
الأسير القائد جمال إسماعيل عبد القادر الباز
الميلاد والنشأة
بزغ نور القائد جمال إسماعيل عبد القادر الباز (48 عاماً)، في أزقة مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في السابع والعشرين من يوليوعام1958م، حيث أبصر النور بعيداً عن قريته "كوكبة" المغتصبة عام 1948م، فنشأ في أحضان أسرة فلسطينية ملتزمة، وتجرع مع بقية أبناء شعبه ظلم الاحتلال.
الاعتقال:
في يوم الجمعة الواحد من شهر يوليو لعام واحد وتسعين وتسعمائة وألف، بدء الأسير جمال يجهز نفسه وودع أطفاله دون أن يعلمهم أنه في طريقه لتنفيذ عملية ضد الجنود الصهاينة، ليستقل سيارته المرسيدس، وليتوجه بها لفلسطين المحتلة عام 1948، باتجاه مدينة عسقلان لأنه كان مخطط لتنفيذ عملية هناك لقتل أكبر عدد ممكن من الجنود الصهاينة، لأنه كان قد رصدهم مسبقاً وخطط لعمليته، وفي نحو الساعة الثانية عشر ظهراً بدأت ساعة الصفر ليتقدم جمال نحو مجموعة من الصهاينة كانوا يقفون على محطة للحافلات بانتظار التوجه لعملهم ولبيوتهم، فقام بصدمهم بالسيارة، وقتل ضابط وجندي ومجندة وجرح اثنين آخرين بجروح خطيرة، ثم لاذ بالفرار لتبدأ رحلة المطاردة، حيث بدأت الطائرات المروحية بملاحقته والسيارات العسكرية وهم يطلقون النار عليه، ليتجه نحو المجدل وعندما وصل للمجدل ومن كثرة اطلاق النار تعطلت سيارته التي أصابها العديد من الأعيرة النارية، فنزل منها وأجبر سائق سيارة أخرى كان متوقف بالمجدل على النزول منها، ثم قادها ولاذ بالفرار باتجاه مدينة أريحا، ليصل حتى الأغوار بالأردن، واستمرت المطاردة 3 أيام، ختمت بإلقاء القبض عليه من وحدات الطيران الصهيوني بمنطقة نهر الأردن.
التهم والحكم
نقل جمال إلى سجن المجدل، لتبدأ جولات التحقيق التي استمرت 6 شهور، تعرض خلالها لأبشع أساليب التعذيب من شبح واستخدام الضرب المفرط، فقاموا على أثر ذلك بكسر ساقه اليسرى وتركوها دون علاج، إضافة للأساليب النفسية وعدم النوم حتى استكمال فترة التحقيق.
بعد استكمال فترة التحقيق توجهوا به صباحاً بالجيب العسكري نحو المحكمة العسكرية ليحاكموه، وكان مقيد اليدين والقدمين، وفي الطريق انتهز جمال فرصة نزول الجندي الذي كان مرافق معه بالخلف وجلوسه بالأمام، ليقفز من الجيب وليختبئ في إحدى الأحراش لمدة أسبوع وهو مقيد اليدين والقدمين دون طعام وشراب، وفي صباح يوم الجمعة بعد أن أنهك الجوع والعطش والنوم الأسير القسامي جمال الباز ما كان أمامه إلا الخروج من مكانه أو الموت فيه فقرر الخروج للطريق لكي يستقل سيارة نحو غزة، ولكنه فوجئ بأعداد كبيرة من جنود الصهاينة والجيبات العسكرية تحاصره في كل مكان، وأمروه بتسليم نفسه ليلقي القبض علية، لينقل مرة أخرى للمحكمة وأثناء محاكمته حضر أهالي القتلى من الجنود الصهاينة فحاولوا قتله، فقام وضربه بعض منهم وبصقوا عليه، فكانوا يبحثون عن أحد من أهله لكي يقتلوه بالمحكمة، ولم تكن سوى زوجته فأشعرها بطريقة ما ألا تتعرف عليه حتى لا يقتلوها.
وأثناء المحاكمة سأله القاضي "هل نفذت العملية عمداً أو بدون عمد"، فأعلنها مدوية وسط المحكمة أنا قمت بقتلهم بكل إصرار وقواي العقلية، وأنا خططت للعملية مدة طويلة، فما كان للقاضي إلا أن ينطق علية بالحكم " مدى الحياة " مؤبد وبعد المحكمة نقل لسجن عزل الرملة في غرفة انفرادية تحت الأرض لمدة عامين، كان وقتها قد منع من الزيارة حيث كان يعاني من أوضاع نفسية صعبة وصحته كانت في تدهور لأنه لا يرَ الشمس ولا يعرف أي معلومات عن أهله وأولاده، وبعد العامين من العزل الانفرادي وعذاباته نقل إلى سجن نفحة الصحراوي، ليكون سجنه المقر حتى يومنا هذا، ففي سجن نفحة تقابل الأسير القسامي جمال الباز بالشهيد القائد صلاح شحادة قائد كتائب الشهيد عز الذين القسام لمدة عام كامل.
مواقف صعبة تأثر بها
من المواقف الصعبة التي مر بها الأسير جمال داخل السجن، هو استشهاد الشهيد القائد القسامي رياض أبو زيد باعتباره الصديق والأخ العزيز عليه، حيث قضى معه في السجن ما يقارب 8 سنوات، وعندما أستشهد بكاه كثيرا لأنه من أعز الأحبة على قلبه.
بالإضافة لذلك فراق الشهيد القائد قائد كتائب عز الدين القسام الشهيد صلاح شحادة وتمنى أن يلحق به، وقد خاض العديد من المواجهات مع الجنود، وفي إحدى المرات قام بضرب جندي صهيوني على رأسه وشجها ليتعرض على أثرها للضرب والعزل الإنفرادي.
ممثل الفصائل
يشار إلى أن الأسير جمال الباز يعتبر ممثل الأسرى بجميع فصائلهم بسجن نفحة الصحراوي، إلى جانب القائد القسامي توفيق أبو نعيم، فهو يطالب دائماً بحقوق الأسرى من قبل إدارة السجن ويتعرض للعديد من المضايقات نتيجة هذه المطالب.
وحصل الأسير جمال على دورة أحكام تجويد في السجن، وعلى شهادة في الأخلاق من قبل حركة المقاومة الإسلامية حماس، على أثر حفظه للكثير من أجزاء القرآن في السجن، وحاز على الكثير من البطولات من كرة السلة وتنس الطاولة داخل السجن.