المتعة
– قرعَ البابَ بكلِّ هدوءٍ .. دخلَ بسهولةٍ إلى غرفةِ الاستقبالِ.
أعطاها المبلغَ .. لمسَ كتفَهَا ثم همسَ في أذنها: "أودُّ أن أجرَّب حظي معك في المرَّةِ القادمة".
وناولها بعضَ الدنانير ..
– همست ببعض الكلمات .. وانصرفت به إلى الغرفة المقابلة ..
– كان فرحاً .. طارَ معها كالعصفورِ مستغرقاً في أحلامِهِ الورديَّةِ فإذا بصوتٍ رقيقٍ هادئٍِ عذبٍ، وعينانِ تكادانِ يطيرُ منها الحنان يهمسُ له:
" أخلع حذاءك وجواربك.."
ابتسم وقال لها: طلباتك أوامر .. سأنفِّذ في الحال ..
– رمى حذاءه القذر ..
دخل إلى الغرفة المقابلة .. كانت مرتبةً وبها مشجبٌ فاخرٌ .. ابتسم فبدأ كمن يأمل الاستمتاع باللحظات الجميلة التي تنتظره، وإذا بفتاة أنيقة جميلة تقول له: تفضَّل، وأخلع سترتك، وسأعلقها لك هنا..
– قال لها: «حاضر يا جميلتي، فلن أعارضك في شيء»
انصرفت به إلى الغرفة المقابلة فبدأ السرور واضحاً على جبينه.
في الغرفة التالية ظهرت له فتاة أكثر جمالاً وفتنة .. قال في نفسه: «كيف أستطيع أن أحرم نفسي من هذه المتعة»؟.
طلبت منه أن يخلع قميصه.. لم تجد صعوبة في إقناعه.. كان يحس بأن السعادة باتت قريبة منه.. في كل غرفة يدخلها ينفعل حتى الجنون.. يمازح هذه.. ويغمز الأخرى.. ويقرص تلك.. في كل مرَّةٍ يدخل على فتاة يوزِّع الابتسامات والوعود، ويزداد حماساً وهو يتنقل من غرفة إلى أخرى مقابلة ..
هذه المرَّة طلبت منه مستقبلته الحسناء أن يخلع بنطلونه.
كانت الغرفةُ مملوءةً بالدفءِ يشعُّ بِهِ وجهُهَا الحلو ..
قال يمازحُهَا:« هل هذا ضروري!؟».
أجابته بابتسامةٍ تقطر خلاعة:" أجل ، هذا ضروريٌّ جداً من أجل النظام ودقة الترتيب .. نحن جميعاً هنا نعمل على تأمين المتعة والسعادة لك .. تفضَّلْ يا سيدي..
ـ دخل الغرفة المقابلة فوجد فيها فتاة دلُّوعة تترنَّح كالهرَّةِ فترنَّح معها قلبه ..
قالت له بكل رقة: أخلع ملابسك الداخلية.
قال لها: حسناً لم يعد لديكم ما تخلعونه عني..!
ابتسمت وهمست برقة تذوب لها القلوب: ادخل هنا .. إلى الغرفة المقابلة فستجد كل متعتك.
دخل .. اصطفق الباب بعنف وراءَهُ .. فاشرَأبَّ عنقه وزاغ بصره .. حيث وجد نفسه في شارع غير الذي دخل منه إلى بيت الأحلام ، فيما كان القرف يظهر على وجوه المارة من رؤيته عارياً هكذا...؟!