تحليل قصيدة أيلول الشاعر لإيليا أبي ماضي
التقديم:
قصيدة رائيّة نُظمت على بحر الكامل و تفعيلاتهُ [متفاعلن ×3 و مثلها في العجز] للشاعر اللبناني"إيليا أبو ماضي"(1911-1954) مقتطفة من ديوانهِ"تبر و تراب". يتغنّى فيها الشاعرُ بجمال فصل الخريفِ وفعلِهِ في الطبيعِةِ مؤثرا في القارئ قصد اِقناعهِ.
يمكن تقسيمها إلى مقطعين وفق معيار الإجمال و التفصيل:
+ م1: من البيت1 إلى البيت 3: الإجمال: جمال الحياةِ في فصل الخريفِ.
+ م2: بقية القصيدة: التفصيل: و يمكن تقسيم هذا المقطع إلى وحدتين حسب معيار التحول في الوصف.
* الوحدة 1: من البيت 4 إلى البيت 9: وصف عناصر الطبيعة في الخريف و مظاهر الجمال فيها.
* الوحدة2: من البيت 11 إلى البيت 13: إعجاب الشاعر بفصل الخريف.
المقطع الأول:
انبنى المقطع الأول إيقاعيًا على تقليدٍ شعري شاع في الشعر العربي القديم ألا وهو"التصريع"(الذّرى/ أرى ) كما استجابت القصيدة في بنائها إلى تقاليد الكتابة الشعرية القديمة بتوزعها على صدر و عجز.
اِنفتحت القصيدة بجملة تقريرية إسمية في الصدر"الحسن حولك في الوهاد"لإخبارنا بأمرٍ مفادهُ بتواجد الحسن في كل مكان"(الوهاد و الذُّرى)، أما عجز البيت الأول فقام على أسلوب إنشائي طلبي من خلال توفر بعض الأعمال اللغوية كالأمر (أنْظُرْ) و الإستفهام (ألست).
يُخاطب الشاعر من خلال هذه الأعمال اللغوية المتلقيَ و يحثه على التأمل جيدا حوْله محاولا إقناعهُ بأن الجمال في الوهاد و المرتفعات لا نظير له، فيصف شهر أيلول (سبتمبر) و تأثيرهُ في الطبيعة مُحاولًا ان يغيّر الصورة المألوفة للخريف. و يوظف في وصفه لجمال الحياة في الخريف جملة من الأساليب كالجمل الإسمية:
– أيلول يمشي في الحقول و في الربى.
– الأرض في أيلول أحسنُ منظرَا.
– شهرٌ يوزعُ في الطبيعةِ فنهُ.
و التشخيص:"أيلول يمشي في الحقول"شجرًا يصفق".
إذن يضطلع السرد بوظيفتي الحجاج والتّأثير قصد اقناع المتلقي بوجاهة طرحٍ مفاده جمال الطبيعةِ في فصل الخريف.
المقطع الثاني:
+الوحدة 1:
يتميز هذا المقطع في مستوى عروضهِ و إيقاعه بكثافة الظواهر الإيقاعية التي تكسب القصيدة نغميةً كالتدوير في البيت الرابع و التماثل الصوتي"دافقٌ/ رائقٌ""أخضرا / أحمرا""ألوان / ألحان"و المماثلة التركيبية:
و تذوبُ أصباغًا كألوان الضحى
و تموج ألحانًا و تسري عنبرا
وقد أكسبت هذه الظواهر الإيقاعية القصيدة جرسًا موسيقيًا ساهم في غنائيتها.
اِنفتح المقطع الثاني بحرف الاِستئناف"فاء"الذي يفيد ترتيب التفسير أو التفصيل.و في ذلك تدرّجٌ من الإجمال إلى التفصيل. تدرج من التغني بجمال فصل الخريف إلى ذكر عناصر الجمال فيهِ.
الموصوفات
الصفات
+ النورُ
+ الماءُ.
+ العطْرُ.
+ مياهُ الأنهارُ.
+ الأشجارُ.
سِحْرٌ دافِقٌ.
شِعْرٌ رائقٌ.
أنفاسُ الثرى.
اِستحالت أغانيَ.
تحمرُّ أوراقُها و تصفرُّ.
ينوّعُ الشاعِرُ في قنوات الوصف كالبصر و الشم و السمع. و في الأساليب التعبيرية كالجمل الإسمية (النور سحرٌ دافِقٌ / الماءُ شعرٌ رائقٌ..) و التشخيص ( يُصفّقُ ) و التشبيه ( كألوان الضحى/ كأنها صُورٌ نراها في الكرى)، مُقيما مقارنةً ضمنية بين فصلي الخريف و الربيع يُريدُ من خلالها إقامة مفاضلة بين الفصلين ينتصر فيها الخريف، فهو يريد اِقناع المتقبل بأن فصل الخريف المرتبط في أذهان العامة بالرتابة و الملل و موت الطبيعة هو فصل تتجدد فيه و تنبض بالروح موظفًا أسلوب الإنشاء الطلبي كالأمر"أنظر"و النهي"لا تحسب"
+ الوحدة 2:
يتقاطعُ في هذه الوحدة الأسلوب الإنشائي ("التعجب"للّه من أيلول لمدح فصل الخريفِ فهو يأتي أخر شهور السنة غير أن حسنه فاق كل الفصول و"الاستفهام"من ذا يُدبجُ / من يُصوّرُ و غايته من هذا الاستفهام التأكيد على أفضلية الخريف على كل الفصول متحديا أن يضاهيه في حسنه فصل أخر) والخبر (لمست أصابعه السماء.. فيعطي الخريف بعدا جماليا يخلفه في الأرض و الطبيعة: السماء والأرض)
خاتمة:
بدا الواصف متأثرًا بشدة بفصل الخريف نتبين ذلك في إغراقه في الوصف و تفضيله عن غيره من الفصول و إقناع المتقبل بوجاهة رأيه.
مشاركة منتدى
20 شباط (فبراير) 2023, 13:41
تلخيص النص
12 شباط (فبراير), 17:43
هل يتناسب النص و الاهداء الذي صدر به .علل اجابتك بما تراه مناسبا من الحجج
24 تشرين الثاني (نوفمبر), 18:17, بقلم moine
فقرة عن الطبيعة الغاضبة و الطبيعة الهادئ