براء وغيمة العطاء
براء طفل يحبّ الرّسم وعالم الألوان كثيرا. حين يمسك بقلم الرسم يمتطي أجنحة الخيال، ويسافر إلى عوالم ساحرة: يرى أسماكا تسبح في الهواء، وعناقيد عِنبٍ تتدلّى من السماء. يسمع غناء النجوم، ويصغي لضحكات القمر...، فينقل كل ذلك على ورقة الرسم.
في عطلة نهاية الأسبوع، ركب براء دراجته وخرج برفقة صديقه ياسين إلى الحديقة. جلسا على مقعد خشبي وسط النباتات والأزهار، وشرعا يرسمان ويلونان بعض أحلامهما الجميلة.
رسم ياسين غابة خضراء متشابكة الأشجار يمر بوسطها نهر ماء رقراق، ورسم براء غيمة كبيرة تحمل بين ذراعيها القويتين صندوقا مملوءا بالهدايا.
نظر ياسين إلى لوحة براء وقال: "كم هي رائعة وجميلة!.. ولكن لمن كل تلك الهدايا التي في الصندوق؟"
– "إنها لأصدقائنا في المخيمات". رد براء، ثم أضاف بصوت حزين: "ليتها كانت حقيقية!"
فكّر ياسين قليلا، وقال: "ما رأيك لو نعرض هذه اللوحة للبيع وبثمنها نشتري لهم الكثير من الهدايا؟"
– "كيف؟!.. وأين؟!.. ثم من سيشتري منّا غيمة!؟". تساءل براء.
أخبر ياسين صديقه بوجود معرض لبيع اللوحات الفنية بالمدينة. وبسرعة ركبا دراجتيهما وانطلقا باتجاهه.
استقبلهما مدير المعرض بترحاب، وسألهما بدهشة وإعجاب: "من منكما رسم هذه اللوحة؟!"
– "إنه صديقي براء.. وقد سمّاها: غيمة العطاء". قال ياسين.
– "لوحة جميلة واسمها مميز!.. أكيد ستنال إعجاب الجميع".
وضع المدير الرسمة داخل إطار مزخرف، ثم علقها على الجدار. وما هي إلا دقائق قليلة حتى تجمّع أمامها عدد كبير من الزوار.
دفعت إحدى السيدات مبلغا كبيرا مقابل غيمة العطاء، فغمرت الفرحة قلبي ياسين وبراء. سألهما مدير المعرض مودّعا: "ماذا تنويان أن تفعلا بهذا المال؟". ضحكا ضحكة واسعة وقالا بصوت عال: "سنسعد به بعض الأصدقاء."
دخل الصديقان مركزا تجاريا للتسوّق، واشتريا منه الكثير من الألعاب والهدايا. حملاها على دراجتيهما، وانطلقا بها نحو المخيمات.
= انتهت =