الاثنين ١ آذار (مارس) ٢٠٠٤

بعد الرحيل

غادة باسم مسعود ـ بنات سنيريا الأساسية / قلقيلية

لم يكف عن الحديث... عن ماذا؟.. لم أكترث في البداية كل ما أعرفه أنه ضخم الجثة وتنبعث منه رائحة دخان السجائر ... رائحة كثيفة متكتلة من يديه وفمه وعينيه... لكأنما تصاحبه هذه الرائحة منذ نعومة أظفاره، أما هو فعجوز هرم حفرت السنون على وجهه علاماتها وخطوطها واستقرت على ملامحه الحزينة.

دار حديث طويل بينه وبين السائق، حول ماذا؟ لم أعره اهتماما لم أفهم في البداية، كل ما كان يثير غضبي وأعصابي... رائحة السجائر تلك، حاولت فتح زجاج النافذة أكثر من مرة إلا أن هطول المطر المتزايد حال دون ذلك، فكلما شق زجاج النافذة، انهالت قطرات المطر نحوي كشلال جارف، فأعاود إحكام إغلاق النافذة، وتعود رائحة السجائر تخترق أنفي وصدري لتثير أعصابي واشمئزازي خاصة بعد أن أخرج تلك السيجارة اللعينة لتستقر في إصبعيه وشفتيه فيمتص سمها وينفث دخانها لينشر الأخير حولي ويستقر في صدري، لا أكاد أنسى تلك اللحظات الصعبة التي حاولت تمالك أعصابي وكتمان الرغبة في الصراخ.

حاولت كثيرا أن الفت انتباهه ليشعر بانزعاجي... لكنه لم ينتبه ولم يكترث بتلك العبارة التي ألصقت فيه مقدمة السيارة " الرجاء ممنوع التدخين"، وبنداءات السائق له بالتوقف عن التدخين مدعيا أنها هوايته ومنفسه بعد أن فقد كل شيء.

تعجبت في البداية ... كيف يستعذب شيخ عجوز ... لربما تجاوز السبعين من العمر، تلك السيجارة الحمقاء... كيف يستلذ سمها ورائحتها ودخانها المتصاعد ولهيبها الحارق .

راقبته بحذر وهو يمتص سم تلك السيجارة حتى الرمق الأخير، ثم يلقى بها على الأرض ويدوسها بقدمه كحشرة قبيحة سكنت المكان وماتت فيه.

كان من المفترض أن نقطع المسافة في زمن لا يتجاوز العشرين دقيقة، ولكن بعد أن تقطعت أوصال المدن والقرى، وأصبحت كل واحدة تشكل معبرا، أصبح من المفروض اجتياز الحاجز الإسرائيلي ثم ركوب الحافلة أو أي سيارة على أن تكون آمنة – ثم تجاوز البوابة الإسرائيلية وركوب سيارة أخرى، وبين الركوب والمسير ساعة وقد تزيد.

تمنيت أن تمضي تلك الدقائق بسلام لأصل المدرسة وأتخلص من تلك الرائحة، نظرت عبر النافذة. كانت قطرات المطر تنهمر، تتسابق لترتطم بزجاج النافذة كان الجو حزينا كوجه هذا العجوز ، كملامحه... كرائحته... كصوته الحزين.. البالي القادم من واد سحيق أو من بئر عميق.

سأله السائق : من أين أنت يا عم؟

العجوز : من جنين.
السائق: من جنين؟!! .
العجوز : بل من مخيمها.
سقطت الكلمة على مسمعي كصخرة ضخمة انزلقت ... تدحرجت من قمة جبل واستقرت أسفل الوادي.
اختلست النظر إليه طويلاً وكأنني أراه الآن للمرة الأولى.
نظر السائق إليه عبر المرآة وعاود السؤال : مخيم جنين؟! .... كيف هو الآن؟
أحنى العجوز رأسه متأملاً سيجارته
ـ ركام. قال باقتضاب .
ـ وكيف عدت سالماً.

ضحك العجوز
ـ سالما! ... سالماً كما يعود القائد المنكسر من ساحة الحرب.. مذموماً، مدحورا، ليس اليوم فقط، بل منذ زمن.

ـ لماذا تقول هذا يا عم؟ ما دام في العمر بقية فلا بأس من استمرار الحياة.. وكما يقولون " في المال ولا في العيال".
اغرورقت عيني العجوز وقال:
ـ ماذا لو كان الاثنين معاً؟
.
استدار السائق نحو العجوز وهو يمسك المقود بإحكام
ـ يبدو أنك عانيت الكثير يا عم.

ضحك العجوز: " منذ زمن... عندما وجدت نفسي وعائلتي ... بعد اشتداد المعارك نجبر على الرحيل من يافا... يافا البحر والبيت الجميل... كنت في العاشرة... كانت والدتي تردد هذه العبارات " سنعود إلى البيت" ليست إلا أسابيع قليلة، وعندما تنتهي الحرب سنعود" لم يصدق أبي تلك المقولة التي يروجّها الكثيرون، ووجدنا أنفسنا تحت سقف خيمة، نستجدي الماء والخبز بعد أن كنا نمن على الآخرين، وامتدت الأسابيع إلى أشهر أكلنا فيها مما تأكله الدواب... ورق الأشجار وحشيش الأرض... لم يطق أبي المكوث وفكر في العودة.

وبعد انتهاء الحرب عدنا كبعض من عادوا. وصلنا يافا ... كانت قد تغيرت.. لا أعرف ما أن تغيرت بالفعل، ولكن والدي كان ينظر إليها وكأنه يراها للمرة الأولى ويقول : "ليست يافا ... ليست يافا" وعندما وصلنا البيت كنا قد استبدلنا بسكان جدد... آخرين... لا يحملون لغتنا ولا ديننا ولا لون تراب يافا وبحرها.

ورحلنا من جديد... إلى الأردن... لم نمكث طويلا ذلك أن الحياة لم ترق لوالدي وعدنا لنوصم بكلمة لاجئ تحت سقف المخيم، غرفة صغيرة وأثاث بسيط لا يكاد يكفي أمام البرد القارص.

استمرت الحياة الذليلة، كبرت، وتزوجت، وأنجبت تحت سقف المخيم وتحت سقفه أيضا ضاع كل شيء... البيت... الزوجة.. الأولاد.. الأحفاد، حين أصبحوا أمام عيني جثثا ساكنة متعفنة لا حراك فيها.
لم يبقى سوى هذا الجسد البالي يتشبث بهذه الحياة الذليلة ويتذوق حسرات لا تقوى عليها جبال الأرض، ومن جديد ... أبو صابر لاجئ في خيمة.

يسأل أحد الركاب والى أين أنت ذاهب الآن يا أبا صابر؟
ـ إلى ابنتي ... هي آخر ما تبقى لي بعد أن أصبحت وحيدا، ألح علي زوجها بالقدوم والعيش معهم... زوجها رجل طيب وشهم ولكن لم أشأ أن أكون حملاً ثقيلاً على كاهل ابنتي وزوجها، لهذا ابتعدت ولكن الشوق إليها ولحفيدي أثقل كاهلي ودفعني إلى المجيء ليس بالعمر بقية.. لهذا سأمضي ما بقي من عمري إلى جوارها وعزائي الوحيد هو حفيدي الصغير "سيف" .. لكم اشتقت إليه.. إنه طفل جميل وذكي وموهوب جداً.. يحب الحلوى كبقية الأطفال وعدته ذات مرة بهدية ثمينة أن تفوّق في دروسه وتفوق ولم أتمكن من إحضار الهدية.. يريد قطارا يسير فوق سكة الحديد الذي رآه في التلفاز.

المجزرة لم تبقي لي شيئاً، وفكرة الإقامة عند ابنتي كانت مرفوضة بالنسبة لي... ولكن... وبعد أن وصلت لهذه الحالة وجدت نفسي مجبراً على القبول بالأمر الواقع.

بعت قرط زوجتي، كان هو آخر ما يذكرني بها. اشتريت له القطار وكيساً من الحلوى وضعتها هنا في الصندوق" وأشار إلى صندوق خشبي صغير يضعه بالقرب من قدميه".

توقف هدير محرك السيارة.. ووجدت نفسي أصل بسرعة إلى المدرسة، إنه اليوم الأول الذي نعود فيه إلى المدرسة بعد عطلة العيد السعيد.. ولا أدري إن كانت السيجارة لا زالت قادرة على طرق أبواب أيامنا الثقيلة.

