفترض ومحدثه الشاب لشئ ما في داخلي لا اكثر.. لكني فوجئت بعدم استطاعتي.. لم استطع رفع قدمي من الارض.. حاولت جاهدا.. تلقفت صوتا رخيما:
( يعرف الصياد كيف يسحب شباكه) ودوت ضحكة قوية هزت القاعة.. وتخيلت ان كلمات الحيطان وقعت أرضا من عصفها.. أردف الصوت:
( سئمت هذيانك.. أنت ثمل..ثمل.. ثمـــــــ …)
لم اعد أميز الأصوات التي تأتيني كل لحظة.. فالمكان صار أشبه بغابة كثيفة تتشابك أغصان الشجر فيها.. لا مكان آمن.. عواءات وزئير وصفير ونعيق.. لا طرق سالكة.. فالخطر يقترب، يتأهب لمداهمة المكان.. غابة من الخيالات مرصوفة على الحيطان.. بينما ترتفع الأنقاض خارجا مكونة تلالا من الحجر الذي كان قد رأى كل شئ واليوم يتكوم فتتكدس يوميات وتتبعثر.. تلاشى الصوت.. عاد الوجوم.. قلق انا من ثقل جسمي الذي قيد حركتي ولكني برغبة جامحة في الخلاص رفعت احدى قدمي وبروية وتؤدة حاولت سحب الاخرى ولم افلح.. لم اشعر بالم ما.. شاط بي الغضب.. ما الذي يحدث.. ما بال قدمي الاخرى لاتطاوعني.. أحسست بان أسلاكا شائكة قد سدت الباب وان الضاحك قد يطلع علي بين لحظة واخرى.. رفعت راسي المنسدل الى حيث مكان الشيخ المفترض.. تخيلته يقول لي: ( اترك أوهامك !) ثم رفع راسه نحو الشباك الوحيد أردف
خاشعا ( وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو.. اللهم بك يصول الصائل وبقدرتك يطول الطائل.. اترك أوهامك وغادر).
ادرت رأسي نحو الباب المظلم.. أحاول برفق رفع قدمي الأخرى العالقة..لكني انتزعتها دون جهد وأسرعت مترنحا نحو الباب الذي تباطأت عنده لشكي بوجود اسلاك شائكة تعيق خروجي.. حقيقة انا لم اراها، لكنها احتلت حيزا من تفكيري.. وقفت متحفزا للقفز الى الخارج مهما تكن العواقب..
انطلقت بكل قوتي المتجمعة تحت سيول الرهبة الى الخارج المظلم دون ان أرى اية حواجز.. بصوبة بالغة رأيت اليمامات تقف وديعة في مكانها فوق البوابة، وديعة في الظلام الساكن الذي لف المبنى بأكمله.. قاربت بين خطاي كي لا أفزعها.. ارتعشت في مكاني وكدت اقع من وقع صدمتي.. امتدت يدا لتمسك ياقتي من الخلف.. وانطلق صوت أجش:
ـ ماذا تفعل هنا ؟
لم اجبه ولكني سمعت خفقان أجنحة اليمامات وقد طارت مفزوعة.. لم أرها تطير لان قبضة الرجل روعتني وسط احتدامه.. عدل من وقفته .. رأيت وجها متجهما، رأسه ملتفعا بكوفية.. راح يصدر صوتا ناعبا مخيفا.. استل سكينه.. قال حانقا:
ـ ما علاقتك بالمكان ؟ ومن سمح لك بمداهمته ؟
شعرت بأنه كان ثملا واقتربت اشم فمه رغم قبضته العنيفة.. تاكدت من حدسي.. عجزت عن الكلام.. لم ارد عليه.. كان يحاول استنطاقي وأحسست انه يفقد صوابه معي.. وخزني بسكينه بجبهتي.. لم اشعر بألم.. لكني تضرعت إليه، لم تدغدغ توسلاتي مشاعره وظل ممسكا بياقتي والسكين بيده الاخرى.. نقلت عيني أدور بهما حولي.. البوابة أمامي لكن الطريق إليها مزروع بالأنقاض والأحجار والورق والخوف.. قلت له بصرامة وانا استجمع نفسي وكأني انتزعت كلماتي عنوة من الوحل:
ـ اتركني والا ستلقى مالا يرضيك !
لم يأخذ غضبي المفتعل بجد.. وبعد برهة قصيرة صلت عليه كاسد هصور، لم أبال بسكينه ولم اكترث بصيحاته المروعة.. حسرت كوفيته بجرأة متناهية عن رأسه وامسكت بشعره وحاولت السيطرة على السكين التي وقعت ارضا.. لكني فوجئت بالرجل يجثو على أطرافه متذرعا وقد سقطت كل فورته وانكشف قناعه.. ووسط ضجيج توسلاته المفاجئة، سمعت هديلا خافتا وكأنه يأتي من بعيد.. لم استطع رؤية أية يمامة.. واحسرتاه.. لكن الصوت ظل متواصلا تحت تذرعات الرجل الأجش الذي غرق في هذيان متلجلج..
لم أشأ تركه خشية غدره.. رحت امسك برأسه وهو جاثم بينما كان الهديل يتسلل وسط هيجان الرجل فيكسر حدة ضجري الذي غصت فيه..
قال متلعثما:
ـ ما الذي اتى بي الى هنا ؟
ركلته بقدمي فانقلب أرضا.. راح يتمرغ بين الأنقاض.. الهديل يقترب.. رفعت رأسي فوجدت اليمامات تقف على البوابة، رايتها بصعوبة. شعرت بارتياح غريب وقررت ان ادع الرجل يذهب، سار مترنحا لكنه توقف وبعق بصوت شديد هز المكان.. وثبت عليه فولى هاربا وتوارى في الظلام.. رفعت راسي ثانية، اليمامات في مكانها وقد قربت رؤوسها من بعضها وانقطع هديلها.. شعرت انها تريد التحدث الي، تريد اخباري بشئ ما.. حملقت بها.. اليمامات الثلاث تقف متجاورة، رفعت الوسيطة رأسها تنظر الي وقد غابت عينيها في ليل الخرائب.. لكني لم أشأ مغادرة حاشية الممر المؤدي الى البوابة وانا اتخيل مشهد الرؤوس المتراقصة الغارقة وسط الضباب .. دهمتني صور مشوشة لما رأيته على الحيطان.. الأنوف الطويلة والعيون الجاحظة.. يا الهي، ما الذي يجري.. اشعر باني رأيت وجه هذا المخمور.. اختلطت الصور وتزاحمت في رأسي الرؤى، قفزت الى صفحة تخيلاتي خربشات الحيطان وقد يكون الرجل المخمور هو ذاك المرسوم على الحائط.. ربما..
نظرت الى اليمامات المظلمة، انطلق الهديل خافتا وتحول الى همس أشبه بالنواح.. أحسست انها مازالت تريد قول شئ ما.. لكني لم اعد أراها فالمكان غرق تماما في ظلمة سارية وتهادت الي أصوات خافتة خمنتها لرؤوس تتمايل تلقف نظري واحدا منها، اقترب مني رغم الظلمة الشفيفة وهمس بوقار: اللهم لا تمكر بي في حيلتك.. اللهم لا ……