الجمعة ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩

باب الخليل في القدس القديمة

ذكره المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم باسم باب محراب داود، ويسمى أيضا باب يافا، ويسمى باب بيت لحم.

وهو أيضا بوابة عمر لأنه الباب الذي دخل منه عمر بن الخطاب عند تسلمه القدس.

وسبب تعدد التسميات أن الباب يؤدي غربا إلى بيت لحم والخليل ويافا، فسمي بأسماء المدن التي يؤدي إليها غرب القدس.

جددتْ عمارته في سنة 747 هـ / 1540ـ 1541 م في عهد السلطان سليمان القانوني.

ويتكون هذا الباب من مدخل وعقد حجري كبير مدبب، وبينهما نقش كتابي حجري تذكاري يبين اسم السلطان، وألقابه وسنة البناء ويغطي فتحة المدخل مصراعان كبيران من الخشب المصفح بالنحاس، ويؤدي المدخل إلى دكاره يغطيها قبو مروحي، ثم يؤدي إلى ممر ينعطف إلى جهة اليسار، ثم ينعطف إلى جهة اليمين حيث ينفذ إلى داخل القدس.

وتقع في الجهة الشمالية الشرقية منه قلعة القدس (قلعة باب الخليل) التي ينسب بناؤها إلى هيرودوس الحاكم الأدومي لمقاطعة فلسطين في عهد الرومان. أما المئذنة والمسجد في القلعة فهي بناء عثماني وهذا ما كُتب عليها حرفيا بالتركية:

سخا مظهر انعام ورضاي خداخوب حاصلات وعمل يسند يعني سلحدار محمد باشاحضرت داود مقامنده..... ايلدي برماذنة خوش بناتاريخي منارة زيارت...... بادي سلحدار محمد باشا

..وآخر من رمم القلعة هو الناصر قلاوون في عهد المماليك.

وتبلغ مساحة القلعة أكثر من سبعة دونمات، وتحتوي على مساحات وغرف وقاعات متعددة ولها مدخل واحد من جهة الشرق والثابت أنها بناء إسلامي يؤيد ذلك مخطوطتان حجريتان عثر عليهما عام 1938 الباحث الأثرى جونز موكان مدير الآثار الإسلامية أيام الانتداب البريطاني.

تقول الأسطورة أن كل غاز للقدس يدخلها من باب الخليل. ولذلك حين زار القيصر الألماني ڤيلهلم الثاني القدس عام 1898، قامت السلطات العثمانية بهدم جزء من سور المدينة مباشرة بجانب باب الخليل لكي يدخل منه ظاناً أنه يمر عبر بوابة الخليل. وفي عام 1908، بـُني برج ساعة بالقرب من الباب، ليخدم المنطقة التجارية الناشئة في المنطقة. البرج استمر فقط لعقد من الزمان: فقد هدمه البريطانيون عندما احتلوا القدس.

وفي 1917، دخل الجنرال البريطاني إدموند ألِنبي المدينة القديمة عبر باب الخليل، وألقى خطبة عند قلعة القدس (المسماة خطأ: برج داود).

دخل ألِنبي المدينة راجلا ليظهر احترامه للمدينة ورغبة منه في تجنب المقارنة مع دخول القيصر في عام 1898. وقد أزال البريطانيون مبان أخرى ملاصقة لسور المدينة عام 1944 في محاولة للحفاظ على الهيئة التاريخية للقدس.

وأثناء حرب فلسطين، قاتلت القوات الإسرائيلية بضراوة لربط الحي اليهودي في المدينة القديمة مع القدس الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل بالسيطرة على باب الخليل. وفي عشية الثامن عشر من مايو 1948 شنت قوات الهگناه هجوماً أمامياً شديداً إلا أن العرب صدوهم ببسالة وكبدوهم خسائر عالية. وبانتصار الأردنيين في 1948، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من السيطرة على باب الخليل حتى حرب 1967.

وكأقصى الأبواب غرباً، فباب الخليل هو الأكثر استعمالاً من المشاة والسيارات، وقد تم توسعة الميدان أمامه ليرتبط مع منطقة التسوق ماميلا خارج باب الخليل.

وفي 18 آذار 2005 كشفت صحيفة معاريف عن صفقات بيع أملاك كنسية لإسرائيليين قام بها راعي الكنيسة الأرثوذكسية في القدس البطريرك اليوناني أرينيوس الأول حيث تم بيع الفنادق والمحلات والعقارات الموجودة عند الباب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى