الجمعة ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

المنفى البعيد.. (الفراق ذاكرة الموت)

عبد السلام عمر حسين عصمان

وأفتقِدُها مثل نجمة وحيدة تحرسُ الليل
تلك الصبيّة التي تشبه الأحلام التقيّة
كماءٍ يُكافئُ ريق المقامات
أو كشهدِ محبّةٍ يُضمّخُ ثغر الإكتفاء
كنزاهةِ الظِل فوق جذوةِ الرحيل
ما كان وجعي حُزْنًا
يُطفئهُ إختيال الضوء في أرضِ التيه
أو صمتًا هادِرًا تُوقظهُ فتنة الأجيج
ترفلُ خلف جُموحها
بل كان سرمدًا يرْزحُ بِغُرْبةِ اللغة
فوق شيخوخة قلب شاعرٍ هشْ
لا شيء ينضجُ في ذاكرتي
أيّها الدهرُ الرّديء
سوى ملامحها الراضية
كزنبقةٍ خرساء
بمزاج جريئ ولغة مذبوحة
وجملٍ من توقٍ مُحالٌ أن تكتب أو تقال
هي حالة رمادية لشعورٍ أفيوني
رغبة محمومة لابتلاع اللحظة
كخلاصٍ لعطشٍ ينقد الماء من ظمأٍ
طافح التوق والحنين
ثمّة نُدبةٍ في كفِّ القصيد
إنشطرت إلى سؤالين وبوصلة
أجابتني الريح
أنكَ يا شاعري في قلبِ التيه
وقسْوة المعمعة .
خذلتكِ الريح التي أطفأتني
يا حبّةَ قمْحٍ جفَّ بعدها نبعي
يا أيّها الحرفُ الملائكي الحصيف
أنّى لشيخٍ يُنصفُ الرثاء ابنتهُ
وقد شدّتْ قداسة الموت دمعتهُ
سيظلُ النزفُ ذبيحي باسِمًا
كالنصلِ يسافرُ في دمي
مُذْ غادرْتِنِي يا أنشودة الزيتون
بِحُنُوٍّ غادقٍ واريْتُكِ عتمةَ الثرى
رحلتِ نحو الله باسمة
وجُرْح القصيد ينكؤني
منذُ كانت الأرض طفلة
وأنتِ توْأم الزيزفون
منذورةٌ لمسافاتِ الياسمين
وحُلُم يجفل وحظٍ يتهجّى النذوب
حتى قيامة النحيب.

عبد السلام عمر حسين عصمان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى