الأحد ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٤
ندوة وطنية بمراكش في موضوع

التخييل في السينما والتاريخ

يحتل مصطلح التخييل مكانة مركزية في فنون عديدة. إذ التخييل طريقة في التعبير عن منظور ثقافي. وقد عرف المصطلح تداولا منذ الفلاسفة القدماء إلى اليوم، وتوسع توسعا شمل أجناس ابداعية متنوعة، ويقابله الأجناس غير التخييلية. فالتخييل ليس ضد التصديق من حيث الطبيعة ولكن من حيث الفعالية والتأثير في المتلقي، فحين نتحدث عن التخييل في الأجناس الفنية والأدبية فإنه ينصرف إلى معنى الخلق والإبداع، والابتعاد عن تقليد الأشياء. فالنفس تنفعل للمتخيل انفعالا نفسانيا غير ذهني سواء كان المقول أو المنظور مصدقا به أو غير مصدق.

من خلال هذا المفهوم تسعى ندوة مهرجان السينما والتاريخ، أن تقارب العلاقة المتشعبة بين السرد الفيلمي والسرد التاريخي، والوقوف على طبيعة جزئيات دقيقة تنتسج بينهما، إذ السينما في جزء كبير منها تتعامل مع المادة التاريخية في بعدها الوقائعي والأحداثي، والشخصيات التاريخية، سواء القديمة منها أو الحديثة، فالمادة التاريخية تتوسع رقعتها بمجرد أن يمضي الحدث ويبتلعه الزمن.

فكل من التاريخ والسينما يسعيان إلى إعادة القبض على الزمن، بطرق مختلفة، فالفيلم السينمائي يعبر عن روح العصر وعن تفاصيل الحياة اليومية حتى ولو اعتمد الحدث التاريخي خلفية له، لأنه يسعى من ورائها إلى تقديم نظرة خاصة ووجهة نظر معينة تنتمي لروح اللحظة. فالزمن الواقعي يتم بناؤه عبر الزمن السينمائي. ولا تكتفي السينما بالاعتماد على التاريخ مرة واحدة، بل تتعدد الافلام حول الواقعة الواحدة، كما هو الشأن مع الافلام العالمية حول الحرب العالمية الاولى والثانية والحرب الباردة، لأن السينما تعيد انتاج هذه المادة التاريخية من منظورات مختلفة محكومة بتعدد القراءة. ففي كتاب "السينما والتاريخ" للمؤرخ والمخرج الفرنسي مارك فيرو تفصيل لهذه العلاقات، التي تسعى الندوة إلى الإجابة عن بعض قضاياها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى