الاثنين ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم أحمد مظهر سعدو

تسييس نبوءات التوراة لآخر الزمان

عن دار الفكر بدمشق صدر مؤخراًَ كتاب جديد بعنوان " الإدارة الأمريكية المحافظة وتسييس نبوءات التوراة لآخر الزمان " للباحث الأستاذ مروان الماضي، وقد جاء الكتاب ضمن /248/ صفحة من القطع المتوسط.

حيث يوضح الكتاب مدى العلاقة بين الإدارة الأمريكية المحافظة والصهيونية المتحالفة معها، من أجل نبوءات ساذجة في رسم أحداث اليوم الأخير..

ويحذر الكاتب من مثل هذه النبوءات الدينية للمستقبل، إذ أن أحد أخطار هذه التعاليم والأفكار الألفية هو التركيز الحتمي المفرط والمعتمد على تأسيس دولة إسرائيل السياسية، ودورها في الأحداث .

ويؤكد أن الخطر الأكبر هو الميل إلى استخدام القوة في سبيل الوصول إلى النهاية، خاصة في تسوية النزاعات الدولية : مثلما يمني "بوش" الابن نفسه بأن الله هيأ له جميع الظروف لمعركة (هرمجدون ) وقدوم المسيح وكان قد سبقه إلى هذا الحلم بامتياز " ريفان " أثناء غزو الجيش الإسرائيلي للبنان/1982/ حيث قال " والآن اقتربت معركة (هرمجدون) ".

الباحث مروان الماضي يتحدث في كتابه هذا عن الإعلام الصهيوني وأثره في سياسة المحافظين الجدد : حيث يؤكد أن (مايك إيفانس) قسيس بد فورد في تكساس أذاع برنامجاً لمدة ساعة ثم وضع إعلاناً في (نيويورك تايمز) بتاريخ 18/1/1983. حول ربط مصير أمريكا بإسرائيل وجاء في الإعلان : "إن بقاء إسرائيل

حيوي لبقائنا" و" الإيمان بإسرائيل يعزز موقف أمريكا " ويضيف الباحث أن هناك العديد غير " ايفانس" متحمسون من المحافظين يوظفون الإعلام المسموع و المقروء لنصرة إسرائيل على الدوام . فبرنامج (جيري فالويل ) " ساعة عن أزمان الإنجيل" و الذي يصب في نفس الموضوع يذاع من /392/ محطة تلفزيونية ومن حوالي /500/ محطة إذاعية كل أسبوع.

وهناك تهديدات في أمريكا لكل من يعارض السياسة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، فالهم هو إخراس المنتقدين لليهود، ويؤكد الكتاب على أن اللوبي الصهيوني يستغل الدين، فالأمريكيون المحافظون يؤيدون إسرائيل بحجة القيم الثقافية والسياسية المشتركة، ورداً على عقدة (محرقة اليهود الجماعية ) كما يؤمن المحافظون بأن قيام إسرائيل /1948/ كان تحقيقاً لنبوءة توراتية، و بأن إسرائيل ستستمر في لعب دور مركزي في القدر الإلهي .

إن التركيز التام على أحاديث توراتية يحمل العديد من المسيحيين على النظر إلى الشرق الأوسط وكأنه صورة لما ورد في التوراة ...فإسرائيليو القرن العشرين هم إسرائيليو التوراة .

ويخلص الكاتب إلى مقولة مفادها أن هناك تضليل للمسيحية و الإسلام لتحقيق أهداف الإمبريالية و الصهيونية في المنطقة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى