الثلاثاء ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٣

السلحفاة في المستشفي

عماد فرح رزق هللا

يصاب صديقنا جيمى في بعض الاحيان بنوبات برد او بآلام بسيطة في المعدة، واحياناً يتعرض لبعض الخدوش اثناء اللعب، ومثل باقي الصغار فهو يذهب كل فترة الي عيادة الطبيب حتي يطمئن علي صحته ولم يقم الطبيب بزيادة جيمى في منزله إلا مرة واحدة فقط، لكن هل ذهب فري الي المستشفي من قبل؟

في يوم من الايام كان جيمى يلعب الكرة مع اصدقائه وكان الجميع يلعب بحماس وسعادة وفجأة سدد احدهم الكرة فاصطدمت بصدر جيمى صاح جيمى في ألم لكنه استمر في اللعب،و في المساء عندما انتهي جيمى من الاستحمام بدأ يجفف جسمه ولكنه شعر فجأة بألم شديد عندما بدأ يجفف صدره ومعدته، ألم جعله يصيح: آه آه، اقتربت امه منه وفحصته بعناية ثم قالت له: إن اول ما سنقوم به صباح الغد هو زيارة الطبيب.

لم يشعر جيمى بألم او خوف عندما كانت اصابع الطبيب تفحص جسمه خصوصاً الدرع ولكن خلال الفحص اكتشفت الطبيبة ان الدرع بها كسر بسيط، ثم طلبت من جيمى الا يتناول طعام او شراب بعد ان ينتهي من طعام العشاء، لم يهتم صديقنا فري بالطعام ولم يكن يشعر بالجوع، لقد كانت معدته مضطربه من القلق لهذا لم يفكر في اي طعام، ابتسمت الطبيبة وقالت: لا تخف انه كسر بسيط، وسنثبته جيداً حتي تشفي سريعاً لذلك سنجري لك جراحة بسيطة جداً في صباح الغد.

عاد جيمى الي بيته وبعد قليل زاره اصحابه بعد عودتهم من المدرسة، تجمع اصدقاء فري حوله عندما فتح امامهم كتاباً عن المستشفيات مزيناً بالصور وقال لهم انه هدية من الطبيبة دبدوبة، أشار الثعلب بإصبعة الي احدي الصور وسأل: لماذا يضع كل واحد منهم قناعاً؟ فأجاب انه قناع طبي وهو يبعد الجراثيم الضارة عن غرفة العمليات، سألته القندسه: هلأنت خائف من الجراحة يا فري؟ رد صديقه الدبدوب: فري شجاع، بالطبع هو ليس خائفاً ولم يقل فري اي شئ!

في الصباح ذهب جيمى ووالده الي المستشفي، كان جيمى يمسك بطانيته الزرقاء ولعبته ثم نظر الي غرفته وقال: الي اللقاء، احتضنته والدته وقالت: ستعود غداّ الي المنزل يا صغيري، رد فري: نعم اعرف ذلك، نظر والده إليه مبتسماً وقال: انت شجاع وانا فخور بك، عندما دخل فري المستشفي قام احد الممرضين بوضع سوار اسم فري حول ذراعه وبعدها طلب ممرض اخر من جيمى ان يجلس علي كرسي متحرك وقام بدفع الكرسي الي غرفة العمليات.

ساعدت الممرضة فري علي ارتداء الملابس الخاصة بغرفة العمليات وقامت بعمل بعض الفحوصات البسيطة له ثم اقترب منه الطبيب واعطاه حقنه بها دواء منوم حتي لا يشعر بأي ألم، دخل فري الي غرفة العميات ورقد علي السرير، وبدأت الممرضة تشرح لفري عمل بعض الاجهزة الموجودة بجانب فراشه، ثم قام الطبيب بوضع الحقنة التي تحتوي علي دواء النوم في ذراع فري، وقال: الآن يا فري عليك ان تقوم بالعد من واحد الي عشرة، بدأ فري العد: واحد.. اثنين.. ثلاثة.. ثم استغرق في نوم عميق.

استيقظ جيمى وفتح عينيه ببطء فوجد امامه والديه والطبيبة دبدوبه، وهنا تذكر جيمى ما حدث له وقال بصوت ضعيف: إنني لم أكمل العد، ضحكت الطبيبة وهي تقول: واكنني أكملت الجراحة، وانك سوف تشفي سريعاً ان شاء الله، بعد مرور ايام قليلة خرج فري من المستشفي وعاد الي منزله ورجع يلعب مع اصحابه كل يوم بالكرة من جديد ولكنه اصبح اكثر حذراً.

عماد فرح رزق هللا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى