

المهاجر
الحانة مدججة بالسكارى وعازف عود مدجج بأحزان وطلبات أطفاله يغازل الأوتار والأوتار تغازل وحدتها الأبدية والشاعر مدجج ببحوره وكلماته يسأل الكأس والعود والعازف.
ألم تتعبي أيتها الكأس من حب السكارى؟ وأنت يا عود من أين لك كل هذه الأحزان؟ وأنت يا عازف متى ستهجر الأوتار للاستراحة ولو دقيقة قبل الموت؟
لم تجبه الكأس. حاول العود الإجابة ثم تراجع. وحده العازف أجاب.
سأهجر الأوتار والعود والحانة عندما تهجرك القوافي والكلمات وعندما يهجرك العندليب ويحرق عشه الرابض وسط قلبك.
سأهجر الأوتار عندما تصبح حبالا لشنق الزهور وسأهجر العود عندما يصبح بوقا لترديد أناشيد الساقطين والساقطات في أحضان جلادي الفراشات. وسأهجرك أيها الشاعر عندما تصبح قصائدك بحرا أمواجه تمحو أصدق الكلمات المنحوتة على شاطئ الذكريات.