تركت قصة العجوز في نفسي أثراً عميقاً ووجدت نفسي أقصها لزميلاتي. قرع الجرس...اصطف الطلبة في انتظام... دخلوا صفوفهم تتبعهم معلماتهم.

الحصة الأولى لغة عربية، توجهت باتجاه الصف الثاني، دخلت الصف، ألقيت التحية.... تأملت الوجوه.. حاولت التظاهر بالسعادة.
ـ كيف أمضيتم العطلة؟ كيف كان العيد هذه السنة؟ هل استمتعتم؟.
لم أتلقى إجابة... كانت الوجوه واجمة حزينة... شعرت أنهم كانوا معي واستمعوا إلى قصة ذلك العجوز"أبو صابر" .. لم يكن وضعهم طبيعياً، هدوءهم يفوق الحد... شقاوتهم... براءتهم تلاشت وعيونهم استقرت باتجاه أحمد.. بل على المقعد الفارغ بجوار أحمد.
تساءلت : أين زميلك يا أحمد؟ أهو غائب؟

" بقي أحمد يحدق بالمقعد الفارغ".

توجهت نحو مأمون وسألته: أين ابن عمك يا مأمون.. لم يتغيب يوما عن المدرسة، أتظنه لا يزال يعتقد أن اليوم عطلة أيضاً ها... ها.
" افتعلت الضحك ولكن العيون لم تزل هناك لم تبرح ذلك المكان".
تناولت سجل الحضور والغياب: غياب واحد فقط.. أليس كذلك؟
صرخ أحمد : بل لا يوجد غياب.

نظرت إليه: وماذا عن المقعد الفارغ؟

ـ سيبقى فارغا طوال السنة.

ـ وزميلك؟!
ـ لن يعود إلى المدرسة بعد الآن.
ـ ولماذا؟
ـ صرخوا جميعا : مات .. استشهد في الحديقة.
كانت المفاجأة ثقيلة جداً عليّ، صعبة لم أقوى على تحملها ... جلست أبحث عن خبر عابر... اقرأه في وجوههم ينكر صحة ما سمعت، لكن الحقيقة أدهى وأمر.. الطفل مات.. استشهد أمس الجمعة في الحديقة. كان زملاؤه قد قرروا قضاء اليوم بطوله في الحديقة. عرض الأمر على والديه فعارضا، توسل... بكى ... وأخيرا وافقا، وذهب ليمضي آخر يوم في مراتع طفولته تحت أزيز الرصاص لتستقر إحداها في رأسه في جمجمته وينتهي الأمر به إلى جثة مشوهة الرأس في الثلاجة.

قرع الجرس أخيراً، أصبح بمقدوري العودة للبيت.. للراحة، كان يوما ثقيلا منذ البداية مرت ساعاته بطيئة جداً.
ركبت السيارة... وكنت الراكب الأول.. فإذا بها تلك التي استقليتها في الصباح وعلى الفور تذكرت أبا صابر وحكايته المريرة.. ولم تكن سوى لحظات حتى ظهر العجوز من بعيد يحمل الصندوق نفسه... يتحه نحو السيارة.. اقترب أكثر ثم صعد السيارة وجلس بجواري.

دهش السائق عند رؤيته إياه نظر إليه عبر المرآة المعلقة أعلى زجاج السيارة ثم استدار إلى الخلف وصرخ:

ـ أنت ... أنت يا عم أبو صابر" من جديد.. ماذا .. ألم تجد ابنتك وزوجها، أم عدلت عن فكرتك؟

ـ لزم العجوز الصمت وأخذ يقلب ثيابه باحثا عن علبة السجائر.
ـ عاد هدير محرك السيارة يزأر فوق أرضية الإسفلت الصلبة، كانت السيارة تنهب الطريق بجنون، أما العجوز فأشعل سيجارته وعاد لممارسة هوايته المفضلة إلا أنني نسيت في غمرة ما حدث سيجارته ودخانها وسمها.. كانت يده تمسكها بإحكام.. ترتعش.. ترتجف... ترتعد رمقته بحذر.. كانت عيناه شاردتان.. تخترقان النافذة.. تتأملان الأرض والشجر والعشب والسماء.. وتلك الشمس وهي تتمطى في مساء غائمة.

سأله السائق : أعائد إلى جنين؟

نفث العجوز دخانه في الهواء : لا.

ـ إذن إلى أين؟

ـ لم أقرر بعد.

ـ لماذا لم تمكث عند ابنتك؟

ـ أبقى ... ولماذا... لأحتسي حسرات جديدة.

ـ كانت رائحة الدخان قد شقت طريقها عبر أنفي إلى صدري، وبدأت على أثر ذلك بالسعال... سعلت كثيرا حتى أن العجوز قد شعر بذلك.
ـ اقترب مني ، أراد أن يسر إلى بشيء وقال وهو يشير إلى بسيجارته : أتزعجك؟

لا شك أنها تزعجني ولكنني أثرت أن أقول : لا ليس كثيراً.
أطفأ سيجارته بكل لطف تكلم لكأنه يحث نفسه:
" منذ زمن وأنا أرتشف سمها واعتصره داخل صدري علها تنتزع الحياة من هذا الجسد ولكن يبدو أنها أضعف من أن تقضي على جسد لا يجيد سوى التشبث بهذه الحياة الذليلة.

قال كلماته بحرقة: ثم رفع صندوقه على الأرض وفتحه ثم تناول بعد الحلوى، قال لي:
ـ خذيها .
ـ شكرا، لا أريد.
ـ خذيها يا ابنتي .. لم تعد ملكا لأحد.
ـ أخذتها وشكرته، وشعرت أنه بمقدوري الحديث معه، ترددت في البداية.
ـ ولكنني سألته : لماذا لم تعد ملكا لأحد؟... ألم تقل – في الصباح- أنها لحفيدك.
ـ عاود النظر إلى النافذة ثم قال في نفاذ صبر: لم يعد لي أحفاد بعد اليوم.

قال السائق:" إذن رفض زوج ابنتك بقاءك عندهم. "
ـ صرخ أبو صابر: لا .. بل مات سيف.. استشهد.. قتلوه دون ذنب اقترفه.. ماذا لو أبقوا على حياته.. ماذا فعل ليموت؟ لم أصدق خبر استشهاده حرصت على أن آتي باكرا لأراه قبل أن يذهب إلى المدرسة .. وصلت ولم أجده.

ـ وقعت كلماته على مسمعي كحجر صغير صلد بعنف في مستنقع قذر، وقع حتى القاع تعكرت ماؤه وفاحت رائحته.. واهتزت أمواجه حلقات دائرية صغيرة.. ما لبثت أن اتسعت شيئا فشيئا حتى تلاشت أخيرا.
ـ إذن فهو سيف .. حفيده سيف.. أفضل تلاميذي وأذكاهم.. ترى أي ذنب اقترفه أبواه لتقتلع ثمرة حبهم بهذه الوحشية؟!... وأي ذنب اقترفه هو لتكون نهايته بهذه الصورة؟!... ارتسمت صورته في مخيلتي كشريط سينمائي ورأيته يقرأ .. يكتب.. يسأل ويجيب...يضحك... يركض ويركل الكرة في ساحة المدرسة... ورأيته وهو يساعد أحد زملائه حين سقط على ركبته.
بكى أبو صابر:

ـ اعتقدت انهم يكذبون ... وأنه سيعود من المدرسة.. لهذا انتظرت عودة طلاب المدرسة. فعادوا جميعا إلا سيف لم يعد.. وحده لم يعد، فلماذا أبقى؟ تركت المكان .. هربت.. لم يرني أحد.. لم يشعر بي أحد.

عم صمت قاتل.. مرت فيه اللحظات بطيئة للغاية. كانت العيون تتجه نحو العجوز لا تدري إن كانت إشفاقاً أم إعجاباً.

توقفت السيارة أخيرا بالقرب من الحاجز الإسرائيلي، كانت السماء قد امتلأت بالغيوم وبدأت قطرات المطر بالتساقط... نزلنا من السيارة.. أخرجت مظلتي لأحتمي بها من المطر. أما العجوز فكان قد ربط صندوقه بحبل أسود متين. سار أمامي مسرعا ممسكا بالحبل جارا بصندوقه على الأرض غير عابئ بالمطر وبالأرض المبتلة. نظرت إليه.. تأملته كانت قطرات المطر تتحاشاه، تنحرف مبتعدة عنه.. لا أدري خوفا أم إجلالاً؟!.

وصلنا الحاجز كان الجنود يستوقفون الناس طوابير يفتشون أمتعتهم .. بطاقاتهم الشخصية، يهينون هذا ويعتقلون ذلك.
صرخ الجندي:

ـ أنت، أنت.... يا حيوان.. إلى أين؟.. توقف يا كلب.. ما الذي تجره؟... أمسكوه.

قطع الحبل من يد العجوز... ووجد نفسه يركض بسرعة.
صرخ جندي آخر" ابتعدوا عن الصندوق.. جسم مشبوه.. أمسكوا العجوز ".

لم يتوقف أبو صابر، بل ظل يركض مجتازا الحاجز الاسرائيلي، ركض خلفه أحد الجنود بسحنة متوحشة ورأس ضخم، ركض تحدوه الرغبة في الإمساك بالعجوز، أخذ تعليماته بإطلاق النار......أطلق عدة رصاصات اخترقت جسد العجوز واستقرت فيه.
سال دمه فوق الإسفلت أحمر قاني.. حار، ظل كما هو أحمر.. وحار , حتى أن قطرات المطر لم تشأ الاختلاط به.

هاج الجمع وماج.. وبقي الكل يحدق بجثة العجوز وبصندوقه العجيب.. تناقل الناس حكاياته.. أما ذلك الجلاد الصهيوني فكانت السعادة تغمره ذلك أنه نجح في اصطياد فريسته بكل دموية.

اقترب جنديان بحذر تجاه الصندوق، وآخران تجاه جثة العجوز ينتشانها " يتفقدانها" يقلبانها كمن يقلب قطعة لحم تحت نار هادئة وبعد أن انتهيا رفسه أحدهما بقدمه، أما الآخران فكانا قد احضرا آلة لكشف المعادن أو المتفجرات، وعندما تأكدا أن الصندوق آمن فتحاه بقوة وثقة.. أخرجا ما به.. تأملاه طويلا ثم ضحكوا بجنون وأخذوا يلقون بالحلوى على الأرض، أما أنا فأخرجت تلك التي أخذتها من العجوز.. تأملتها وتأملت تلك الملقاة على الأرض، وعدت أحتفظ بقطع الحلوى في جيبي.

تجمهرنا حوله .. حول جثته الساكنة ؟ تأملت وجهه كان يبتسم.. يبتسم لي أظنه رآني.. أظنه رآني.. شعرت بذلك، كيف وقد مات؟! .
حضرت سيارة الإسعاف لتنتشل جثة أبا صابر عن الأرض.. وإلى الأرض أيضا!.

فرقونا من حوله بوحشية.. أطلقوا القنابل الصوتية والغاز المسيل والرصاص الحي.

لم يكن أمامنا سوى ترك المكان.. سرت ببطء، أجر نفسي وبين الحين والآخر وجدت نفسي التفت إلى الخلف حيث هم، ألقيت عليه نظرة الوداع وعند المساء كانت جثته ترقد بالقرب من حفيده "سيف" وهي تنعم بالطمأنينة والسكينة.

غادة باسم مسعود ـ بنات سنيريا الأساسية / قلقيلية

مشاركة منتدى

  • انها محنة الانسانية كلها , ان مايحدث في فلسطين المحتلة وصمة عار على جبين الانسانية والديمقراطية والعولمة وكل عزيز تتشدق به الحضارة الهشة الجديدة , وكم من ابوصابر ذهب وكم من ابوصابر سيذهب حتى يشعر بهم الضمير العالمي النائم, اما الضمير العربي فلا فائدة من الاتكال عليه لأن ( قومته مثل نومته!!)

  • القصه رائعه والاسلوب رائع جدا
    غير انى كنت اتصور بطله القصه طالبه فى المدرسه ولم ادرك انها معلمه الا عندما ذكرت انها كانت تدرس ل سيف فى الفصل
    اعتقد ان فى هذا عيبا ما او قصورا فى توضيح شخصيه المعلمه من بدايه القصه حيث ان كل الاحداث والمواقف لم توضح جيدا انها معلمه
    كل التعبيرات كانت تشير الى انها طفله صغيره عائده الى المدرسه
    غير انى تاثرت جدا بأحداث القصه واستمتعت بها جدا

  • قصة جميلة جدا ذات معنى عميق ...........مع تمنياتي بتحرير فلسطين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى