حوار مع الفنانة غادة الشمعة
هي فنانة وممثلة سورية مخضرمة، انطلقت في الفن وكان عمرها أربعة عشر عاماً فقط وذلك مع دريد لحام وناجي جبر، ثم عملت في المسرح السوري الخاص قبل أن تنتقل إلى السينما فعملت عشرين فيلماً سينمائياً في مصر وسورية مع نجوم السينما المصرية والسورية، وهي راضية عن أعمالها السينمائية لكنها تعتز بفيلم – الشمس في يوم غائم – لحنا مينة، وهي ما زالت عاتبة على صناع الدراما السورية لأنهم لم يعطوها حقها في الدراما التلفزيونية.. لكنها ستشارك فـي مسلسل لرمضان بعد القادم.. غادة الشمعة اسم له مكانته في الفن السوري والدمشقي منه على وجه الخصوص.. التقيناها فكانت صريحة وشفافة وتلقائية وطيبة.
في إطار الحراك الدرامي المحموم في سورية.. ما الذي يجعل غادة الشمعة بعيدة عن المشاركة في الدراما السورية.
– السؤال للمخرجين السوريين وليس لي.. اسألهم هم.. لماذا غادة الشمعة بعيدة.. فأنا لست بعيدة، أنا في بلدي، وأنا أحب الدراما السورية وأتمنى أن أعمل في بلدي، لأن من ليس له في بلده مربطاً ليس له شيء.. أنا أتمنى أن أعمل في بلدي.
هذا يعني أنه لو عرض عليك الآن الاشتغال في التلفزيون لن تقولي لا؟
– نعم فالآن عرض علي الأستاذ أسامة شحادة عملاً ما.. والورق بين يدي.. ولكن العمل لرمضان ما بعد القادم.
وما طبيعة الدراما التي تميلين لها؟
– الدراما الملونة.. أنا ألعب كل الأدوار، الأم، الجدة، الطفلة.
وهل تقبلين أن تكوني جدة؟
– طبعاً.. طبعاً.. وهل أنا عقلي صغير حتى لا أقبل.. الإنسان إن لم يحب نفسه ومحطات حياته، فلن يحبه أحد.
هل كنت راضية عن الأفلام السينمائية العشرين التي عملت فيها؟
– أنا راضية عن كل الأفلام التي عملت بها، وهناك فيلم واحد لم أحبه كفيلم بشكل عام وليس دوري فقط، فلا إخراجاً ولا سوى ذلك كان مقبولاً.
يقال بأن حبك يذهب أكثر لفيلم الشمس في يوم غائم.. لماذا؟
– هذا الفيلم أركز عليه لأن الكاتب هو ( حنا مينة ) والمخرج هو محمد شاهين رحمه الله.. ثم إن دوري فيه هو دور البنت التي تحب بصدق، ولا تسطيع أن تقول ذلك بلسانها، فان تعبيرها عبر عضلات الوجه والعيون، وهذا من الصعوبة بمكان أن يؤديه أحد ما.. وقد عملته أنا.
للسينما ضريبتها حسبما تعرفين.. إلى أي حد أنت على استعداد لدفع هذه الضريبة؟
– وماذا تقصد بالضريبة؟
– القبلة مثلاً؟
– على العكس فما نراه في التلفزيون لم نفعله في السينما نحن.. أنا كغادة لم أعمله في السينما.. وعموماً فأنا لم أعمل القبلة في السينما.. ولن أعملها من جديد.. فأنا أبقى عربية، وعلى فكرة فقد راح فيلماً هاماً من يدي لأنني لم أقبل القبلة، ورحم الله أحمد زكي – حيث عرض علي فيلم – نزوة – ولأن فيه دوراً في السرير أنا وأحمد زكي وفيه قبلة، تكلمت مع المخرج علي بدرخان أن يلغيها فلم يقبل لأن أحمد زكي رفض وقال لهم ( أنا عايز أبوس ) فاعتذرت عن الدور.. والآن أندم عن ذلك لأنه دور مهم.. لكني لا أندم على اعتذاري.
