
الدماغ يتحكم في وزن الاشخاص
منذ عقود والولايات المتحدة الامريكية تعاني من ظاهرة تفشي السمنة بين مختلف الفئات العمرية، لا سيما في السنوات الاخيرة. بعض الدراسات حملت العادات الغذائية غير الصحية مسؤولية ذلك بينما ذهبت اخرى للبحث عن الاسباب الحقيقية غير المرئية كالجينات والمورثات وغيرها.
معظم هذه الدراسات وما صاحبها من ابحاث استثنت بطريقة او بأخرى الدماغ عن مسؤولية تراكم السمنة في الجسم.. ما ابقى مشكلة الوزن الزائدة محط صراع بين العلماء دون ان يتوصل ايا منهم الى علاج حقيقي. الغموض الذي كان ولا يزال يكتنف اسباب السمنة، ضاعف من حجم الحملات الاعلانية ودفع بالعديد من الشركات لطرح منتجات غذائية وعقاقير طبية واجهزة رياضية واخرى كهربائية تدعي قدرتها على تخليص الاشخاص من الاوزان الزائدة خلال اسابيع قليلة.
ووفقا لاحدى الدراسات الامريكية المتخصصة فان ظاهرة السمنة تكلف الولايات المتحدة ما يقارب 75 مليار دولار سنويا. وقال مركز السيطرة على الامراض والوقاية الذي اعد الدراسة في وقت سابق ان حوالي 40 مليار من هذه التكلفة كانت من دافعي الضرائب. ويقول الباحثون ان هذه الارقام تشير الى ضرورة القيام بعمل عاجل للحد من عدد المرضى الذين يعانون من السمنة في الولايات المتحدة. وكانت الولايات المتحدة قد عارضت جهودا دولية قامت بها منظمة الصحة العالمية لمكافحة السمنة. ويقول الباحثون الذين اجروا الدراسة انهم يشعرون بكثير من القلق من التكاليف المتزايدة لمعالجة امراض السمنة. وتقول الدراسة ان ثلث الامريكيين مصابون بالسمنة المفرطة، وان ثلثا اخر مصابون بالسمنة المتوسطة.
وهذا يعني ان هؤلاء معرضون للاصابة ، اكثر من غيرهم ، بامراض القلب والسكري والامراض المزمنة. يضاف الى ذلك ان المصابين بالسمنة في الولايات المتحدة يضعون كثيرا من الضغط على النظام الصحي في البلاد. من جهة ثانية بقيت مراكز البحث تواصل جهودها لمعرفة اسباب تراكم السمنة ، الى ان خلصت دراستان الى أن تنويعات جديدة لـ7 مورثات تشير إلى العامل الذهني كأحد أهم مسببات السمنة. وترى الدراستان وفقا لمجلة نيتشر جينيتكس العلمية أن الدماغ يؤدي دورا جوهريا في ضبط الشهية إلى الطعام، وأن العوامل الأيضية، المرتبطة بإفرازات الجسم ونشاطه العضوي، ليست الوحيدة المسؤولة عن السمنة. وقد أخضع الباحثون للدراسة عينات وراثية اخذوها من آلاف الأشخاص، في محاولة للكشف عن أدق التغيرات الوراثية. ووجدت الدراستان -اللتان أنجزهما فريقان أيسلندي وآخر دولي- أن العديد من التنويعات السبعة مصدرها الدماغ. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية ان نتائج الدراستان أظهرت أن أثر الدماغ على الشهية وعلى سلوك الأكل أكبر من كل تنويع وراثي الذي يؤثر على قدرة الجسم على التخلص من الدهون. ونقلت الـ "بي بي سي" عن الدكتورة كاري استفانسون العضو في الفريق الأيسلندي قولها إن نتائج الدراستين توحي بضرورة التركيز على آليات التحكم في شهية الطعام لمكافحة البدانة إلى جانب عوامل أخرى. واعتبر بعض الخبراء أن نتائج الدراستين خطوة هامة في الطريق إلى التحكم في الوزن. فيما رأى البعض الآخر أن النتائج لا تشير سوى إلى أن عددا من الناس أقل قدرة على مقاومة الرغبة في الأكل
عن الدستور الاردنية