جميع الحقوق..غير محفوظة

عن دار كيوان للطباعة والنشر بدمشق صدرت مؤخراً للأديب أسامة الحويج العمر مجموعة قصصية تحت عنوان (جميع الحقوق.. غير محفوظة) وقد جاءت المجموعة ضمن 224 صفحة من القطع المتوسط..

حيث ضمت بين دفتيها نخبة من القصص القصيرة والقصيرة جداً، جالت بين معاناة الإنسان وهم المجتمع، وتلافيف الواقع المعاش عبر ومضات أدبية أسلوبية جميلة تحاول الدخول في خضم الواقع المجتمي المعاني. دأب الأديب والقاص أسامة الحويج العمر على التعامل معها بريشته الأدبية الغارقة في الهم العام للناس كل الناس..

وعلى هدي – لعل الحقوق تعود إلى أصحابها يوماً ما – أغرق الكاتب شخوص قصصه في لجة المعاناة اليومية للبشر.. وهو لم يأل جهداً على رفع راية الحق والحقوق وصولاً إلى الهدف المنشود.. لقد استطاع القاص أسامة أن يلامس في قصه هذا وعبر سخرية حلوة في كثير من الأحيان، المعطى الإنساني لدى شرائح المجتمع العربي برمته، وليس السوري فقط.. ضمن - كبرياء الإصبع الوسطى - إلى - صفعة ولكمة – مروراً بـ - الشعب المبتسم - حيث اعتقل وديع المنتوف متلبساً بالجرم المشهود وهو ينظر إلى صورة الزعيم بوجه خالٍ من الإبتسامة إلى – الإعصار والجدول – الذي استطاع بقصته القصيرة جداً هذه أن يكون عميقاَ بامتياز وبليغاً حتى لا بلاغة.. في - رماد الروح - سحب من البخار الحار تتصاعد في سمائه المحتقنة، حانت منه التفاته إلى جموع المارة على الرصيف المحاذي للمقهى، رؤوس تصعد وتهبط كالتموجات في عرض البحر، أدمغة تمور بالحياة.. بالصعود والهبوط.

فقد نزل القاص أسامة شاطئ القصة القصيرة والقصيرة جداً ليدخل فاتحاً – جحيم بين جنتين – عبر – الجانب المظلم – وبـ - الصدفة – لكنه إنسان – وهو – المتأفف - فقد اعتاد على التأفف من أية مشكلة تعترضه مهما كانت بسيطة، إذ كان شخصاً نزقاً ملولاً سريع الغضب .

الحياة لدى أسامة – عارية.. بجميع الألوان - فيها - قنوات فضائية – و – معرض للكتاب - و – الوطن – و – دولة مفخخة – و – مبيدات حشرية – وعملية إبادة – و – دعوى ضد الزلزال – لكن فيها أيضاً – أحزان القلم الفارغ – وهو للقلم حزنه لدى الأديب أسامة !!! في مجموعته التي بين أيدينا يحاول أسامة – الخلاص من يوم الحساب – عبر لوحة جميلة – و – لقاء متجدد – فكان – حديث النسمات – و- ضوء الأمل – و الحد الفاصل – وأشياء أخرى تدخل الروح والنفس بجمالية أدبية انسيابية قل نظيرها.