الاثنين ٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
بقلم حسن عبادي

إشهار كتاب احتمالات بيضاء

وقع الكاتب المحامي الحيفاوي حسن عبادي كتابه الجديد "احتمالات بيضاء-قراءات في أدب الحرية الفلسطيني" على منصة التوقيع في أروقة معرض الكتاب الدولي في عمان، وذلك يوم الجمعة 26/9/2025، ليتبع ذلك احتفاليتان مستقلتان لإشهار الكتاب، حضرهما جمع من الكتاب والمثقفين والمهتمين بأدب الحريّة، كانت الأولى في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في إربد يوم السبت 27/9/2025، شارك فيها نخبة من الكتاب والأدباء، بالإضافة إلى عريف الحفل الروائي محمد مجدلاوي، مرحبا بالضيوف، ومعرّفا بالكتاب.

وفي مداخلة قدمها الأستاذ محمد الصمادي رأى فيها "أنّ قوّة الكتاب تكمن في قدرته على الانتقال من الوثيقة إلى النظرية، وتحويل معاناة الأسرى إلى رؤية فلسفية عن الحرية والمقاومة والخلود". وأما الدكتور جمال أبو النعاج فقد تناول في كلمته أدب الحريّة الذي يشكّل شهادة حية، وفلسفة وجودية، ومشروع نضالي متكامل يهدف إلى مواجهة السجان بالكلمة والإبداع. ويعكس هذا الأدب تحولا في الوعي، حيث يرفض الأسير أن يكون ضحية، ويصر على أن يكون فاعلا ومؤثرا من خلال كتاباته.

وفي مشاركة للدكتور أمجد الزعبي أوضح أن "الاحتمالات البيضاء حقيقة لا تقبل التجزئة او التسويف … فتحت مصراعيها على بياض الياسمين تعتصر منها خمرا لذة للشاربين... احتمالات بيضاء تفتح أبواب الحرية وتقاوم المخرز…
وفي الاحتفالية الثانية التي أقامتها رابطة الكتاب الأردنيين في عمان مساء الأحد 28/9/2025، تحدّث فيها كل من د. موفق محادين رئيس الرابطة، وأ. فداء الزمر، وأ. نزار سرطاوي، وأدارها الروائي عبد السلام صالح.

افتتح اللقاء الروائي عبد السلام صالح الذي تحدث عن دور رابطة الكتاب الأردنيين في تبنيها ودعمها لمبادرات الأستاذ حسن عبادي وشراكتها معه خصوصا في مبادرة أسرى يكتبون، وشكر الهيئتين الإداريتين الحالية والسابقة على دعمهما للمشروع. ومعلنا عن بدء التحضير للمؤتمر العربي الثاني لأدب الأسرى الفلسطينيين الذي ستقيمه الرابطة في يوم الأسير الفلسطيني.

وفي كلمة للدكتور موفق محادين تناول الأحداث التي تدور في المنطقة بعمق فلسفي، حيث ربط ما بين الثقافة وأهميتها في التصدي للمشاريع المشبوهة في المنطقة، ولا سيما أن الثقافة هي المشرب الرئيسي في تكوين هوية الأمة، وأشار إلى اتصالات الرابطة مع دول من أجل تأطير علاقات التعاون ما بينها وبين مؤسسات تلك البلاد، وأكد في كلمته أن الرابطة تدعم بشكل فعال أي نشاط يتحدث عن أدب الحريّة.

وقدمت الكاتبة فداء الزمر قراءة نقديّة ومما جاء فيها: "حمل الكتابُ عنوانا لافتًا، وهو (احتمالات بيضاء)، فجاء العنوان متوشحا بالبياض بكل ما تعنيه الكلمة من دلالات ورمزية، فالبياضُ رمزٌ للنقاء، والبراءة، والبساطة، والوضوح، والروحانية، والطهارة. وكلُّ تلك الخصالِ التي ذكرتُها مجبولةٌ عليها نفس المعتَقل،

وفي قراءة أخرى وضح الكاتب نزار سرطاوي أن: "هذا الكتاب ليس مجرد إصدار – إنه صوت أولئك الذين صودرت أصواتهم خلف القضبان. عبر صفحاته، يسلط المؤلف الضوء على المعاناة، والصمود، والإرادة التي لا تنكسر لأولئك الذين زُجّ بهم في سجون الاحتلال الصهيوني بسبب نضالهم من أجل العدالة والحرية."

ولعل ما يميز هذا الكتاب أنه يقدم أدب السجون بثراء لافت عزّ نظيره، إذ يزخر بعشرات الحكايات – حكايات الاعتقال، والقمع السياسي، والنضال من أجل الكرامة.

وبدوره تحدث المؤلف حسن عبادي عن أهمية المبادرات التي قامت بها الرابطة حول أدب الحرية حيث شعروا بذلك أنهم أحرار لا أسرى، وعن وضع أسرانا في سجون الاحتلال، وعن أدب الحريّة الفلسطيني، والكتابة خلف القضبان كمتنفّس للأسير، وأهميّة التواصل الثقافي، وأشار إلى شح الدعم للأسرى في أي إنتاج لديهم، ولم يكن لهذا المشروع أن يرى النور لولا دعم زوجته سميرة التي كانت داعمة لكل خطواته، وأسهمت في الدعم الاقتصادي لإنجاز حلقاته المتعددة في هذا الكتاب والكتب السابقة.

ومن الجدير بالذكر أن الكتاب الصادر عن دار الرعاة للدراسات والنشر في رام الله وجسور ثقافية في عمّان يضم مجموعة من القراءات النقدية التي تضيء على عشرات الكتب التي أصدرها الأسرى الفلسطينيين أو تناولت نقديا إبداعاتهم، وقد حرره الكاتب فراس حج محمد، وصمم غلافه الفنان ظافر شوربجي. ويقدم الكتاب شكلا من أشكال الاحتفاء بأدب الحرية ونضال الأسرى الفلسطينيين، ينضاف إلى الكتب السابقة في هذا المشروع، وهي: الكتابة على ضوء شمعة، ويوميات الزيارة والمزور، وزهرات في قلب الجحيم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى