أمْضَيْتَ عُمْرَاً
في خُمولِكَ سَاكِنَاً
يا أيُّها العَقْلُ المَرِيضْ
تَنْعِي زَمَاناً
قَدْ مَضَىَ
تَبْكِي عَلى أطْلالِ حُبٍّ
مَاتَ يَوْمَاً
وَانْقَضَىَ
أوْ فُرْصَةٍ ضَيَّعْتَهَا
دُونَ الوصولِ لِمَا تُرِيدْ
وَمَشَيْتَ وَحْدَكَ
فِي ضَبَابِ اليَأسِ
مَنْسِيَّاً طَرِيدْ
مِنْ أىِّ فِعْلٍ
لا يُؤثّرُ فيكَ شئٌ
لا تُؤثِّرُ في الحَياةِ
غَدَوْتَ مَعْدُومَ الوجودْ
فَتَدَهْوَرَتْ
أحْوَالُ فِكْرِكَ
مَاتَ فيكَ الإنْفِعَالُ
قَتَلتَ حِسَّكَ
فَانتَشَى فيكَ الجُمودْ
وَهرِبتَ مِنْ دنيا اليَقِينِ
لِعَالمِ الأحلامِ تُحْلُمُ
دُونَ سَعْىٍ
خَلْفَ حُلْمِكَ
كَىْ يَكُونْ
وَظَلَلْتَ تَنْدُبُ حَظَّكَ المَنْحُوسَ
تَلْعَنُ فى الظُّرُوفِ
وَتَشْتَكِى غَدْرَ السِّنِينْ
وَتَقُولُ
آهٍ
لَوْ أتَتْنِى ثَرْوَةٌ
أوْ سُلْطَةٌ
أوْ شُهْرَةٌ
آهٍ
سَأفْعَلُ مَا أريدْ
باللهِ قُلْ مَاذا تُرِيدْ
أتُرِيدُ إدْرَاكَ النَّجَاحِ
بِلا عَمَلْ
مَنْ يَا تُرَى
يَبْنِى الحَضَارَةَ والعُلا
غَيْرُ العَمَلْ
وَقُلِ إعْمَلوا
هَذا كَلامُ اللهِ
هَلْ تَرضَى بِهِ
أم أنَّ مَذهَبكَ الكَسَلْ
دَاودُ قَدْ عَاشَ الحَيَاةَ
مُكَافِحَاً
يَبْنِى وَيَأكُلُ مِنْ يَدَيهِ
وَمِثْلُهُ كُلُّ الرُّسُلْ
موسى وَعِيسى
وَالخَلِيلُ وَنَسْلُهُ
وَحَبِيبُ رَبِّ العالَمِينَ
مُحَمَّدٌ
عَاشُوا الحَيَاةَ
عِبَادَةً
وَعِمَارةً نِعْمَ المَثَلْ
هُمْ قُدْوَتِى
هُمْ قُدْوَتُكْ
هَيَّا إقْتَدِ
واسْتَبْشِرِ الكَثِيرَ
بِرَبِّنَا
كَىْ تُسْتَرَدَ
إرَادَتُكْ
فَكِّرْ
وَقُمْ
وَاعْمَلْ
وَكُنْ مُسْتَيْقِنَاً
أنَّ الحَيَاةَ
مَتَاعِبٌ وَصِعَابْ
حَطِّمْ قُيَودَ القَهْرِ
حَرِّرْ قَلْبَكَ
المَسْجُونَ فى سِجْنِ السَرَابْ
كُنْ عَالِمَاً
كُنْ صَانِعَاً
كُنْ أىَّ شَئٍ هَادِفٍ
أسْرِعْ
فَقَدْ طَالَ الغِيَابْ
إبراهيم الشربينى