وماذا عن الإقبال الكبير لفنانين سوريين ولبنانيين على الدراما المصرية؟
– أنا أقول أنه لكل بلد طبيعتها الخاصة، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، فعندما يخرج الناس إلى مصر ليعملوا بالفن فلأن مصر فنياً أم الدنيا، واللهجة بحد ذاتها فن، والبلد والنيل والناس فنانين، وأيضاً نحن السوريين لدينا أعمالنا ونحن في حالة نجاح متميز للدراما السورية.. وهي التي نجحت في الأعمال التاريخية، وهناك أعمال أخرى اجتماعية تعالج الواقع، وهناك ( فايروس ) تبثه الصهيونية الخفية عن طريق الفن لابد من مواجهته، فالفن هو مدرسة، والفن هو قدوة.
وهل من الصحيح أن فيلماً بريطانياً ستشاركين فيه قريباً؟
– نعم النص قرأته.. ودوري يحكي عن فتاة عربية مغتربة، ذهبت للدراسة في بريطانيا والدور بطبيعته كوميدي، وفيه بعض السياسة.
الفيلم البريطاني بقصته وحقيقته أليس كذلك؟
– وهويته بريطانية والإنتاج بريطاني، المخرج بريطاني، ولا يوجد فيه عرب سواي.. أنا السورية غادة الشمعة، ولكن صدقني لو وصلت لأمريكا، للسند والهند، فأنا سورية و"زعلانة " كثيراً من جزء معين بهذا البلد، سواء عشت أو مت وسأبقى تاريخاً وبصمة لن أنسى.. ومع ذلك "زعلانة " من بلدي والوسط الفني لأنني أحب أن أكون سورية ومكتملة السورية.
هذا يدل على أن هناك من يعمل ضدك؟
– لا أعرف هناك أيادي خفية، ولكن لماذا لأنني بنت " كربوجة " وكلما أكبر ازداد حلاوة وصغراً وموهوبة.. ولدي طاقة لا يمتلكها أحد، وعندي قبول، وهذا عطاء من رب العالمين، وهناك من لا يريدون لهذا الشيء أن يوظف علناً، لذلك يريدون قتله، إنها الغيرة والحسد.
في مواجهة هذه الغيرة ماذا ستفعلين؟
– ما تشاؤون إلا أن يشاء الله.
سمعنا عن مشاريع مسرحية قادمة لديك ما حقيقة ذلك؟
– نعم فلدي نصاً مسرحياً أقرأه، وسوف أنتجه أنا، لأنني أحب المسرح، والمسرح هو أبو الفن.. وإذا أنتجت المسرحية ستكون بطولتي بالتأكيد وأنا ولدت نجمة وفي الحياة أنا وحيدة على خمسة صبيان.
وهذه كانت معاناة بالنسبة لك أكثر؟
– لا فقد خرجت منها وفي جوا نيتي ( حسن صبي ).
أقصد التناقض مع العمل الفني والرفض له من الذكور؟
– نحن في زمن الكشف، أصبح هناك الكثير من الوضوح،ظهرت الأمور، الناس هي هي لكن الأمور تظهر أكثر.
وماذا عن موضوع الدراما في مصر وسورية، وذاك التنافس؟ هل هو تنافس بالفعل؟
– كل انسان يأخذ فرصته، والفن ليس له هوية، وليس له جواز سفر،الفنان عربي يعني عربي.. لكل العرب، وليس ملك نفسه وليس ملك لبلده، بـل هـو ملكاً للوطـن العربي.. وإن صار عالمياً فهو ملك للعالم.. لكن الهجمة على مصر كثرت.. ولا تكثر حركة على أمك وأبوك يكرهوك، وأنا ذهبت لمصر وعملت فيها، لكني لم أستقر في مصر أبداً لأكثر من شهرين او ثلاثة أشهر ولم استأجر شقة في مصر بل كنت أقيم في الفنادق، وهناك لدي معاملة خاصة كأنني ابنتهم.. حتى زوجي الخليجي السابق أتى معي لسورية وبنى لي بيتاً بدمشق، فأنا سورية.
كلمة أخيرة بودك قولها لجيلك الفني؟
– أنا أتمنى للجميع أن يسلكوا طريق التواضع لأنه هو نفسه النجومية.. وعندما يكون الغرور لدى المرء يكون لديه مرضاً نفسياً.