الإعلامي صلاح الدين مصطفى

الإعلامي القدير صلاح الدين مصطفى أحد رموز الإعلام المصري والعربي وهو من أصل نوبي ولكنه من مواليد الإسكندرية وحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة تحمل اسم الشهيد صلاح الدين مصطفى ثم انتقل إلى المعادي بالقاهرة والتحق بمدرسة المعادى الإعدادية ثم المعادى الثانوية وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة التحق بكلية طب الأسنان ثم وجد إعلاناً فى المعهد العالى للإعلام فقدم فيه وكانت اختبارات القدرات فيه تتضمن امتحاناً تحريرياً وشفوياً وغيره وكانت لجنة الاختبارات من كبار الصحفيين والإذاعيين وعندما نجح صلاح الدين مصطفى فى هذه الاختبارات ترك كلية طب الأسنان رغم اعتراض كل المحطين به ثم تحول المعهد إلى كلية فى السنة الثانية بعد التحاقه به وأصبحت كلية الإعلام جامعة القاهرة واختار صلاح قسم صحافة وذات مرة سمعه عميد الكلية فى حفلة من حفلات الكلية فحوله بالأمر من الصحافة لقسم الإذاعة والتليفزيون وأصبح صلاح الدين مصطفى ضمن أول دفعة لكلية الإعلام عام 1975

الإذاعي القدير إيهاب الأزهري اختار خمسة طلاب أثناء دراسة صلاح فى الفرقة الرابعة ليشاركوا معه فى إعداد البرامج استعداداً لانطلاق إذاعة الشباب ويوم 21 أغسطس 1975 كان أول يوم يدخل فيه صلاح مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو ثم بعد ذلك اختاره مع عزة محيى الدين لافتتاح إذاعة الشباب وكانا أول صوت يُذاع بها على الهواء الساعة 3 يوم 6 أكتوبر 1975 وأصبح صلاح الدين مصطفى مذيعا فيها وهذه الإذاعة بدأت باسم الشباب ثم أصبحت الشباب والرياضة واستمر صلاح الدين مصطفى في إذاعة الشباب والرياضة حتى عام 1980 ومن البرامج التى قدمها عبر أثيرها العالم عند أطراف أصباعك وابتسامة ومعلومة وما يكتبه الشباب الذي كان نافذة حقيقية لكل من لديه موهبة كتابة الشعر أو النثر.

أذكر ذات يوم كنت استمع للإذاعة فاسترعى انتباهي إذاعة الشباب وبرنامج مايكتبه الشباب وصوت مقدمه الإذاعي القدير صلاح مصطفى فأرسلت بعض كتاباتي عن طريق البريد من قريتنا السدس مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية إلى هذا البرنامج الجميل وإذ بالإذاعي المبدع صلاح مصطفى يقول في البرنامج : أمامي رسالة من الطالب الصغير الكبير .. الصغير سنا الكبير موهبة وقرأ رسالتي فزادت سعادتي وكان هذا الكلام الجميل وقود الدفع إلى الأمام أيضا كانت إذاعة الشباب والرياضة مكتشفة للعديد من المواهب في شتى المجالات ومنهم الفنانة نادية مصطفى فقد كانت نادية جارة للإذاعي صلاح الدين مصطفى فعرض على زميله الإذاعي عبد المجيد البنداري الذي يقدم مع الإذاعية ابتسام الصياد برنامج مواهب شابة وكان يحكم على الأصوات الموهوبة فى هذا البرنامج الموسيقار محمد سلطان وعندما شاركت نادية في هذا البرنامج واستمع لصوتها محمد سلطان أثنى عليها وتبناها فنيا.

استعانت إذاعة الشرق الأوسط بالإذاعي صلاح الدين مصطفى للعمل فيها أثناء عمله فى إذاعة الشباب لأنه كان لديهم عجز فى أصوات الرجال وكان صلاح يعمل ثلاثة شيفتات فى الأسبوع كما عمل صلاح الدين مصطفى كمضيف جوى من عام 1979 إلى 1980 فهو يحب السفر جدا وقرأ إعلاناً عن مضيفين فى شركة طيران خاصة فتقدم ونجح وأثناء عمله قدم برنامج أيامى على الهواء وكان يطير 4 أيام فى الأسبوع وفى نفس الوقت يقدم البرنامج للإذاعة بدون مقابل مادى لأنه كان حاصلاً على إجازة كى يعمل فى شركة الطيران وكان مرتبنا 29.5 جنيه فى الإذاعة وشركة الطيران 500 جينه، ثم أغلقت الشركة ومن حسن حظه أن مدير العلاقات العامة لشركة الطيران الإذاعى القدير جلال معوض.

عندما أغلقت شركة الطيران وجد صلاح الدين مصطفى إعلاناً يطلب مذيعين للتليفزيون فقدم أوراقه على باب التليفزيون مثل أى شخص من الخارج ودخل الامتحان وكانت اللجنة مكونة من خمسة من عمداء كليات الإعلام وخمسة من رواد الإذاعة والتليفزيون القدامى وكان عدد المتقدمين 1900 نجح منهم 9 وهذا فى عام 1980 وكان من بينهم صلاح الدين مصطفى وعادل نور الدين الله وثابت البرديسى ونهال كمال ومها الشيمى وقد عرض المخرج نور الدمرادش عرض على صلاح الدين مصطفى التمثيل حيث قال للإعلامية همت مصطفى وهو يشاهد الشريط الذى عليه 9 أشخاص الذين نجحوا فى اختبارات الشاشة : لو ماخدتهوش فى النشرة هاخذه يمثل وأيضاً عرض عليه المخرج حسن الإمام عندما ظهر صلاح مع عزة محيى الدين فى النادى الدولي مع سمير صبرى.

الإعلامي القدير صلاح الدين مصطفى قرأ نشرة أخبار العالم الإسلامي فى إذاعة القرآن الكريم وعمل شيفتات هواء فى الإذاعة الموجهة إلى أمريكا الشمالية بدون مقابل مادى وتقلّد مناصب عدة في التليفزيون من مذيع أخبار ومعدّ تقارير حتى وصل إلى رئيس الإدارة المركزية للأخبار المرئية ونائب رئيس قطاع القنوات الإقليمية ورئيس التليفزيون المصري كما عمل في تليفزيون الشارقة لمدة خمس سنوات وحقق فيها إنجازات كبيرة.

يعد الإعلامي الكبير صلاح الدين مصطفى من أوائل الذين قرأوا نشرة الأخبار في التليفزيون المصري وغطّى أحداثاً تاريخية منها غرفة عمليات معارك أكتوبر وأجرى أول مقابلة تليفزيونية من هناك وحصل على جائزة أفضل مذيع وهو في عمر الثلاثين إلى جانب الإعلامي الراحل حمدي قنديل