حكايتي مع تل الزعتر
ظلت مذبحة تل الزعتر خارج الضوء، ولم تحظ بتغطية كافية من وسائل الإعلام فقد تناقلتها بانتقائية وضبابية، ولاقت كل أشكال التغييب أو التهميش للمجزرة.
يحاولون تشويه تاريخنا وطمس معالمنا لاعتقادهم بأن هذا كفيل لجعل شعبنا ينسى تاريخه، قالت غولدا مئير يومًا: كبارهم سيموتون وصغارهم سينسون.
يعتقدون أن التاريخ لهم وحدهم، ولا أحد غيرهم مرّ عبر بوابة التاريخ، يحتكرون المذبحة، يحاولون طمس ذاكرتنا الجماعية وكيّ وعيِنا واحتكار دور الضحية على مدى التاريخ، لكنهم لا يعلمون أن إرادة الحياة هي ملك شعبنا.
واكبت صدور طبعة كتاب "يوميات طبيب في تل الزعتر" لصديقي الدكتور يوسف عراقي في البلاد وجولته وإصدار كتابه "عودة على طريق العودة" حول الجولة، وكذلك الأمر إصدار كتيب "تل الزعتر يقاوم التغييب" لصديقي بسام الكعبي، وكذلك إصدار طبعة كتاب "حكايتي مع تل الزعتر" لصديقي الدكتور عبد العزيز اللبدي تزامناً مع إحياء الذكرى السنوية الحادية والأربعين للمجزرة، وجولته في البلاد ومعرض لوحات بريشة الدكتور يوسف عراقي، وكذلك إصدار كتاب "إيقاعات زمن مختلف" للفنان توفيق عبد العال ومعرض للوحاته في حيفا، واستضافة الصديقة الزعترية إيفا شتال حمد في البلاد وإصدار كتاب "أممية لم تغادر "التل"؛ وإصدار كتاب "لا تعجب... زعترنا أخضر"– قصائد بمشاركة الكاتب فراس حج محمد، وأعمل مع الأصدقاء على جمع شهادات حيّة للناجين من المجزرة لإصدارها في كتاب، وأعتز بتواصلي شبه اليوميّ مع الأخوة الزعتريّين في البلاد وفي مخيّمات اللجوء وفي الشتات وفي المنافي.
الله يرحمك يا جيفارا: "أنا لا ألوم الذين لا يعملون، ولكن، ألوم الذين يجرح شعورهم أن يعمل الآخرون".
شكرًا لأحبّتي الزعتريين هناك... وهنا... وفي كل مكان... رافعين راية تل الزعتر... حاملين الشعلة... لينيروا درب العودة!
لن ننسى، ولن نسامح أو نغفر لأحد، مهما تعددت سمات القاتل وتغيرت صورة الجلاد.
المجد والخلود لشهداء تل الزعتر الأبرار.